مقالاتمقالات مختارة

ولا ظالم إلا سيُبْلى بأظلم

ولا ظالم إلا سيُبْلى بأظلم

بقلم عبد العزيز الفضلي

من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير، أن الجزاء من جنس العمل، وأنّه كما تَدِين تُدان.
ولو تأملنا في قصص وحكايات وأحداث الماضي والحاضر لوجدنا ما يثبت هذه الحقيقة.
فما عاملت به الآخرين من أسلوب أو طريقة  أو معاملة – من خير أو شر – إلا وستُعامل بمثلها  إن عاجلاً أم آجلاً.
لذلك تأمل معي هذه الأحاديث النبوية التي تبين أثر الإحسان إلى الناس : «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة»، «من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة»، « من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة»، «برّوا آباءكم يبركم أبناؤكم».
وفي المقابل تأمل هذه الأحاديث: «من لا يَرْحم لا يُرحم»، « لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله»، (أي ولو كان  في وسط بيته).ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا من عاقبة الظلم: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
فكم من ظالم تسلط على رقاب الضعفاء
فجاءته العقوبة بتسلط من هو أقوى منه
كم من متعجرف أهان البسطاء لضعفهم
فأذاقه الله الذل والهوان على يد من فوقه
كم من متعال متكبر، لا يرى الناس بعينه شيئا يُذكر، فيبتليه الله تعالى بموقف يرى في الذل والصغار.
وما من يد إلا يد الله فوقها
ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
كم تجرأ أقوام على أعراض الناس، وأفسدوا أخلاق نسائهم، فجاء من أفسد عليهم زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم.
ورحم الله الإمام الشافعي حيث قال:
عفّوا تعف نساؤكم في المحرم
وتجنَّبُوا ما لا يليقُ بمسلمِ
من يزن في قوم بألفي درهم
في بيته يُزنى بغير الدرهم
من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجدارِه
إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
إنَّ الزِّنا دَينٌ إذا أقرضته
كان الوفا مِن أهلِ بيتِك فاعلمِ
ومن أخطر الأشياء الجرأة على إراقة الدماء، وكم رأينا ممن استهان بأرواح الناس ودمائهم، وتمادى في قتلهم، فأماته الله شرّ ميته، وجعله لمن خلفه عِبرة.
جاء في الأثر: «البِّر لا يبلى، والذنب لا يُنْسى، والدَّيّان لا يموت،  اصنع ما شئت، فكما تَدين تُدان».

(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى