مقالاتمقالات مختارة

برنامج إعداد العلماء

برنامج إعداد العلماء

إعداد محمد بن علي بن جميل المطري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:

فالأمة اليوم في أمس الحاجة إلى العلماء الراسخين العاملين بعلمهم، الداعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن أهم المهمات التي يجب على عقلاء الأمة أن يعتنوا بها: إعداد العلماء الراسخين.

وهذه دراسة تفصيلية لبرنامج يسهل تنفيذه لإعداد العلماء الراسخين:

 هذا البرنامج يقوم على تشجيع ومتابعة الطالب غير المبتدئ على دراسة وجرد أهم الكتب الشرعية المتنوعة، والاستفادة منها، مع بقاء الطالب في المكان المناسب له، والتوسعة عليه في اختيار الكتب المناسبة له ما أمكن، وعلى الطالب أن يدرس المتون على المشايخ الذين يسهل عليه الدراسة على أيديهم، ويقرأ بنفسه ما تيسر من الكتب التي تعينه على ضبط العلم وتحقيقه، مع سؤاله لمشايخه عما يشكل عليه منها، ويقتصر عمل القائمين على هذا البرنامج على متابعة الطلاب واختبارهم، ومراجعة بحوثهم وتوجيههم، وتشجيعهم بالمكافآت المالية إن وُجِدت.

 هذا البرنامج لا يتعارض مع أي طريقة يسلكها الطالب في تحصيل العلم، ويستطيع أي طالب في أي صرحٍ علمي أو محضنٍ تربوي أن يشارك في هذا البرنامج.

 هذا البرنامج يمكن جعله لطلاب متباعدين في أماكن متفرقة، وتكون متابعتهم عن بُعد بواسطة الواتس أو السكايب، ويُسمح بمشاركة طالبات العلم في هذا البرنامج وفق الضوابط الشرعية، ويكون لهن مجموعة خاصة في الواتس، ويمكن جعل هذا البرنامج في مكان واحد إن كان الطلاب يسكنون في مدينة واحدة، ويُدَرِّسهم مشايخهم في وقت واحد.

 لا يوفر هذا البرنامج مكتبات لطلاب العلم المشاركين، فلا بد للطالب المشارك أن يوفر الكتاب الذي سيقرؤه بنفسه إما بشرائه أو باستعارته أو بقراءته في مكتبة عامة أو بقراءته بواسطة برنامج المكتبة الشاملة أو غيره من برامج الكمبيوتر، ومن لم يجد الكتاب يُرسل له بصيغة بي دي إف.

 جعلنا لتحصيل العلم ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى للمبتدئين، والانتهاء منها شرط لقبول الطالب في هذا البرنامج، والمرحلة الثانية للمتوسطين، وهي مرحلة التأصيل، يحفظ الطالب فيها بعض المتون، ويحضر مجالس أهل العلم في كل فن؛ ليأخذ كل علم عن أهله المتخصصين فيه بالمشافهة والتلقين، مع قراءة الطالب بنفسه بعض الكتب المناسبة التي تعينه على ضبط العلم وتحقيقه، والمرحلة الثالثةللمستفيدين، وهي مرحلة جرد الكتب، ولا يُقبل في هذا البرنامج إلا من أتم المرحلة الأولى، لكن من شاء من المبتدئين أن يُشرف عليه في المرحلة الأولى ويُتابع حتى ينتهي منها فلا مانع.

 بالنسبة للحفظ اكتفينا في هذا البرنامج بأن يحفظ الطالب كتاب الله، وبعض كتب الحديث النبوي، وبعض المتون المختصرة؛ لأن بعض الطلاب يصعب عليهم التوسع في حفظ المتون المنثورة أو المنظومة، فلم نكلفهم فوق طاقتهم، وسِرنا في هذا البرنامج على التيسير وعدم التعسير، ومن أحب التوسع في حفظ كتب الحديث والمتون المنثورة أو المنظومة في كل فن فله ذلك، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

 أغلب الكتب المذكورة في المرحلة الأولى والثانية اختيارية وليست إلزامية، فللطالب أن يختار بعضها أو يختار غيرها مما يقوم مقامها، فمثلا اقترحنا للطالب في المرحلة الأولى في علم التفسير قراءة كتاب التفسير الميسر أو المختصر في تفسير القرآن الكريم، فللطالب أن يختار أحدهما، وله أن يقرأ بدلهما تفسير الجلالين أو زبدة التفسير، فالأمر واسع، فيختار الطالب منها ما يسهل عليه، وينبغي التنبه إلى أن الكتب التي نذكرها معطوفة بحرف (أو) اختيارية، يختار الطالب منها ما يشاء، وليس المراد أن يقرأها الطالب كلها إلا أن يرغب في ذلك.

 نقصد بالتفريق بين دراسة الكتاب وقراءته أن دراسة الكتاب تكون على يد شيخ يشرحه للطالب، وأما قراءة الكتاب فتكون بأن يجرد الطالب الكتاب بنفسه بدون شيخ، وإن تيسر للطالب شيخ يقرأ عليه بعض الكتب المخصَّصة للقراءة الفردية أو تيسر له قراءتها مع بعض زملائه مذاكرة فهو خير له.

 على الطالب في المرحلة الثانية أن يبحث عمن يدرس على أيديهم كتب العلوم، ولو ببعض وسائل الاتصال الحديثة أو بسماع أشرطة الدروس إن لم يتيسر له حضور مجالس العلم في بلده، ويُتابعه القائمون على هذا البرنامج عن بُعد، ويتعاهدونه بالاختبارات المتنوعة، ومذاكرة الكتب والعلوم، ويُشرف عليه حتى يتأهل إلى المرحلة الثالثة.

 الطالب بالخيار في طريقة التحصيل إما أن يتفرغ لدراسة فنٍّ واحد بالتدرج في كتب ذلك الفن حتى يتقنه ثم ينتقل إلى فنٍّ آخر، أو بأن يجمع في الدراسة بين فنين أو ثلاثة أو أكثر، بحسب ما يسهل عليه ويناسبه، وبحسب ما يجد من المشايخ المتفرغين لتدريسه.

 زمن انتهاء الطالب من كل مرحلة يختلف باختلاف قدر علو همة الطالب، وسهولة الحفظ عليه أو صعوبته، وبقدر توسع الطالب في حفظ الكثير من المتون أو اقتصاره على حفظ بعض المتون، وبقدر توسعه في قراءة أكثر من كتاب واحد مما خُيِّر فيه أو اقتصاره على أحد الكتب التي خُيِّر في قراءتها، وكذلك يختلف زمن انتهاء الطالب من كل مرحلة بقدر سرعة فهمه، وسرعة قراءته، وبقدر فراغه وصحته، وبقدر نشاط شيوخه وطريقتهم في تدريسه.

♦ ونقدِّر أقل وقت يمكن للطالب الموفق أن ينتهي فيه من المرحلة الأولى ما بين السنتين والثلاث، أما إن كان حافظا للقرآن الكريم فيكفيه للانتهاء من المرحلة الأولى سنة.

 وأقل زمنٍ يمكن للطالب المتفرِّغ للعلم أن ينتهي فيه من المرحلة الثانية ما بين الأربع والخمس السنوات، وأما إن كان غير متفرِّغ فسيطول زمن انتهائه من المرحلة الثانية.

 وأقل مدة يمكن للطالب المتفرغ أن ينتهي فيها من قراءة الكتب الأربعين التي حددناها للمرحلة الثالثة نحو عشر سنوات؛ لأن عدد مجلدات تلك الكتب الأربعين نحو 600 مجلد، وكثير من تلك المجلدات متوسطة يستطيع الطالب أن يقرأ المجلد منها في أسبوع واحد، وبعضها مجلدات صغيرة يستطيع الطالب أن يقرأ المجلد منها في يومين أو ثلاثة، وبعض المجلدات كبيرة لا يستطيع الطالب أن يقرأ المجلد منها في أقل من أسبوعين، فعشر سنوات نظنها كافية لجرد تلك الكتب مع ما يتخلل ذلك من بحوث ومراجعة، وقد يطول زمن انتهائه من المرحلة الثالثة بحسب فراغه وصحته وقدر همته، وأما إن اقتصر الطالب على جرد بعض الكتب دون بعض كأن يترك قراءة أمهات كتب العلوم التي لا يرغب في التخصص فيها أو اقتصر على القراءة السريعة لبعض الكتب الكبيرة فلعله يستطيع أن ينتهي من المرحلة الثالثة في نحو سبع سنوات، والله الموفق.

وهذه هي المراحل الثلاث:

المرحلة الأولى:

1- حفظ القرآن الكريم كاملا، وتلاوته غيباً على بعض المقرئين، ودراسة بعض كتب التجويد المختصرة على يدي بعض القراء، مثل كتاب القول السديد في علم التجويد أو غاية المريد في علم التجويد.

2- قراءة بعض كتب التفسير المختصرة كالتفسير الميسر أو المختصر في تفسير القرآن الكريم، وحبذا يقرأ الكتابين.

3- حفظ الأربعين النووية.

4- حفظ أسماء الله الحسنى، وحفظ الأصول الثلاثة وأدلتها.

ودراسة ما تيسر من كتب العقيدة والتوحيد المختصرة كلمعة الاعتقاد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات.

وقراءة كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء، ومختصر تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين، وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد، وشرح الأسماء الحسنى للقحطاني.

5- قراءة بعض كتب السيرة النبوية المختصرة كالفصول في سيرة الرسول لابن كثير أو الرحيق المختوم للمباركفوري.

6- دراسة أي مختصر في الفقه على أي مذهب من المذاهب المعتبرة أو دراسة بعض المختصرات الفقهية العامة كمنهج السالكين للسعدي.

7- قراءة كتاب مختصر منهاج القاصدين، وهو من أنسب كتب التزكية والأخلاق والآداب في هذه المرحلة.

8- دراسة قواعد الإملاء والكتابة الصحيحة، ومن كتب الإملاء المشهورة: المرشد في الإملاء والترقيم لمحمود شاكر سعيد والإملاء والترقيم في الكتابة العربية لعبد العليم إبراهيم.

9- إن كان الطالب لا يحسن اللغة العربية فلا بد في هذه المرحلة من دراسة اللغة العربية وإتقانها بحسب الإمكان.

10- دراسة علم الحساب من جمع وطرح وضرب وقسمة ومعرفة الكسور والأعداد العشرية وغير ذلك من مبادئ علم الحساب المهمة.

11- قراءة كتاب حلية طالب العلم لبكر أبو زيد، والمشوق إلى القراءة وطلب العلم للعمران.

12- ينبغي أن يجيد الطالب في هذه المرحلة أو في المرحلة الثانية استخدام الكمبيوتر، والكتابة في برنامج الوورد، ومعرفة كيفية الاستفادة من برنامج المكتبة الشاملة، ومعرفة طرق البحث في الإنترنت، وحبذا يدرس الطالب أساسيات اللغة الإنجليزية، ومن كانت له رغبة وقدرة على تعلمها، ووجد فرصة لإتقانها؛ فليفعل.

المرحلة الثانية:

1- القرآن الكريم:

 إتقان حفظ القرآن الكريم بالتجويد مع الحصول على إجازةٍ فيه.

 قراءة بعض كتب التجويد الموسَّعة مثل كتاب هداية القاري للمرصفي.

 قراءة بعض كتب الآيات المتشابهات ليسهل على الحافظ التمييز بينها، مثل كتاب آيات متشابهات الألفاظ في القرآن الكريم لعبد المحسن العباد أو إغاثة اللهفان إلى ضبط متشابهات القرآن للوراقي.

2- غريب القرآن:

 حفظ بعض كتب غريب القرآن كالسراج في بيان غريب القرآن للخضيري.

3- الحديث الشريف:

 الحفظ: حفظ بعض كتب الحديث كعمدة الأحكام ثم بلوغ المرام أو رياض الصالحين، فإن تيسر للطالب أن يحفظ كتاب الجمع بين الصحيحين ليحيى اليحيى أو للحميدي ثم كتاب معالم السنة النبوية لصالح الشامي فهو أنفع له وأفضل، وإن اقتصر على حفظ معالم السنة النبوية فهو شافٍ كافٍ.

 القراءة: قراءة الأمهات الست: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجه، وكذلك موطأ مالك.

ويقرأ الطالب بعض كتب شروح الحديث كتيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، وتوضيح الأحكام شرح بلوغ المرام للبسام أو سبل السلام للصنعاني، وشرح صحيح مسلم للنووي، ونيل اﻷوطار للشوكاني.

4- علم التفسير:

 قراءة بعض كتب التفسير المتوسطة كالتسهيل لعلوم التنزيل لابن جُزي، وتفسير السعدي، وأيسر التفاسير للجزائري، ونحث الطالب في هذه المرحلة على قراءة هذه التفاسير الثلاثة كلها، فلكل منها ميزته وفوائده، وعلم تفسير القرآن أفضل العلوم وأولاها بالتوسع، وقراءة كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي أو مختصره مناهج المفسرين لمحمد أبو زيد.

5- علم العقيدة:

 الحفظ: العقيدة الواسطية لابن تيمية أو منظومة سلم الوصول لحافظ حكمي.

 الدراسة: العقيدة الواسطية لابن تيمية، والقواعد المثلى في أسماء الله وصفاته العلى لابن عثيمين، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.

 القراءة: قراءة بعض شروح العقيدة الواسطية، والحموية لابن تيمية، ومختصر معارج القبول بشرح سلم الوصول، وتقريب التدمرية لابن عثيمين، والشريعة للآجري، والسنة لابن أبي عاصم بتخريج الألباني، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، وقواعد الأسماء والصفات للبريكان، ومختصر منهاج السنة النبوية، وهذه مفاهيمنا لصالح آل الشيخ، والقضاء والقدر لعبد الرحمن المحمود، والإيمان لابن تيمية، ونواقض الإيمان الاعتقادية للوهيبي، والتكفير وضوابطه للسقار، والولاء والبراء للقحطاني.

6- النحو والصرف والبلاغة:

 الحفظ: متن الأجرومية.

 الدراسة: دراسة بعض شروح الأجرومية كالتحفة السنية، ثم تعجيل الندى بشرح قطر الندى لعبد الله الفوزان أو شرح قطر الندى لابن هشام، والشرح الأول أسهل، ثم كتاب موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب لخالد الأزهري، ثم شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.

ويدرس الطالب أيضا بعض المختصرات في علم الصرف مثل كتاب شذا العرف في فن الصرف، ولامية الأفعال لابن مالك.

ويدرس أيضا بعض المختصرات في علم البلاغة مثل البلاغة الواضحة، وتلخيص المفتاح للخطيب القزويني أو نظمه عقود الجمان للسيوطي.

 القراءة: المنهاج في القواعد والإعراب للأنطاكي، والتطبيق الصرفي، ثم كتاب النحو الوافي لعباس حسن، وكتابَي دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة، كلاهما لعبد القاهر الجرجاني.

7- علوم القرآن:

 الدراسة: مباحث في علوم القرآن للقطان أو المحرر في علوم القرآن لمساعد الطيار، والكتاب الأخير من أفضل كتب علوم القرآن.

 القراءة: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ودفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب للشنقيطي، والنبأ العظيم لدراز.

8- أصول التفسير:

 الدراسة: كتاب أصول في التفسير لابن عثيمين أو مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية.

 القراءة: فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار، وقواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين للحربي.

9- أسباب النزول:

 قراءة كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي ثم كتاب المحرر في أسباب نزول القرآن للمزيني أو الاستيعاب في بيان الأسباب لسليم الهلالي ومحمد بن موسى نصر.

10- الناسخ والمنسوخ:

 قراءة كتاب نواسخ القرآن لابن الجوزي، والنسخ في القرآن لمصطفى زيد، والاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحازمي.

11- علوم الحديث:

 الحفظ: منظومة البيقونية ومتن نُخبة الفِكَر.

 الدراسة: دراسة منظومة البيقونية مع بعض شروحها، ومتن نخبة الفِكَر مع شرحها نزهة النظر لابن حجر، وتيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان، والباعث الحثيث، والتخريج ودراسة الأسانيد للطحان، وشرح علل الترمذي لابن رجب.

 القراءة: المدخل إلى علوم الحديث لطارق عوض الله، والتقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي، وتثبيت حجية السنة لأحمد السيد، والأنوار الكاشفة للمعلمي.

12- السيرة النبوية:

 قراءة بعض كتب السيرة النبوية والشمائل كنور العيون لابن سيد الناس ثم السيرة النبوية لابن هشام، والشفا للقاضي عياض، ومختصر الشمائل المحمدية للألباني.

13- علم الفقه:

 دراسة علم الفقه إما على طريقة التدرج في كتب أيِّ مذهب من المذاهب المعتبرة، وإما على طريقة التدرج في قراءة بعض كتب الفقه العامة، وفي كلٍّ خير، والأفضل الجمع بين الطريقتين بحسب الإمكان، مع حفظ أي ِّكتابٍ مختصرٍ في الفقه، وهذه أهم كتب الفقه للدارسين:

 الفقه الشافعي: يدرس الطالب متن أبي شجاع ثم بعض شروحه كشرح ابن قاسم ثم منهاج الطالبين للنووي مع بعض شروحه كشرح المحلي أو الشربيني أو الهيتمي.

 الفقه الحنبلي: يدرس الطالب عمدة الفقه ثم نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب ثم زاد المستقنع مع بعض شروحه كالروض المربع.

 الفقه المالكي: يدرس الطالب الرسالة للقيرواني مع بعض شروحها كالفواكه الدواني ثم مختصر خليل مع بعض شروحه كشرح الخرشي.

 الفقه الحنفي: يدرس الطالب مختصر القُدُوري ثم الاختيار لتعليل المختار للموصلي أو الهداية للمرغيناني ثم كنز الدقائق مع بعض شروحه كتبيين الحقائق.

 الفقه العام: يدرس الطالب متن الدرر البهية للشوكاني مع شرحها الدراري المضية أو الروضة الندية، والفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء، ومختصر الفقه الإسلامي للتويجري، وفقه السنة لسيد سابق مع قراءة كتاب تمام المنة للألباني، والفقه الميسر لجماعة من العلماء المطبوع في 13 مجلدا.

14- علم المواريث:

 الحفظ: منظومة الرحبية.

 الدراسة: الرائد في علم الفرائض، والرحبية مع شرح سبط المارديني.

 القراءة: تسهيل الفرائض لابن عثيمين، والفوائد الجلية في المباحث الفرضية لابن باز، الفرائض لعبد الكريم اللاحم.

15- علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة:

 الحفظ: متن الورقات للجويني.

 الدراسةالأصول من علم الأصول لابن عثيمين، وشرح الورقات لعبد الله الفوزان، وأصول الفقه لعبد الكريم زيدان.

 القراءة: معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للجيزاني، وأصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله للسلمي، والإعراب الأصولي للقباطي، والرسالة للإمام الشافعي، ومقاصد الشريعة الإسلامية لابن عاشور، ومقاصد الشريعة الإسلامية لليوبي.

16- علم القواعد الفقهية:

 الحفظ: منظومة القواعد الفقهية للسعدي.

 الدراسة: دراسة منظومة القواعد الفقهية مع بعض شروحها كشرح الشثري، والوجيز في شرح القواعد الفقهية لعبد الكريم زيدان.

 القراءة: الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية للبرنو، والمفصل في القواعد الفقهية ليعقوب الباحسين.

17- علوم اللغة والأدب والشعر:

 الحفظ: منظومة موطأة الفصيح لابن الـمُرَحَّل.

 القراءة: مختار الصحاح للرازي، والمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية، والمزهر في علوم اللغة للسيوطي، والعود الهندي للسقاف، وبهجة المجالس لابن عبد البر، وشرح المعلقات السبع للزوزني، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي، ومقامات الحريري، ومجمع الأمثال للميداني، وأصول الإنشاء والخطابة لابن عاشور، وفصول في الثقافة والأدب لعلي الطنطاوي.

18- علم التاريخ:

 قراءة بعض كتب التاريخ المختصرة كالعِبَر في أخبار من غبر للذهبي، والتاريخ الإسلامي الوجيز لمحمد سهيل طقوش، وموجز التاريخ الإسلامي للعسيري.

19- كتب مهمة متنوعة: (40 كتاباً):

 قراءة هذه الكتب المتنوعة المهمة: أخلاق أهل القرآن وأخلاق العلماء، كلاهما للآجري، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر أو مختصره، وأدب الطلب للشوكاني، وارتياض العلوم لمشاري الشثري، والآداب الشرعية لابن مفلح، والاعتصام للشاطبي، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، ورفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية، والسياسة الشرعية لابن تيمية، والطرق الحكمية لابن القيم، ومدارج السالكين لابن القيم أو تهذيبه، والفوائد لابن القيم، وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم، وتلبيس إبليس لابن الجوزي، وصيد الخاطر لابن الجوزي، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي، والبحر الرائق في الزهد والرقائق لأحمد فريد، وجامع العلوم والحكم لابن رجب، وعجالة المبتدي في الأنساب للحازمي، ومقدمة ابن خلدون، وتاريخ التشريع الإسلامي للقطان، وحجة الله البالغة للدهلوي، وبداية المجتهد لابن رشد، والإجماع لابن المنذر، ومراتب الإجماع لابن حزم، ونقد مراتب الإجماع لابن تيمية، والتمهيد في تخريج الفروع على الأصول للإسنوي، والفروق للقرافي، وأثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء لمصطفى الخن، والسيل الجرار للشوكاني،وصفة الفتوى والمفتي والمستفتي لابن حمدان، وتبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام لابن فرحون، وإظهار الحق لرحمة الله الهندي أو مختصره، وفقه الرد على المخالف لخالد السبت، ومختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية، وقرارات المجامع الفقهية، وأبحاث هيئة كبار العلماء.

20- كتب عصرية مهمة: (20 كتابا):

 قراءة هذه الكتب العصرية المهمة: الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة لناصر القفاري وناصر العقل، وحاضر العالم الإسلامي لجميل المصري، والحكم بغير ما أنزل الله لعبد الرحمن المحمود، وتكوين المفكر لعبد الكريم بكار، والإبداع العلمي لأحمد القرني، وحراسة الفضيلة لبكر أبو زيد، والاختلاط في الميزان لخالد السبت، وقضايا فقهية معاصرة للسالوس، والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي للويحق، ومعجم المناهي اللفظية، وتصنيف الناس بين الظن واليقين، كلاهما لبكر أبو زيد، ورفقا أهل السنة بأهل السنة للعباد، والغلو لعلي الشبل، والضوابط الفقهية للتعامل مع المخالف للغامدي، وكتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ للندوي.

المرحلة الثالثة:

1- تفسير ابن جرير الطبري (24 مجلدا).

2- تفسير ابن كثير (8 مجلدات).

3- موسوعة التفسير بالمأثور (23 مجلدا).

4- الجامع ﻷحكام القرآن للقرطبي (10 مجلدات).

5- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي (9 مجلدات).

6- دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عضيمة (11 مجلدا).

7- فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر (13 مجلدا).

8- التمهيد لابن عبد البر (24 مجلدا).

9- فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (6 مجلدات) مع النظر في صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني.

10- مقاييس اللغة لابن فارس (6 مجلدات).

11- الكتاب لسيبويه (4 مجلدات).

12- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع في النحو للسيوطي (3 مجلدات).

13- تشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع في أصول الفقه للزركشي (4 مجلدات).

14- شرح الكوكب المنير لابن النجار (4 مجلدات).

15- الموافقات للشاطبي (7 مجلدات).

16- إعلام الموقعين لابن القيم (6 مجلدات).

17- اﻷم للشافعي (8 مجلدات).

18- البيان في مذهب الإمام الشافعي لابن أبي الخير العِمراني (13 مجلدا).

19- المغني لابن قدامة (10 مجلدات).

20- الشرح الممتع لابن عثيمين (15 مجلدا).

21- المدوَّنة في فقه الإمام مالك (4 مجلدات).

22- الذخيرة للقرافي (13 مجلدا).

23- الأصل (المبسوط) في الفقه الحنفي لمحمد بن الحسن الشيباني (12 مجلدا).

24- بدائع الصنائع للكاساني (7 مجلدات).

25- المحلى لابن حزم (12 مجلدا).

26- الموسوعة الفقهية الكويتية (45 مجلدا).

27- مجموع الفتاوى لابن تيمية (35 مجلدا).

28- فتاوى اللجنة الدائمة (26 مجلدا).

29- مجموع فتاوى ابن باز (30 مجلدا).

30- مجموع فتاوى ابن عثيمين (34 مجلدا).

31- مصنف ابن أبي شيبة (25 مجلدا).

32- مصنف عبد الرزاق الصنعاني (11 مجلدا).

33- السنن الكبرى للبيهقي (10 مجلدات).

34- سلسلة اﻷحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني (14 مجلدا).

35- زاد المعاد لابن القيم (5 مجلدات).

36- البداية والنهاية لابن كثير (20 مجلدا).

37- التاريخ اﻹسلامي لمحمود شاكر (22 مجلدا).

38- سِيَر أعلام النبلاء للذهبي (23 مجلدا).

39- الموسوعة العربية العالمية (30 مجلدا).

40- نتائج البحوث وخواتيم الكتب المنشورة في موقع الدرر السنية، وهي بحمد الله مفرَّغة في برنامج المكتبة الشاملة.

تنبيهات:

 هذه الكتب المذكورة في المرحلتين الثانية والثالثة تعتبر من أهم الكتب النافعة التي إن وفق الله طالب العلم لجردها أو جرد معظمها فسينتفع بها كثيرا بإذن الله، ولا شك أنه يوجد كتب كثيرة مهمة غيرها، كتب قديمة وحديثة فيها أبحاث قيمة، ورسائل جامعية نافعة، ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، وعند جرد الطالب ﻷي كتاب فإنه يمر عليه أشياء تحتاج إلى زيادة توضيح أو بحث وتحقيق مما يتعين عليه أن يراجع لها كتبا أخرى، كالتوسع في تفسير آية أو تخريج حديث أو شرحه أو حلِّ إشكال أو بحث مسألة فقهية أو تحقيق مسألة لُغوية أو ترجمة علَمٍ أو معرفة مكان أو تاريخ أو بيان مصطلح علمي أو رجوع إلى إحالة في كتاب آخر أو تأكد من نسبة قولٍ إلى قائلٍ وسلامة عبارة من الاختصار المخل والتصحيف والخطأ المطبعي ونحو ذلك.

 بعد المرحلة الثالثة ينبغي للطالب أن يتخصص في علم واحد أو علمين أو ثلاثة، بحسب التفرغ والرغبة والهمة، والعمر قصير، والشواغل كثيرة، والعوائق متنوعة، والعلم واسع ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

الْعِلْمُ بَحْرٌ مُنْتَهَاهُ يَبْعُدُ 
لَيْسَ لَهُ حَدٌّ إِلَيْهِ يُقْصَدُ 
وَلَيْسَ كُلُّ الْعِلْمِ قَدْ حَوَيْتَهُ 
أَجَلْ وَلَا الْعُشْرَ وَلَوْ أَحْصَيْتَهُ 
وَمَا بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْهُ أَكْثَرُ 
مِمّا عَلِمْتَ وَالْجَوَادُ يَعْثُرُ 

 على الطالب أن يعرف نقصه وتقصيره، ولو قرأ هذه الكتب كلها وغيرها فسيبقى جهله أكثر من علمه، وإنما العلم الخشية، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 على الطالب أن يحرص في جميع مراحل طلبه للعلم على إصلاح نيته، والعمل بعلمه، والدعوة إليه وتعليمه، مع الصبر والاستعانة بالله، والملازمة لتلاوة كتابه، والاعتصام بالقرآن والسنة.

آلية المتابعة والإشراف على برنامجإعداد العلماء:

1- يُنشأ ويُشهر موقع برنامج إعداد العلماء في شبكة النت، ويكون له صفحة في الفيس بوك، ويُضم جميع الطلاب المشاركين في مجموعات خاصة في الواتس.

2- يتم تسجيل الطلاب الراغبين في المشاركة في برنامج إعداد العلماء ممن أكملوا المرحلة الأولى تماما بنسبة 100 % أو على الأقل 90 %، ويُتأكد من ذلك باختبارهم.

3- الطالب المقبول للمشاركة في المرحلة الثانية يدرس ويجرد كتب المرحلة الثانية في المكان المناسب له، ويدرس المتون وكتب العلوم على المشايخ المتخصصين الذين يستطيع أن يدرس عليهم إما بالمجالسة والمشافهة وهذا هو الأصل، أو بسماع الأشرطة أو عن بعد إن تعذر عليه الحضور في مجالسهم، ولم يستطع الرحلة إليهم.

4- يتأكد القائمون على البرنامج من انتهاء الطالب من حفظ الكتاب أو دراسته أو قراءته بالطريقة المناسبة، إما بالاتصال المباشر بشيخ الطالب أو باختبار الطالب شفويا في الكتاب بسؤاله عن بعض مباحث الكتاب أو بأن يُطلب من الطالب تلخيص بعض مباحث الكتاب المهمة بالكتابة أو بأن يُريهم الطالب بعض ما كتبه من فوائد الكتاب، أو بغير ذلك من الوسائل المتاحة، وعلى الطالب أن يكتب ما أنجزه من الحفظ والمراجعة والدراسة والقراءة في تقارير شهرية وسنوية، وللقائمين على البرنامج أن يأمروا الطالب بإعادة حفظ المتن أو إعادة دراسة الكتاب أو إعادة قراءته إذا لم يتقنه.

5- لا ينتقل الطالب من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة إلا إذا انتهى من معظم المرحلة الثانية بنسبة 90 % أو على الأقل 80 %، ثم يُعطى الطالب شهادة على انتهائه من المرحلة الثانية، ويُكتب في الشهادة المتون التي حفظها الطالب، والكتب التي درسها الطالب على مشايخه مع ذكر أسمائهم، والكتب التي قرأها الطالب بنفسه.

وللطالب الاكتفاء بالمرحلة الثانية وعدم المشاركة في المرحلة الثالثة، وله أن يختار قراءة ما يناسب تخصصه من كتب المرحلة الثالثة، ويتابعه القائمون على البرنامج، وتستمر كفالته ومكافأته إن تيسرت.

6- يُكلَّف الطالب في كلٍّ من المرحلة الثانية والثالثة أن يكتب بعض البحوث التي يختارها في أي علم من العلوم، وينبغي أن لا تقل عن ثلاثة بحوث متنوعة في كل مرحلة.

7- للطالب في المرحلة الثالثة أن يختار من الكتب المذكورة ما يشاء، ويترك قراءة ما يشاء، وأن يقدم ويؤخر في قراءة الكتب بما يناسبه، وله أن يطلع على بعض الكتب اطلاعا سريعا، بشرط أن يكون الاطلاع على غالب الكتاب.

8- يُعطى الطالب شهادة على انتهائه من المرحلة الثالثة إذا كانت نسبة ما قرأه من كتب المرحلة الثالثة لا تقل عن 70 %، ويُفصَّل في الشهادة الكتب التي جردها الطالب كاملة، والكتب التي اطلع على معظمها بالقراءة السريعة.

ولا شك أن الشهادة التي ستُعطى للطالب بعد انتهائه من المرحلة الثانية أو من المرحلة الثالثة سيكون لها قدرٌ عظيم، وستبين منزلة صاحبها في العلم بيقين، وهي في ميزان الشرع وعند أهل العلم والفضل خيرٌ من شهادة الماجستير والدكتوراه، مع تشجيعنا للطالب أن يحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه إن استطاع، عسى أن ينفع الله به في الجامعات التي لا يُقبل للتدريس فيها إلا من كان صاحب شهادة أكاديمية.

9- يُعطى الطالب في المرحلة الثانية وفي المرحلة الثالثة كفالة شهرية مجزية تُقدَّر بما يناسب حاله، على أن تكون كفالة أصحاب المرحلة الثالثة أكثر، وتكون الكفالة مقابل تفرغ الطالب لطلب العلم وتعليمه بمعدل عشر ساعات يوميا ما عدا الخميس والجمعة، وإن أنقص الطالب بعض الساعات فيُنقص من كفالته بقدرها إلا لعذر، وهذا من باب تشجيع الطالب على الخير، وإعانته على طلب العلم وتعليمه، وإن لم يتيسر للطالب كفالة شهرية فيُعطى إعانات مالية إن تيسرت، فإن لم تتيسر فلا يُكلَّف الطالب بالتفرغ، وليحرص على طلب العلم بقدر استطاعته، وليوفق بين طلب الرزق بما يناسبه، وتحصيل العلم في وقت فراغه، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

10- القائمون على تنفيذ البرنامج: يمكن لأي جهة حكومية أو خيرية في أي مكان وزمان أن تقوم بتنفيذ هذا البرنامج الذي نريد به الخير للمسلمين، ويمكن لشخصٍ واحد من أهل الفضل والسعة أن يتبناه، فإن لم تتوافر جهة داعمة تتبنى هذا البرنامج فيمكن إقامته بلا كفالات شهرية، وعسى أن يسهل الله للطلاب من أهل الخير بعض المكافآت المالية المتقطعة، ولا شك أن الطالب ذا الهمة العالية إذا لم يجد من يشجعه ويعينه على التفرغ لطلب العلم فإنه لا يترك تحصيل العلم مع فقره وضيق وقته، وسيحرص على حفظ ودراسة وقراءة ما تيسر له من الكتب بحسب وسعه وفراغه، وسيجمع بين طلب العلم وطلب معاشه، ولا يخفى أن الطالب المشغول بطلب القوت يقل وقت تحصيله للعلوم، وربما ينقطع عن طلب العلم لكثرة الشواغل والعوائق؛ ولهذا نوصي أهل الخير بدعم هذا البرنامج الذي سيكون بإذن الله من أسباب نهضة المسلمين، وهذا من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به، وإنفاق الأموال من الزكوات والصدقات لإعداد العلماء من أعظم القربات، فبالعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحيا أمة الإسلام، ومفتاح كل ذلك هو العلم النافع، ومن سيرة الإمام العادل عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عماله: أن أَجْرُوا على طلبة العلم الرزق وفرِّغوهم للطلب. ذكره ابن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم وفضله (1/ 647).

وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين (2/ 140): “كل من يتولى أمراً يقوم به تتعدى مصلحته إلى المسلمين ولو اشتغل بالكسب لتعطل عليه ما هو فيه فله في بيت المال حق الكفاية، ويدخل فيه العلماء كلهم أعني العلوم التي تتعلق بمصالح الدين من علم الفقه والحديث والتفسير والقراءة، حتى يدخل فيه المعلمون والمؤذنون، وطلبة هذه العلوم أيضاً يدخلون فيه؛ فإنهم إن لم يُكْفَوا لم يتمكنوا من الطلب”.

فندعو أهل الخير والفضل إلى المساهمة في إنجاح هذا البرنامج المبارك، فهو قليل التكاليف، كثير المنافع، ويمكن أن يتكفل بعض المحسنين بكفالة طالب واحد أو خمسة أو عشرة أو أكثر من ذلك، ونرجو أن يكتب الله لهم مثل أجر من فرَّغوهم لطلب العلم وتعليمه، ويكون لهم – بإذن الله – أجر طلبهم للعلم، وأجر تعليمهم ودعوتهم، وأجر من سينتفع بهم.

 وختاما: نسأل الله أن يجزي خيرا كل من سيشارك في إنجاح هذا البرنامج في أي مكانٍ بجهده أو بوقته أو بماله أو بنصحه أو بدلالة أهل الخير عليه لدعمه أو بدلالة الطلاب عليه للاستفادة منه.

هذا؛ وليُعلم أنه تم اختيار كتب هذا البرنامج بعناية كبيرة، فقد تم اختيارها بعد الاطلاع الواسع على كثير من كتب أدب الطلب، والبحث عن نصائح العلماء والمتخصصين، والنظر فيما أمكن من الخطط العلمية، والبرامج التعليمية المشابهة، ومناهج بعض المراكز العلمية الناجحة.

وأشكر شكرا خاصا المشايخ وطلاب العلم الذين عرضت عليهم هذا البرنامج في مُسَوَّدَتِه الأولى، فأبدوا لي كثيرا من الملاحظات والنصائح والتنبيهات المهمة التي استفدت منها في إعداد هذا البرنامج حتى صار قابلا للتطبيق في أي زمان ومكان، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

(المصدر: شبكة الألوكة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى