بيان (رابطة علماء المسلمين) بشأن المجازر الوحشية على ادلب
في ظلَّ صمت عربيٍّ وإسلاميٍّ مخزٍ، وتجاهل دوليٍّ لقضيَّة الشَّعب السُّوري الذي يباد منذ أكثر مِن ثمان سنوات، تستمرُّ قوَّات النِّظام النُّصيري، مسنودة بدعم روسيٍّ، في هجومها على قرى محافظة إدلب ومدنها. في محاولة لطيِّ صفحة الثَّورة السُّوريَّة التي نادى فيها الشَّعب بـ: الحرِّيَّة، والكرامة، والعدالة.
ويفتخر وزير خارجية روسيا بأن دعم القوات الجوية الروسية هو الذي ساعد النظام السوري على استعادة بعض المناطق في الشمال الغربي ، وطبيعي لولا إجرام روسيا لما استطاع النظام التقدم شبراً واحداً.
ونتيجة للقصف العنيف، الذي طال الحجر والشَّجر والمساكن المدنيَّة والمدنيين لأيَّام عدَّة، نزح عشرات الآلاف مِن المنطقة، بعد أن سقط المئات مِنهم قتلى ومصابين، في أعنف هجوم تشهده المنطقة.
وتستهدف الغارات الجويَّة المشتركة للطَّائرات الحربيَّة السُّوريَّة والرُّوسيَّة فيما تستهدف طرق عبور النَّازحين الفارين مِن جحيم الهجوم البربري الهمجي المخالف للشَّرائع السَّماويَّة والقوانين والمواثيق الأرضيَّة والقرارات الدُّولية والأمميَّة.
وقد قُدِّر عدد النَّازحين – منذ بداية الشَّهر الماضي- جراء هذا العدوان الغاشم للنِّظام النُّصيري وحليفه الرُّوسي على المحافظة بأكثر مِن مِئتي ألف شخص. كما وثَّقت المنظمات مقتل العشرات مِن المدنيين، بينهم 74 طفلًا.
ومِن خلال الصُّور والمقاطع المرئيَّة والشَّهادات التي توثق لأوضاع المنطقة، فإنَّ ما يجري فعليًّا هي حرب إبادة جماعيَّة تستهدف المدنيين مِن السُّوريين، وتُهدِّد حياة أكثر مِن 3 مليون شخص يقيمون في المحافظة، أغلبهم نازحون مِن مختلف المحافظات السُّورية. علمًا بأنَّ القصف يتركَّز على استهداف الأحياء السَّكنيَّة والأسواق الشَّعبيَّة والمراكز الخدميَّة؛ في حين تقوم المليشيات الرديفة لقوات الأسد بالزَّحف برًّا للقضاء على مَن تبقَّى.
إنَّ هذه الحرب التي يقودها النِّظام النُّصيري المدعوم مِن إيران الطَّائفية وروسيا الصَّليبيَّة ضدَّ الشَّعب السُّوري منذ أكثر مِن ثمان سنوات، ودون توقُّف، تفرض على جميع المسلمين اليوم الوقوف إلى جانب إخوانهم في أرض الشَّام، ومناصرتهم بقدر استطاعتهم، والسَّعي في دعمهم بكلِّ ما يساهم في رفع معاناتهم وتمكينهم مِن الأخذ بزمام المبادرة للتَّصدي لما يتعرضون له مِن عدوان وإبادة.
وإنَّ رابطة علماء المسلمين تناشد في هذا المقام الحكومة التركيَّة بالتَّحرك لإغاثة ودعم المدنيين في إدلب، والوقوف معهم لمواجهة هذا العدوان السَّافر الذي يشنه نظام الأسد على مرأى ومسمع مِن العالم.
كما تدعو أبناء الشَّعب السُّوري لتوحيد جبهتهم وجمع كلمتهم ورصِّ صفوفهم ضدَّ عدوهم الحقيقي المتمثل في هذا النِّظام الطَّائفي وحلفائه الإيرانيين والرُّوس.
صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الأربعاء 28/ ربيع الآخر / 1441هـ
25/ ديسمبر / 2019م
(المصدر: رابطة علماء المسلمين)