أقدمت السلطات السعودية أمس الجمعة على اعتقال الشيخ علي بن سعيد الحجاج الغامدي (المدرّس بالمسجد النبوي سابقاً) مع أخيه ومحاميه، إضافة إلى 5 من المشايخ وطلاب العلم الذين كانوا موجودين في بيته أثناء مداهمته.
يذكر أن الوضع الصحي للشيخ الغامدي حرج فهو يعيش بنصف رئة، وقد مُنعت عنه اسطوانة الأكسجين، وهو في بداية العقد السابع من عمره.
والشيخ الغامدي هو فضيلة الشيخ العلامة الدكتور: علي بن سعيد بن علي الحجاج الغامدي من مواليد منطقة الباحة سنة (1369ﻫ).
تعلم القراءة والكتابة وحفظ شيئاً من كتاب الله في الكتّاب في مدارس الشيخ القرعاوي رحمه الله.
ثم درس المرحلة الابتدائية ببلدة الظفير التي تبعد عن قريته بنحو (خمسة كيلو مترات) وكان يذهب مشياً على الأقدام في أجواء صعبة ولاسيما أيام الشتاء ذات الجوٍ البارد والأمطار الغزيرة التي قد تقطع الطريق إلى المدرسة ولكن الله أعانه بفضله وكرمه.
وعند افتتاح أول معهد علمي بمدينة (بلجرشي) التحق به، وكانت الدراسة به لمدة خمس سنوات، مليئة بالعلم والنشاط والأدب سواءً أدب الدرس أو أدب النفس، وبحق فقد أرسى المعهد العلمي شخصية الشيخ العلمية وتكونت لديه قاعدة صلبة في العلم والفقه والأدب وتأصلت فبه الملكة العلمية.
وكان ممن تلقى عنه العلم هناك الشيخ محمد بن علي بن جماح.
التحق الشيخ بعد ذلك بكلية الشريعة بالرياض وهناك نهل الشيخ من معين العلم وازداد تعمقاً في علوم الفقه والأصول واللغة العربية والعقيدة وعلوم الكتاب والسنة، وحصل على تقدير (ممتاز) في جميع سنوات دراسته الجامعية.
ولازم أثناء ذلك دروس كبار العلماء آنذاك منها: درس سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ العلامة عبدالله بن حميد، وكذلك دروس الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالرحمن الفريان رحمهم الله جميعاً، وحضر كذلك دروس الشيخ عبدالله بن غديان حفظه الله.
وبعد تخرجه من الكلية عُين مدرساً بمعهد الباحة، ولم يلبث سوى خمسة عشر يوماً حتى وصله الخبر باختياره معيداً بكلية الشريعة في الرياض، وبقي هناك معيداً يشارك مشايخه وزملائه في التدريس والقيام ببعض الأنشطة وبعض الأعمال الإدارية.
أُبتعث الشيخ لإكمال الدراسات العليا في كلية الشريعة والقانون بجمهورية مصر العربية، وهناك تلقى العلم على نخبة من علماء الأزهر الشريف منهم: الشيخ عبدالغني عبدالخالق، وأخيه الشيخ مصطفى.
وتلقى علم القانون على أستاذين متميزين هما: الدكتور صوفي أبو طالب الذي أصبح فيما بعد رئيس مجلس الشعب، والدكتور نيازي حتاتة وكيل وزارة الداخلية المصرية.
وحصل الشيخ على درجة الماجستير بتقدير ممتاز (عام 1395ﻫ).
سجّل الشيخ موضع أطروحته في مرحلة الدكتوراه، ثم عاد إلى المملكة، وعُيّن محاضراً في الجامعة، ودرَّس إلى جانب مواد تخصصه في الفقه المقارن مواد في العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين.
حصل الشيخ على العالمية (الدكتوراه) في الفقه المقارن مع مرتبة الشرف الأولى (عام1401ﻫ).
على إثر ذلك عُيّن أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بالرياض، ودرّس مادة الفقه، وشارك في أنشطة الكلية، وترأس قسم الفقه هناك.
انتقل الشيخ في عام (1406ﻫ) إلى المدينة المنورة وعمل في كلية الدعوة والإعلام ودرّس مواد مختلفة، وشغل رئاسة قسم الدعوة ثلاث فترات.
ترقّى إلى رتبة أستاذ مشارك عام (1408ﻫ).
وقد استفاد من محدث المدينة وعالمها الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، وسمع منه الحديث النبوي وأجازه الشيخ رحمه الله في الحديث.
أشرف الشيخ على العديد من الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة الإمام وجامعة أم القرى والجامعة الإسلامية. وناقش الكثير من الأطروحات العلمية.
درّس الشيخ في المسجد النبوي الفقه والسيرة والعقيدة مدة سبع سنوات.
شارك في إلقاء الدروس والمحاضرات العامة في أكثر مناطق المملكة، وشارك في دار الإفتاء في الحج عدداً من السنوات.
شارك في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فكتب مقالات متنوعة في صحيفة المدينة وصحيفة عكاظ ومجلة البيان، وأعدّ مجموعة من البرامج الإذاعية في إذاعة القرآن الكريم، وشارك في عدة حلقات تلفازية بالرياض والمدينة.
الشيخ الآن متفرغ وقد حصل على إجازة المحاماة الشرعية مصدقة من هيئة التمييز بالغربية.
للشيخ مجموعة من الأبحاث والكتب، منها:
اختيارات ابن قدامة الفقهية وهو كتاب في الفقه المقارن طبع الطبعة الثانية في أربعة مجلدات.
كتاب فقه الممسوحات مجلد.
فقه الشورى مجلد.
دليل المرأة المسلمة مجلد كبير.
كتيب عن طهارة المريض.
وقد كان الشيخ يعمل مؤخراً في التأليف الفقهي ولديه مشروعات شبه منتهية كان من المفترض أن تخرج تباعاً ومن أبرزها الفقه الميسر.
وممن درس على الشيخ واستفاد منه:
الشيخ د.ناصر العمر.
الشيخ د.ناصر القفاري.
الشيخ د.بشر البشر.
الشيخ سعد الحميد.
الشيخ حسين آل الشيخ. نائب رئيس محاكم المدينة المنورة وإمام وخطيب المسجد النبوي.
الشيخ علي السديس. قاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة.
الشيخ عبدالمحسن العبيكان. مفتش قضائي بوزارة العدل.
وغيرهم جمع مبارك ممن استمع دروسه المباركة في المسجد النبوي وفي الجامعة.
(المصدر: هوية بريس / ملتقى أهل الحديث)