المنطق والعقل أولاً… يا أنصار الدين ويا خصومه!
بقلم د. محمد العوضي
في الخصومات الفكرية والإشكالات العلمية والخلافات الأيديولوجية، نقول دوماً إنه يتوجب علينا اعتماد «المنهج قبل المسائل والأسئلة والأجوبة».
ويركز كثير من المشككين في الدين والطاعنين في أصول العقائد الإيمانية على سبك صياغة أسئلتهم، وفي الوقت ذاته يدقق المجيبون من المؤمنين على تجويد البناء المعرفي لإجاباتهم.
والسؤال المفصلي:
ما المعيار أو المرجعية التي ينبغي أن يحتكم إليها كلا الطرفين المتحاوِرَين المتناقضين في الفكر إذا ما اختلفوا؟
الجواب: إن المنطق والعلوم العقلية القطعية هو الحكم العادل.
لهذا، فإننا في مركز «رواسخ» الفكري، نولي المنهج العلمي، والمعيارية، أهمية كبرى، ونجعل منهما جسراً للتواصل والتفاهم والاحتكام في حواراتنا مع الآخرين.
لأن كثيراً من الناس تلتبس عليهم الأفكار، ليس لأنهم بلا ثقافة أو اطلاع معرفي واسع أو قصور في الذكاء والاستيعاب، ولكن لأن كم المعلومات عندهم يفتقر إلى منهج علمي منضبط.
وهذا ما سنوضحه في سلسلة حلقات يوتيوبية بعنوان «اسأل ولا تخف».
وعليه، ستكون أول حقيبة من هذه السلسلة موضوع «المغالطات المنطقية»، ليتعرف الباحث والمتسائل والمخالف على العثرات التي يقع فيها العقل الإنساني، فتمنعه من الوصول إلى الصواب.
وهي مغالطات لا تخص تاريخاً معيناً، أو شريحة خاصة من الناس، أياً كانت انتماءاتهم الدينية، أو المذهبية، أو الفلسفية؛ لأن المغالطات وتصويبها من مشتركات العقل البشري، لذا تجد التنبيه عليها موجوداً في كل كتب المنطق، قديمها وحديثها، وإن اختلفت في الألفاظ.
وهنا تتبادر إلى الأذهان ثلاثة أسئلة معتبرة:
1- ما الأسئلة التي يُسمح بطرحها، ويتم استقبالها؟
2- وهل يصح في العقل والمنطق أن يتكفل شخص واحد بالإجابة عن سيل الأسئلة المتنوعة؟
3- وكيف نسأل وأين؟
الجواب:
قطعاً ليس المقصود بالأسئلة ما يخص المسائل الفقهية والعملية، وإنما «رواسخ» مركز يهتم بمعالجة القضايا الفكرية الخاصة بأصول الدين والإسلام، مما ثار حولها التباس أو شك أو طعن.
وقطعاً الإجابة ستكون من إعداد فريق متنوع في تخصصاته الشرعية، واللغوية، والمنطقية، والعلوم الطبيعية، لما لهذه المعارف من تداخل، كم يلاحظ أي متابع لحوار الأفكار والاتجاهات.
أما كيف نسأل وأين؟
فهذا ما سنبينه في وقته.
فاسأل ولا تخف.
وإذا كان المنطق أولاً، فما حكاية ما يردده البعض «من تمنطق تزندق»، ولماذا لا يكون الدين وتكون العقيدة أولاً؟!
وللحديث بقية.
(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)