مقالاتمقالات مختارة

قصة أول مدينة مسلمة حاربت الأميّة

قصة أول مدينة مسلمة حاربت الأميّة

بقلم مصطفى الأنصاري

مدينة قرطبة أول مدينة مسلمة حاربت الأميّة وتعلم كل أهلها القراءة والكتابة

قرطبة مدينة مسلمة فاقت كل حواضر أوربا مدنيةً أثناء القرن العاشر الميلادي والتي كانت في الحقيقة محطَّ إعجاب العالم ودهشته.

بزغ نجم مدينة قرطبة، كشاهدٍ حيٍّ على ما وصلت إليه حضارة المسلمين وعزِّ الإسلام في ذلك الوقت من التاريخ، وهو منتصف القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، يوم أن كانت أوربا في جهل عميق.

كانت مدينة عصرية، تضارع المدن العالمية في الألفية الثالثة! وكيف العجب وقد انتشرت المدارس لتعليم الناس، وانتشرت المكتبات الخاصَّة والعامَّة، حتى صارت هي أكثر بلاد الله كُتبًا‍‍، وحتى غَدَتْ مركزًا ثقافيًّا ومجمعًا علميًّا لكل العلوم وفي شتى المجالات، وقد كان الفقراء يَتَعَلَّمُون في مدارس بالمجَّان على نفقة الحُكَّام أنفسهم؛ ولذا فليس عجيبًا أن نعلم أن جميع أفراد الشعب كان قد عرف القراءة والكتابة، ولم يُوجَدْ في قرطبة شخص واحد لا يجيد القراءة والكتابة، في حين لم يَكُنْ يعرفها أرفع الناس في أوربا، باستثناء بعض رجال الدين!

وفي عهد عبد الرحمن الناصر ومن بعده ابنه الحكم المستنصر، بلغت قرطبة قمة ريادتها، خاصةً أنه اتخذها عاصمة لدولته، ومقرًّا له كخليفة للمسلمين في أوربا، وقد جعل منها منبرًا للعلوم والثقافة والمدنية، حتى غدتْ تنافس القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية في قارتها، وبغداد عاصمة العباسيين في المشرق، والقيروان والقاهرة في إفريقيا، وحتى أطلق عليها الأوربيون: “جوهرة العالم”.

جدير بالذكر أن هذه النهضة العلمية والحضارية في مدينة قرطبة في ذلك الوقت، واكبها أيضًا نهضة إدارية؛ وذلك من خلال عدد من المؤسسات والنُّظُمِ الرائدة في الحكم؛ منها: الإمارة والوزارة، وقد تطوَّرَتْ أنظمة القضاء والشرطة والحِسْبة، وغيرها، وواكبتها أيضًا نهضة صناعية عظيمة؛ إذ تطورت فيها الصناعة كثيرًا، واشتهرت صناعات؛ مثل: صناعة الجلود، وصناعة السفن، وآلات الحرث، والأدوية، وغيرها، وكذلك استخراج الذهب والفضة والنحاس.

للمزيد ..

د.راغب السرجاني: قرطبة .. مدينة عصرية

(المصدر: قصة الإسلام)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى