قصة أحمد بن عرفان .. شهيد الإسلام الذي قاوم الإنجليز في بلاد الهند
بقلم مصطفى الأنصاري
حياة الإمام المجاهد أحمد بن عرفان شهيد الإسلام الذي قاوم الإنجليز في بلاد الهند
عندما بدأ الإنجليز في احتلال الهند، ظنوا أنهم لن يواجهوا أي مقاومة من مسلمي الهند، لكن خاب ظنهم فقد خرج لهم المجاهد الشهيد أحمد عرفان.
ولد السيد أحمد بن محمد عرفان في صفر 1201 هــ/ سبتمبر 1786م في قرية من قرى الهند، وتعرف الآن باسم تكية.
وقد نشأ أحمد بن عرفان لأبوين مسلمين والتحق وهو في الرابعة من عمره بالكتاب، كما كان محبا للفروسية منذ صباه، ولما كبر أحمد عرفان كان والده قد توفي فاضطر إلى السفر للبحث عن عمل، وفي رحلته التقى بالعالم عبد العزيز الدهلوي فتتلمذ على يديه، وتعلق قلبه بحب الجهاد فالتحق بمعسكر الأمير المجاهد نواب ميرخان حاكم ولاية تونك، وخاض معه حروبًا دامية ضد الإنجليز.
ثم وقعت بين الإنجليز والأمير نواب مصالحة بالرغم من تحذير السيد أحمد بن عرفان له، وفي النهاية تم احتلال ولاية تونك من قبل الإنجليز.
عاد أحمد عرفان بعد احتلال ولاية تونك إلى موطنه متجولا في مدن كثيرة ومتفقدا أوضاع المسلمين وقد ترك تأثيرا عميقا في كل مدينة أقام فيها، وكان السيد أحمد ينتهز هذه الفرص لتوجيه الناس إلى الدين.
وكانت قصة اضطهاد مسلمي- البنجاب- من طرف طائفة السّيخ المتعاونة مع الإنجليز لها أثرها البالغ للسيد أحمد الشهيد، وحثه على الإعداد للجهاد، وإثارة همم الناس لنصرة إخوانهم.
استجاب لدعوة الشيخ أحمد كثير من الناس والأمراء وجاءه كبار العلماء، وفي جمادي الآخرة 1242هـ/ يناير1827م اجتمع العلماء والأمراء وبايعوا أحمد بن عرفان واختاروه أميرًا لهم، واستطاع أحمد أن يقيم الإسلام في المناطق التي سيطر عليها؛ حيث عيَّن في كل قرية قاضيا ومفتيا، وجباة للزكاة.
وأزال أحمد بن عرفان كثيرا من المنكرات، وأرسل الأمير السرايا والجيوش، وانتصر على طائفة السيخ في معركة (أكورة) بالقرب من مدينة بيشاور، وبث الدعاة للوعظ والدعوة للجهاد.
حاول الإنجليز وقف أحمد بن عرفان، فاستغلوا الحكام التابعين لهم؛ وذلك لإيقاف هذه الحركة عن طريق الإغراءات بالمال أو الولايات؛ فدبروا مؤامرة لقتل القضاة والعلماء الذين كلفهم الشيخ أحمد بن عرفان كما استطاع الإنجليز التلاعب بعقول بعض المشايخ الذين أفتوا بعدم التعاون مع أحمد بن عرفان.
من أهم المعارك التي خاضها أحمد بن عرفان المعركة التي كانت بينه وبين طائفة السيخ بالقرب من قرية بلاكوت بمدينة بيشاور، وكان الشيخ على أتم استعداد لمواجهة السيخ فنظم جيشه، ووزع الفرق العسكرية، واستعد للمعركة.
وفي صباح 24 ذي القعدة 1246هـ/ 5 مايو1831م صلى أحمد بن عرفان بالناس ثم نزل إلى ميدان معركة ومعه إخوانه المجاهدون يحيطون به، وكانت المعركة في بادئ الأمر لصالح المسلمين، إلا أن الخيانة كانت لها دور كبير في هزيمة المسلمين واستشهاد أحمد عرفان.
كانت هذه المعركة هي النهاية ليست نهاية الجهاد وإنما كانت نهاية المجاهد العظيم أحمد عرفان الذي قاوم الإنجليز وأحيا الإسلام في بلاد الهند.
(المصدر: قصة الإسلام)