يهود الدونمة.. السرطان الذي أسقط الخلافة العثمانية وحاربه أردوغان
بقلم أوعقى حميد
يعتبر يهود الدونمة أخطر جنس بشري على الإطلاق، فلن تتمكن أجهزة كشف الكذب بكشف تفكير هؤلاء، تجدهم يتربعون على عرش المناصب السامية والرفيعة في جميع الدول والحكومات، من أغناها إلى أفقرها، إلا إذا استثنينها بعض الدول التي رفضت تواجد اليهود بها منذ الأزل.
فبعد العذاب الذي ذاقه اليهود في إسبانيا بسبب محاكم التفتيش، فرفضتهم أوروبا بكاملها، وقامت الإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان محمد الرابع باستقبالهم وكانت معروفة أنذاك بتسامحها الديني، وأعطوهم أراضي ليعيشوا فيها وخصوصا في مدينة سالونيك اليونانية التي كانت تابعة للإمبراطورية أنذاك، وبعد أن استقروا وعاشوا في كنف المسلمين بدؤوا كعادتهم يخططون للخيانات.
والدونمة كلمة تركية معناها العائد أو المرتد، وقد أختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهرين بالإسلام، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم، وكان أول شخص أطلق عليه هذا اللقب هو ساباتاي زيفي الأب الروحي لكل الدونيميين والذي ادعى أنه المسيح المنتظر والذي تزامن ظهوره مع مرور الإمبراطورية العثمانية بأوقات حرجة، واستطاع هذا اليهودي أن يحشد أتباعا له في مختلف أرجاء العالم، لكن عندما سمع السلطان العثماني أنه ينوي تأسيس دولة يهودية داخل الإمبراطورية العثمانية قام بسجنه ونقله لقصر أدرنة للنظر في أمره، فاجتمع رئيس الوزراء وشيخ الإسلام وإمام القصر عند السلطان فقالوا له: “تدّعي أنك المسيح المنتظر فأرنا معجزتك، سنجردك من الثياب ونجعلك هدفا لسهام المهرة من رجالنا إن لم تُغرز السهام بجسمك سيقبل السلطان ادعائك، وبسرعة البرق أنكر ساباتاي كل شيء”.
ظهر الحقد الدفين ليهود الدونمة بوضوح بعدما اعتلى مصطفى كمال أتاتورك حكم الدولة العثمانية التي أصبحت في عهده الجمهورية التركية الحديثة |
أمر السلطان محمد الرابع بعرض الإسلام عليه، فقبل الدخول في الإسلام وأكد أنه سيفتدي الإمبراطورية بروحه فسمي بـ محمد عزيز أفندي، ثم أرسل إلى أتباعه يقول لهم لقد جعلني الله مسلمًا، أنا أخوكم محمد البواب هكذا أمرني الله فامتثلت. استمرت هذه الطائفة التي تكتمت على يهوديتها وتظاهرها بالإسلام، حتى ظهر منهم قادة سياسيون وعسكريون في الإمبراطورية العثمانية وكان أبرزهم مصطفى كمال أتاتورك وآخرون الذين تعاونو مع الإنجليز والفرنسيين والحركة الصهيونية التي بدأت تظهر إلى العلن بداية القرن العشرين فيما بعد، وكان الهدف من هذا التعاون هو الوصول لمناصب عليا في الامبراطورية العثمانية وإسقاط آخر خلافة عثمانية والتي كان يقودها السلطان عبد الحميد الثاني.
فقام يهود الدونمة بإنشاء جمعية تسمى جمعية تركيا الفتاة أو الأتراك الشباب تدعو الأتراك من خلالها إلى الأفكار العلمانية والقومية، ومناهضة كل ما هو إسلامي، ليلتحق بهذه الجمعية عدد كبير من أفراد الجيش من مؤسسي ما عرف بحزب الاتحاد والترقي ومن بينهم إبرهيم ساتروفا، وهو الجناح العسكري لجمعية تركيا الفتاة فيما بعد، بعدها قام حزب الاتحاد والترقي بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909م بعد أن سلمه ثلاثة جنرالات قٍرار العزل اثنان منهم يهود، ليقوم هؤلاء الإنقلابيون بنفي السلطان عبد الحميد الثاني إلى مدينة سيلانيك، يا للقدر فهي نفس المدينة التي استضاف فيها الخليفة العثماني محمد الرابع اليهود المضطهدين من محاكم التفتيش الإسبانية.
ظهر الحقد الدفين ليهود الدونمة بوضوح بعدما اعتلى مصطفى كمال أتاتورك حكم الدولة العثمانية التي أصبحت في عهده الجمهورية التركية الحديثة، وحكمها لمدة خمسة عشر عاما دعى فيها إلى إلغاء جميع الأشكال التي تذكر بالإسلام والمسلمين، فحاربه بشتى الأنواع والأشكال، حيث قام بأول خطوة وهي إلغاء الخلافة العثمانية، وغير الأبجدية العربية إلى اللاتينية، ومنع جميع أشكال والمظاهر الإسلامية من قبيل منع الآذان بالعربية وإلغاء الحجاب وألغى منصب شيخ الإسلام.
فلا شك أن اليهود بتاريخهم الحافل بالخيانات ونقض العهود منذ فجر الإسلام، ومثال ذلك ما قاموا به يهود بني قريظة عندما فتحو الباب للأحزاب لقتل المسلمين المدنيين، ولا شك كذلك أنهم وراء الانقلاب الذي وقع في عهد أردوغان بمساعدة القوى الكبرى التي رأت فيه قائدا يطمح لإعادة مجد الخلافة العثمانية بقوتها ورهبتها وأمجادها التي لا يتمنى الصليبيون سماعها فما بالك بمشاهدتها تبرز.
(المصدر: مدونات الجزيرة)