مقالاتمقالات مختارة

أبرز منعطفات العدوان الفكري والعسكري الغربي على أمة الإسلام عبر العصور

أبرز منعطفات العدوان الفكري والعسكري الغربي على أمة الإسلام عبر العصور

بقلم د. علي بن محمد عودة الغامدي

لا يوجد في تاريخ الخلائق كلها منذ أن خلقها الله تعالى على هذه الارض أمة بغت على أمة وظلمتها وأذتها مثل ظلم الغرب وبغيه على أمة الاسلام.

صفرونيوس أسقف القدس الذي سلمها لعمر رضي الله عنه سلما دون قتال سنة 17 كتب له عمر العهدة العمرية المشهورة التي اصبحت مضرب المثل في التسامح .

تجول صفرونيوس مع عمر ودخل معه كنيسة القيامة ولما أراد عمر ان يصلي طلب منه يصلي داخل الكنيسة فرفض وقال لو فعلت لاخذها المسلمون (ها هنا صلى عمر) خرج عمر وصلى امام باب الكنيسة وشاهد صفرونيوس بأم عينيه اسمى واعظم توحيد في صلاة عمر التى تلقاها من سيد البشر صلى الله عليه وسلم .

وبعد ذلك يلقي صفرونيوس عدة مواعظ في اتباعه ويصف المسلمين بالوثنيين أي ظلم وأي بغي اقترفه صفرونيوس وورثه لاجيال النصارى من بعده!!!!!!!

ويصف صفرونيوس الفتح الاسلامي للقدس الذي لم ترق فيه قطرة دم واحدة برجسة الخراب التي تنبأ بها النبي دانيال وهكذا نزل النبؤة على فتح المسلمين وتناسى صفرونيوس الاحتلال الفارسي للقدس قبل 20سنة من ذلك التاريخ عندما قتل الفرس من النصاري 57 ألفا ودمروا القدس دمارا مابعده دمار كل ذلك نسيه وتناسى صفرونيوس مافعله الاباطرة الرومان نيرون وهادريان وتيتوس الذين دمروها بالكامل ونزل نبؤة دانيال على الفتح الاسلامي الذي كان سلميا .

وقد تبنى المؤرخ الانجليزي المعاصر ستيفن رنسيمان نفس رؤية صفرونيوس وافتتح بها الفصل الاول من كتابه(تاريخ الحروب الصليبية) واشهر الكتب عنها كتاب رنسيمان مترجم الى العربية في 3 مجلدات وتجد عنوان الفصل الاول من المجلد الاول(رجسة الخراب) فنزل نبؤة دانيال على الفتح الاسلامي بغى وطغى.

وتظهر في القرن الاول نبؤة ميثوديوس و تبدو وكانها كتبت قبل ظهور الاسلام وهي تصور المسلمين وكأنهم الردة التي تسبق الدجال التي جاءت في الاناجيل.

وتتوارث أجيال النصارى في بلاد الروم والغرب عقيدة باغية بان المسلمين وثنيين وان دينهم وثني وأنهم الردة الكبرى التي تسبق ظهور المسيح الدجال .

فمن صفاته صلى الله عليه وسلم” الشجاعة والصدق والامانة والوفاء والطهارة والعفاف والزهد……..الخ فكل صفاته الفريدة عكسوها وقدموها لجماهيرهم ولا اقول هذا تجنيا فقد اعترف بهذا المؤخ الامريكي نورمام دانيال في كتابه الاسلام والغرب فقال(ان سيرة النبي جاءت معكوسة في كتاباتهم بشكل غريب) ومن الذين عكسوا صفاته صلى الله عله وسلم:يوحنا الدمشقي وثيوفانس ونيقتاس الروميين والسيرة التي كتبت في دير بنبلونة في شمال الأندلس .

وغذى الرهبان بتلك الكتابات جماهيرهم لدرجة انه ظهرت في قرطبة حركة بدأت سنة 236 يقوم افرادها بسب النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات المعكوسة.

وتسمي المصادر الغربية تلك الحركة”حركة شهداء قرطبة” وسار على نهجها بعض الدارسين العرب أما أنا فسميتها حركة المسعورين المقتوليون في قرطبة فياتي بعض الرهبان الى الشارع أو المسجد أو الى دار القضاء فيسب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات تقشعر منها الابدان من عبارات تلك السيرة السيئة فيستتاب الشاتم من جانب القاضي ولكنه يرفض التوبة فيحكم عليه بالقتل وقد اعدم من اولئك زهاء 50 شخصا وقد سمى النصارى بعض اولئك المقتولين قديسين.

ومن المحرضين على تلك الحركة الاسقف أولوخيو وصديقه الفارو  وقدكتبا قصة الحركة وسير المقتولين وفلسفا ونظرا لتلك الافعال في كتب ورسائل عديدة ولكنهما أعدما في نهاية الحركة فهرب اخوة أولوخيو الى سكسونيا في المانيا ونشرا كتبه ورسائله والسيرة المكتوبة في بنبلونة في سائر ارجاء أوربا وترجم امين مكتبة البلاط البابوي انستاسيوس الى اللغة اللاتينية ماكتبه الكتاب الروم من كتابات سيئة عن الاسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت تلك الكتابات الشنيعة عن الاسلام ونبيه في سائر انحاء اوربا واصبحت كما يقول نورمان دانيال بحرا من الكراهية ضد الاسلام يجدد باستمرار .

وبلغت الكراهية للمسلمين ونبيهم حدا مفرطا حتى ان المترجمين الغربيين لما بدأوا بترجمة علوم المسلمين اخذوا يقدمونها بوصفها عربية وليست اسلامية نظرا لان كلمة عربي تشير الى عنصر عرقي بينما كلمة اسلام تثير الرعب والكره والفزع والحقد في قلوب الجمهور الغربي بعد تلك الكتابات التي نشروها .

ويتراكم الكره والحقد في قلوب الغرب على الاسلام الى ان يصل حدا لا تحتمله تلك القلوب فينفجر بركانا في اواخر القرن الخامس هو الحروب الصليبية .

لقد كانت الحروب الصليبية حربا عالمية كبرى بكل المقاييس المادية شنتها اوربا ضد المسلمين في الشرق والغرب واستمرت قرونا تحت شعار الصليب المقدس ولايظن احد ان تلك الحرب مجرد 8 حملات متباعدة كما هي في الكتب فهذا زور وكذب وتدليس على السذج فهي في حقيقتها مثل امواج البحر التي لاتنتهي .

فلم يمض عام واحد الا وجاء محاربون صليبيون او حملات صليبية لقتال المسلمين سواء في الاندلس او في بلاد الشام ولعل ترقيم بعضها لشهرتها أو غرابتها وماقتله الغرب من المسلمين في تلك الحروب اكثر عددا من قتلاهم من الهنود الحمر ولكن المسلمين قتلوا منهم عددا مضاعفا ولذلك يصمتون في خزي وخجل .

كان خمسة رهبان مرافقين للحملة الاولى قد سجلوا كل تفاصيلها فيما كتبوه عنها وفي حديثهم عن المسلمين يصفونهم بالوثنيين مما يدل على الحقد المتوارث وقد روى أحد الرهبان الخمسة أن الصليبيين لما دخلوا المعرة قتلوا كل سكانها وطبخوا عددا من جثث الرجال المسلمين وشووا الاطفال على النار وأكلوهم ولما اقتحموا القدس قتلوا كل سكانها وعددهم 70ألفا وخاضوا في دماء المسلمين داخل المسجد الاقصى فوصلت الدماء الى ركبهم حسب رواية أولئك الرهبان .

وذكر احد أولئك الرهبان انهم لو بنوا من جماجم قتلاهم المسلمين سورا بجوار سور القدس لاصبح لديهم سور مساوي لسور القدس في الامتداد والارتفاع .

وذكر الرهبان ان الصليبيين قتلوا كل الكلاب والقطط التي وجدوها داخل القدس لانها ملك للمسلمين؛ فهل اتضح حجم الظلم والبغي الغربي تجاه امة الاسلام؟

وعاد كثير من الصليبيين الى اوربا واخبروا بأنتصارهم فأنتشرت الحماسة وتشكلت حملة جديدة من 300 ألف لو وصلت لتمكنت من احتلال الشام ومصر والعراق ولكن امة الاسلام أمة حية هنا يظهر بطل الانتصارات الاولى كمشتكين بن دانشمند ويدمر تلك الحشود بكاملها في اسيا الصغرى بخطط فريدة وغير مسبوقة.

ولي في هذا كتاب(المجاهد المسلم كمشتكين بن دانشمند بطل الانتصارات الاولى على الصليبيين وقدم له الشيخ سفر الحوالي حفظه الله وطبع سنة 1412هجرية

وهذه الحملة التي دمرها بطلنا لم تحظ برقم في كتب التاريخ وجاءت بعد الاولى بسنتين في حين ان الثانية جاءت بعد الاولى ب50سنة وبينهما حملات كثيرة وتستمر هذه الحرب العالمية التي تسمي بالصليبية وبعد قرنين من الزمان نجح المسلمون في سحق الصليبيين في الشام وإزالة كل دولهم من تلك البلاد.

وتستمر تلك الحرب العالمية الصليبية فتهاجم حملات كثيرة الاسكندرية وانطالية وازمير وتونس اضافة الى الحروب القائمة ضد المسلمين في الاندلس .

وقامت الدولة العثمانية وبدأت تفتح اوربا وهنا جردت اوربا حملة كبيرة ضد الدولة العثمانية للقضاء عليها سنة 798هجرية فدمرها بايزيد الاول بكاملها وتوغلت الدولة العثمانية في اوربا بعد هزيمة الصليبيين واحاطت بدولة الروم ولكن الفرج يأتي للغرب الصليبي من جانب الرافضي المغولي تيمورلنك.

هاجم الرافضي تيمورلنك الدولة العثمانية من الخلف فعاد بايزيد من اوربا لمواجهته سنة 804 ووقع بايزيد في اسر الرافضي وانهزم الجيش العثماني وقد مدت هذه الهزيمة في عمر دولة الروم وعاصمتها القسطنطينية 50سنة أخرى واراحت اوربا من الضغط العثماني الى حين .

وفتحت الدولة العثمانية القسطنطينية سنة 857 هجرية وتوغلت بعمق في فتوحاتها في اوربا ولكن الفرج ياتي للغرب مرة اخرى من جانب طائفة الرافضة فقد ظهرت الدولة الصفوية الرافضية في ايران في اخر القرن التاسع واصبحت خنجرا مسموما في ظهر الدولة العثمانية واضطر السلطان سليم لترك فتح اوربا .

وقد صاحب الحروب الصليبية منذ بدايتها وحتى اليوم عدوان فكري شرس على الاسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم من جانب مئات الكتاب الاوربيين والحقيقة ان الحرب العالمية المسماة بالصليبية بدأت قبل اكثر من الف عام ومستمرة بأشكال مختلفة الى اليوم وهو بغي وظلم غربي لامثيل له ..

ومن مظاهر الظلم والبغي التنصير القسري لمسلمي الاندلس بعد احتلالها ولمسلمي صقلية وجنوب ايطاليا وكريت وغيرها وقتل الملايين الذين رفضوا التنصر

ومن مظاهر الظلم والبغي الغربي على امة الاسلام طرد الملايين من الاندلس بعد احتلالها وقتل ملايين اخرى من سكان الاندلس والاستيلاء على ممتلكاتهم.

ومن مظاهر ظلم وبغي الغرب على امة الاسلام حركة الاستخراب الغربية التي يسمونها الاستعمار ومافعلوه في كل البلاد التي احتلوها من قتل ونهب وخراب.

ومن مظاهر بغي الغرب على امة الاسلام مافعلوه بمسلمي غرب افريقيا من نقلهم بقوة السلاح ليعملوا عبيدا في مزارعهم في امريكا وتنصيرهم عبر الزمن .

ومن مظاهر البغي والظلم الغربي لإمة الاسلام تمزيق المسلمين الى دول صغيرة ونهب ثروات العالم الاسلامي وخيراته وافقارة ليكون تابعا ابديا للغرب .

ومن مظاهر بغي الغرب وظلمه لإمة الاسلام زرع دولة اليهود في قلب العالم الاسلامي في فلسطين وتشريد شعب فلسطين من أرضه ووطنه وتسليمها لليهود .

واخيرا العدوان الشامل الاخير تحت شعارات زائفة مثل نزع اسلحة الدمار الشامل ومحاربة الارهاب ونشر الديمقراطية ومؤازرة القتلة مثل بشار وغيره .

(المصدر: موقع د. علي بن محمد عودة الغامدي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى