مقالاتمقالات مختارة

يا عفاسي.. لماذا أخطأت في حق المقاومة؟

بقلم عزيز عديل

لقد تردد على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات للعفاسي يتهم فيها المقاومة الإسلامية والإخوان وتحديدا حماس. لكن ما الذي جعل القارئ المشهور يتطاول على المقاومة بهذا الشكل؟ متناسيا إرهاب دولة الاحتلال منذ أكثر من سبعين عاما في حق الشعب الفلسطيني. إن هذا الادعاء الباطل في حق المقاومة الإسلامية لا يخدم سوى الاحتلال الصهيوني ومن يدعمه من بعض الأنظمة الخليجية المهرولة لكسب رضى الصهاينة من أجل البقاء في الحكم. كما أن هذا الافتراء بين وجها آخر لهذا المدعي بدعمه أنظمة تتعامل مع الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين. لقد قام هذا المقرئ الذي يؤم المصلين بادعاءاته متناسيا أيضا سور القرآن الكريم التي تتحدث عن ظلم بني إسرائيل وعن فسادهم المتأصل في نفوسهم منذ زمن طويل.

إن خطأ العفاسي بحق المجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بزعم أن المقاومة تدعم إيران وهذه الأخيرة هي ضد السعودية ومن معها، فإن ادعاء العفاسي ما هو إلا حجة عليه هو وليس ضد المقاومة. لقد رد الكثيرون عن دعواه ومنهم من طالبه بالاعتذار عن افترائه في حق المقاومة. إن ما ادعاه بزعم تأييد إيران المقاومة فأقول له لماذا هذه الأنظمة تترك إيران لتنال هذه المرتبة أليس حري بهذه الأنظمة أن تكون هي من تساند المقاومة لا من تحاربها؟ ولماذا تركت هذه الأنظمة مكانا مقدسا لدى عامة المسلمين منذ زمن دون الدفاع عنه، بل هي اليوم من تسلم هذا المكان المقدس للصهاينة. ألم يكن يجدر بك يا تالي كتاب الله قول الحق بدل مساندة أنظمة ظالمة انحرفت عن منهج الإسلام الحق وشوهت دين الله من أجل الحكم والسيطرة على ثروات المسلمين؟

زمن عجيب أصبح فيه كل يوم تظهر فيه هفوة من الهفوات، وسقطة من السقطات لناس كنا نظنهم ممن يعملون لصالح المسلمين ونصرتهم، لا الوقوف مع الظالمين ومعاونتهم

لو كنت اتبعت الحق لدعوت هذه الأنظمة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، ودعوتهم لتطبيق شرع الله كما أنزله الله، وليس كما يريد الحاكم. نعم إيران مجرمة بحق سوريا والمسلمين ولها منهج مخالف لمنهج أهل السنة، لكن العيب ليس في حماس التي تخلى عنها كل قريب قبل البعيد، هل من الإسلام أن نسلم مسلما لعدوه؟ لقد ارتكبت خطأ كبيرا يا عفاسي وقمت بالإطاحة بنفسك أمام غالبية المسلمين الذين استهجنوا تصريحاتك ضد مسلمين عزل محاصرين لأكثر من اثنتا عشرة سنة، سقطة مدوية عرضت شخصك لها ووجب عليك الرجوع إلى الله عز وجل وقول الحق وعدم الوقوف مع الظالمين فتمسك النار.

 إن من وسمتهم بما قلت لهم أشرف ناس في أمتنا بتمسكهم بأرضهم والتضحية بأنفسهم من أجل اللذوذ عن ثالث المساجد التي تشد لها الرحال. ثم أين كنت عند اعتقال الأنظمة التي تدافع عنها دعاة ومفكرين؟ وغيرها من أمور اللهو والرقص في أرض آخر رسالة سماوية أيرضي الله ورسوله ما يحدث من انفتاح عن المحرمات من أجل كسب رضا ترامب وابنته. تسكت عن هاته الأمور وتتحدث عن أهل الشرف والمقاومة.

احترمناك لما كنت تعرضه على شاشتك من أسلوب دعوي، تبين مؤخرا والله أعلم أنه تجارة كما صرح أحد أطفال فلسطين برده عليك، سبحان الله الذي يأتي بالأزمات فتبين الصادق من غيره. إن اتهامك للمقاومة والإخوان دليل على أنك موافق على كل الدماء التي سفكت بسبب هؤلاء المطبعين مع الاحتلال، والذين ساهموا بقتل الناس في مصر وليبيا هل هاته الأمور ترضي الله؟ كان عليك لزوم الصمت وعدم دخول معترك السياسة من أجل إرضاء الظالمين، أدخلوك في مستنقع قذر مكان عليك الوقوع فيه. فماذا ستقول لله يوم الدين. تركت كل فساد أفسده هؤلاء وتهجمت على أهل المقاومة. ألم تعلم أن من تدافع عنهم استقبلوا ترامب وابنته إيفانكا وأعطوهم من مال المسلمين، لم تر الجوعى من المسلمين والحفاة العراة منهم، ألم تعلم بأن في بلاد المسلمين فقراء محتاجون وشباب عزاب وشابات يريدون الحلال ولم يجدوه لقلة الحاجة. كان عليك الحديث إلى هؤلاء باستخدام تلك الأموال في مساعدة المسلمين لا في مساعدة غيرهم.

زمن عجيب أصبح فيه كل يوم تظهر فيه هفوة من الهفوات، وسقطة من السقطات لناس كنا نظنهم ممن يعملون لصالح المسلمين ونصرتهم، لا الوقوف مع الظالمين ومعاونتهم، فهلا أصلحت خطأك..؟

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى