كلمات في الطريق (457)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الدنيا فيها ربحٌ وخسارة،
ليس في المالِ وحده،
بل حتى في الروح،
عندما يرمي أحدُهم بنفسهِ إلى التهلكة،
أو يدفعُها إلى الجهاد.
والعقلُ ربحٌ، والهوى خسارة،
والحسنةُ ربحٌ، والسيئةُ خسارة.
والطاعةُ كذلك، وفي مقابلها المعصية.
والعاقلُ يَقيسُ ويعتبر،
ويحاسبُ نفسَهُ وينزجر،
ويتقي ويَحذَر.
- من خاصمكَ مرة،
أو ذكركَ بسوءٍ مرتين،
أو تغافلَ عنكَ في مجلسٍ أو لقاء،
فلا يعني أنه صارَ عدوًّا لك،
فلا تبادلهُ بكراهيةٍ وجفوةٍ حتى لا تخسره،
حاولْ أن تجذبَهُ إليكَ لتكسبه،
وتجعلَهُ صديقًا لك،
ومدافعًا عنك،
ببسمة، أو هدية، أو دعوة..
- صاحبُ الأفقِ الضيق،
هو الذي يحكمُ على الناسِ من خلالِ ما يرى من نافذةِ بيته،
أو أحوالِ بيئتهِ وبلده،
ولا يكونُ محيطًا بأحوالِ الآخرين في بيئاتٍ وبلدانٍ أخرى،
وإذا عرفَ بعضَها لم يتسعْ لها صدرهُ ولم يستوعبها،
فتكونُ أحكامهُ فجَّةً ناقصةً أو مضحكة!
- يا ابنَ أخي،
لا تقعدْ في البيتِ والشارعِ تنتظرُ ما يجيؤكَ لتتلهَّى به وتقطعَ به وقتك،
ولكنِ انظرْ إلى أجلِّ الأعمالِ وأكثرها نفعًا،
لتفيدَ به الأمة،
وتُضيفَ شيئًا إلى الحياة،
تُبقي فيها لكَ بصمة،
وأثرًا نافعًا في الحياة.
- هناك حملةٌ عنصريةٌ مشبوهة،
تقودُها عناصرُ مجهولةٌ بين فترةٍ وأخرى للإيقاعِ بين شرقِ المسلمين وغربهم،
ويتبعها الغوغاءُ من الجانبين،
ويصدِّقها المغفَّلون،
ويغترُّ بها بعضُ أهلِ العلم،
فيزيدون من الفتنة.
وهي قديمة،
ذاتُ أصولٍ سابقة،
ومنبتٍ عفن،
لا يغترُّ بها أهلُ الفطنة،
ولا يتعمَّدُها إلا جاهلٌ أو مَن في قلبهِ مرض.
وقد علَّمنا دينُنا أنْ لا فرقَ بين مسلمٍ وآخرَ إلا بالتقوى.
لا وطنَ يفرِّقُ بينهم ولا عنصر.
وإذا فعلنا انتكسنا وفرحَ أعداؤنا.