كلمات في الطريق (575)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- عندما تتصرَّفُ في هذه الحياةِ الدنيا وأنت تستشعرُ الوقوفَ بين يدي الله تعالى في الحياةِ الأخرى للحساب،
تجيدُ القولَ أكثر، وتحسنُ العملَ أكثر،
وتكونُ أكثرَ صدقًا مع نفسك، وأكثرَ تجاوبًا مع أهلك،
وأفضلَ تعاونًا مع الآخرين،
وأكثرَ شعورًا بالمسؤولية.
- يبلغُ من همِّ بعضِ الناسِ وضيقهِ بالدنيا أن يهجرَ نفسه،
فلا يروِّحُها، ولا يهنِّئها بما طاب، ولا يؤنسُها بمجلسٍ ولا زيارة،
ولا يشغلهُ مخبرٌ ولا مظهر.
ولو أنه ذكرَ الله وقرأَ كتابه،
لارتوى من مَعينٍ طيب،
وملأَ نفسَهُ نورًا،
وأذهبَ عنه الكثيرَ مما يجد.
- أكثرُ ما يرتاحُ المرءُ إذا كان بين أسرته،
فإذا فسدتِ الأسرةُ أو كثرتْ نزاعاتها،
كان في عنتٍ وشقاءٍ من أمره.
فتربيةُ الأسرةِ على الأخلاقِ والآدابِ الحسنةِ مهمّ،
والعاقبةُ تعودُ على ربِّ الأسرةِ كما تعودُ على الأولاد.
- من كتب بلهجةٍ عاميةٍ فهو يخاطبُ أهلَ حارتهِ أو بلده،
ومن أرادَ أن يخاطبَ الجميعَ فليكتبْ بالفصحى،
فإنها تجمعنا، فهي التي نفهم بها،
إنها لغة كتابِ ربَّنا.
وإني أقفُ عاجزًا أحيانًا أمامَ قراءةِ كلمات،
ولا أعرفُ المقصودَ بها، ولا أعرفُ بأيةِ لهجةٍ هي!
- شكا إليَّ ابنه،
فقد كان يؤذي الجيران، ويعتدي على الأولادِ في القرية،
ويخرِّبُ محاصيلَ أهلِها وممتلكاتهم.
وما كان يوقِفُ جرائمَهُ شيء، لا تهديدُ السكان، ولا محاولاتُ الأب.
وقد فكَّرَ بقتلهِ مرات!
فقلتُ له:
هل أدَّبتَ ولدكَ في صغره؟ أمرتَهُ بالصلاة؟ جلستَ إليه ونصحته؟ أرسلتَهُ إلى حلقاتِ العلم؟
أرشدتَهُ إلى صحبةِ الأخيار؟
قال: لا، ما انتبهتُ إلا بعد كثرةِ منكراتهِ وجرائمه،
وطلبِ الأهالي تعويضَ ما يسببهُ لهم من خسائر.
قلت: فأنت شريكٌ في بوائقه، وعليكَ إثمٌ كبيرٌ مما يفعله.
ثم علمتُ أن الأبَ نفسَهُ كان سيِّئ السيرة.