بذكرى المولد النبوي.. مبارزة كلامية ساخنة بين السيسي وشيخ الأزهر حول السنة النبوية
إعداد محمد سيف الدين
الظلم أم الإرهاب.. أيهما أخطر على الدول والمجتمعات؟ ربما كان هذا الجدل الهادئ وغير المباشر خلاصة كلمتي الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب، خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم الخميس.
وخلال احتفال العام الماضي، تابع المصريون أيضا مبارزة كلامية ساخنة بين السيسي وشيخ الأزهر حول السنة النبوية التي انحاز لها الطيب، في حين بدا أن السيسي يفتح الباب أمام مناقشتها بدعوى تجديد الخطاب الديني.
وأضاف الشيخ أحمد الطيب “رأينا في جيلنا هذا كيف سقطت حضارة كبرى (لم يسمها) اتخذت من مبدأ الصراع فلسفة لنهضتها في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، وما بلغت عامها السبعين حتى كانت حبرًا على ورق، وكذلك الحضارات التي تتغنى بالمبادئ ذاتها، فإنها لا محالة المصير نفسه عاجلًا أو آجلًا”.
وأوضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال كان يشير من وراء الغيب، إلى ظهور طائفة من أشرار أمته استباحت الأعراض والدماء والأموال، وزين لها الشيطان والجهل عمى البصائر وانحراف الفطرة.
وشدد الطيب على أن ما وصفها “بتيارات الإفساد” تُقاوم بمنهج إسلامي يجعل من مقاصد الشريعة في حماية الدين والنفس والمال والعِرض حماية للإنسان قبل أن تكون حماية للأديان.
وأكد أن الأزهر لديه ثقة كبيرة في الله عز وجل لاجتياز التحديات، كما يثق أيضا في “حكمة السيسي وعزمه في إخلاصه للحفاظ على الوطن والنهوض به، وسط عالم مضطرب الغايات مختلف الأهداف”.
وبعدما أنهى السيسي كلمته المكتوبة، خرج كالعادة عن النص معقبا على كلمة شيخ الأزهر، حيث أوضح أن “عزيمته من حديد في مواجهة الإرهاب الذي ينشر الخراب والدمار”، متابعا “لن تتقدم الأمم بهذه الطريقة، وأن الإرهاب لن ينتهي سوى بتكوين قناعة ومناعة ضد الفكر المتطرف”.
وعن أحداث الانقلاب العسكري، وما أعقبه من إجراءات؛ أوضح السيسي أنه كانت لديه نظرة ثاقبة حينما طالب في 24 يوليو/تموز 2013 بتفويض لمحاربة الإرهاب، ر من استغراب كثير من المصريين، مؤكدا أنه يعرف جيدا أنه مصر كانت ستواجه تلك المصاعب بعد أحداث الثلاثين من يونيو/حزيران 2013″.
وأضاف “لو تصورتم أن ما حدث في 30 يونيو و3 يوليو كان من أجل تولي منصب رئيس الجمهورية يبقوا ظلمتوا الفكرة، مؤكدا أنه ظل يطالب الرئيس المؤقت عدلي منصور فترة طويلة بالترشح للرئاسة في 2014، لكنه رفض”. مستطردا “الكل زاهد في المنصب، لكن الهدف هو مصر وبناء الدولة والدفاع عنها”.
ويبدو أن خطاب شيخ الأزهر أثار حفيظة السيسي الذي أنهى كلمته المكتوبة، ثم اشتبك مع ما ذكره أحمد الطيب بشكل مباشر، مؤكدا أن خطاب شيخ الأزهر دفعه للحديث خارج السياق قليلا، مضيفا “أرجو ألا يفهم أحد كلامي على أنه إساءة إلى أي أحد”.
وتساءل السيسي: “من أساء إلى الإسلام أكثر: الدعوة إلى ترك السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن فقط، أم الفهم الخاطئ والتطرف الشديد؟ ما سمعة المسلمين في العالم الآن؟”
(المصدر: الجزيرة / الإعلام المصري)