إعداد هاني صلاح
تنظم كل من الادارة الدينية لمسلمي محافظة سراتوف (وسط روسيا)، بالتعاون مع مدرسة الشيخ سعيد الاسلامية (معهد إسلامي)، دورات علمية على مدار العام الجاري 2018م، لجميع العاملين في حقل الدعوة من الأئمة والدعاة بشكل رسمي بمدن وقرى المحافظة؛ بهدف الارتقاء بالمستوى العلمي وإكسابهم مهارات التواصل مع المجتمع ووسائل الإعلام.
تقام الدورات بالمركز الإسلامي بمدينة سراتوف، ويشارك فيها نحو 120 من العاملين في الحقل الدعوي. ويلقي محاضرات الدورات مدرسي مدرسة الشيخ سعيد الاسلامية وبعض المختصين في المجال الإعلامي والتعليمي.
وقد اقيمت الدورة التعليمية الأولى في الفترة (19-21) من فبراير الجاري. بينما تنتهي اليوم الأربعاء 28 فبراير2018م، الدورة الثانية في هذا البرنامج السنوي.
تفعيل دور الأئمة
وفي تصريحات خاصة لـ(المجتمع)، قال د. نضال عوض الله الحيح، نائب مفتي منطقة “حوض الفولكا” للعلاقات الخارجية، والتي تقع بها محافظة سراتوف في وسط روسيا: إن الهدف من المشروع التدريبي العلمي هو تفعيل دور الأئمة والدعاة وفتح فصول دراسية لتعليم أسس الإسلام في جميع مناطق محافظة سراتوف.
وأوضح الحيح، والذي يدرس مادة العقيدة الإسلامية في المعهد الإسلامي “مدرسة الشيخ سعيد الاسلامية”، بأنه: “تم وضع جدول سنوي مقسم على الأشهر، وتم تقسيم الأشخاص على أشهر السنة حسب الجدول بحيث كل شخص يجتاز دورتين في السنة مدة كل دورة ثلاثة أيام. وبذلك يكون في الشهر دورتين لعدد ١٢ – ١٤ شخص. وبعد أن يجتاز كل شخص دورتين خلال السنة سيحصل على شهادة بذلك”.
مستويين
ولفت الحيح، وهو عضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا. وعضو في مجلس علماء روسيا، إلى أن العدد يقارب الـ(١٢٠) شخصاً، وتم تقسيمهم على مستويين. المستوى الأول ممن لم يحصل على تعليم ديني بأحد المعاهد الدينية، ولا يملك قدرات كبيرة. بينما المستوى الثاني ممن درس أو يدرس في معاهد أو مدارس إسلامية. حيث تم وضع منهاج مناسب لكل مستوى”.
وحول برنامج الدورة، أوضح الحيح، وهو كذلك يدرس علوم الشريعة وأصول الدين في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في فرنسا، بأنه مع المستوى الأول “يتم التركيز معه على القرآن الكريم وأحكام التجويد ومسائل الفقه الإسلامي كمواد أساسية، بالإضافة إلى بعض المهارات الدعوية ومهارات التواصل مع المجتمع”.
بينما مع المستوى الثاني “يتم التركيز على مهارات التعليم الديني بحيث يقوم كل شخص منهم بعمل حلقة تعليمية في منطقته ومهارات الخطابة والتواصل مع المؤسسات الرسمية و التعليمية في منطقته”.
كما لفت بأنه بالإضافة إلى هذا البرنامج التدريبي بالمركز الإسلامي في مدينة سراتوف، فسوف يتم “تنظيم دورات لا مركزية في القرى والبلدات البعيدة والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المسلمين”. مشيراً إلى أن أول دورة ستكون في بداية شهر مارس القادم.
يشار إلى أن “التعليم الإسلامي” يعد أكبر التحديات التي تواجه الصحوة الإسلامية في روسيا وذلك بعد عقود طويلة في ظل الحقبة الشيوعية السابقة والتي امتدت لنحو 74 عاماً تم خلالها القضاء على جميع العلماء وغلق المدارس الإسلامية وهدم المساجد وهو الأمر الذي أسفر عن فراغ في مجال الدعاة والعلماء مازالت آثاره مستمرة حتى اليوم.
(المصدر: مجلة المجتمع)