إعداد سامر علاوي
عكس شعار “القدس هوية الأمة” الهدف الرئيسي من مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا، وهو الحفاظ على هوية القدس العربية والإسلامية والتأكيد على رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال وتغيير الوضع التاريخي فيها.
وأعلن المؤتمر العام 2018 عام نصرة القدس وفلسطين، ضمن 14 توصية تهدف إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لا سيما أهالي القدس والمرابطين في المسجد الأقصى.
وطالب البيان الختامي للمؤتمر حكومات وشعوب الدول الإسلامية بقطع جميع العلاقات مع دولة الاحتلال ومحاربة التطبيع معها، وإعداد قائمة سوداء للمطبعين بهدف نشرها، وتجريم كل من يقيم علاقات بالاحتلال.
طريق التحرير
وبحسب تصريحات منسق المؤتمر محمد خير الدين رزالي فإن من شأن هذا الإجراء قطع الطريق على انسياق دول عربية في التطبيع سرا وعلنا مع إسرائيل، بينما تصعد إجراءات تهويد القدس. وأضاف رزالي أن “الطريق لتحرير المسجد الأقصى يبدأ بقطع جميع العلاقات مع الكيان الصهيوني بما فيها السياسية والاقتصادية والتعليمية”.
ودعا المؤتمر إلى استكمال المصالحة الوطنية الفلسطينية على أسس المقاومة ورفض الاحتلال، وطالب السلطة الفلسطينية بوقف جميع اتصالاتها مع الاحتلال والتنسيق مع أجهزته.
وفيما يتعلق بعملية السلام دعا المؤتمر إلى إنهاء اتفاق أوسلو، و”جميع المبادرات الهزيلة والعروض الاستسلامية للقضية الفلسطينية”.
واعتبر عدد من العلماء قرار ترمب وما سبقه من محاولة فرض إسرائيل بوابات إلكترونية للدخول إلى المسجد الأقصى، تطورات في ملف القدس تحتم على الفلسطينيين مراجعة مواقفهم السياسية السابقة.
وقال الداعية والمفتي المعروف في مدينة كراتشي الباكستانية الدكتور ولي مظفر في حديثه للجزيرة نت إن القدس كانت على مدار التاريخ عامل توحيد للمسلمين، والأحرى أن تكون كذلك بالنسبة للفلسطينيين اليوم. وأضاف أن قرار ترمب وفر فرصة ثمينة للقيادات الفلسطينية من أجل التخلص من التزامات اتخذتها سابقا تعرقل المصالحة الفلسطينية.
أما عضو مجلس علماء إندونيسيا الشيخ بختيار ناصر فاعتبر أن لقرار ترمب آثارا إيجابية تتمثل في جعل الأمة تستشعر خطر تهويد القدس، وتتحرك باتجاه العمل على تحرير القدس وتحقيق الوحدة الإسلامية، وأعرب عن قناعته بأن سياسات واشنطن في ظل ترمب أيقظت المسلمين ومن شأنها إضعاف أميركا وإسرائيل.
شرعية إسلامية ودولية
من ناحيته اعتبر وزير الشؤون الإسلامية الباكستاني أن موقف الأمة الإسلامية من قضية القدس يتطابق مع الشرعية الدولية، وشدد على ضرورة التفريق بين الكفاح من أجل الحرية والتخلص من الاحتلال والعدوان وبين الإرهاب.
وطالب مولانا فضل الرحمن مفتي محمود المجتمع الدولي بالدفاع عن قراراته وأنظمته وقوانينه التي تخترقها إسرائيل باحتلالها القدس وفلسطين. وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن الشعب الفلسطيني بجهاده ضد الاحتلال يدافع عن الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وقد أشرف على تنظيم مؤتمر علماء المسلمين من أجل القدس يومي 27 و28 يناير/كانون الثاني الجاري؛ مؤسسة الأقصى الماليزية المعروفة اختصارا باسم “ماي أقصى” بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء فلسطين في الخارج.
وشارك في المؤتمر نحو 170 عالما يمثلون ما يزيد عن 190 ألف عالم شريعة في مختلف هيئات ومؤسسات علماء الشريعة في جميع أنحاء العالم. وقال منسق المؤتمر إن نسخة توصياته سلمت لرئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، وسترسل كذلك إلى جميع حكومات الدول المسلمة.
لتحميل نص البيان الختامي للمؤتمر يرجى الضغط هنا البيان الختامي.
لتحميل نص رسالة إلى المشاركين في مؤتمر القدس هوية الامة يرجى الضغط هنا رسالة إلى المشاركين في المؤتمر.
لتحميل نص آثار إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وسبل المواجهة يرجى الضغط هنا الآثار وسبل المواجهة.
(المصدر: الجزيرة / هيئة علماء فلسطين في الخارج)