ضمن فعاليات المسابقة الكبرى للقرآن الكريم “جائزة الفرقان” في العاصمة الألمانية برلين، أقيمت ندوة بعنوان “التعايش الاجتماعي وخلق القرآن”، شارك فيها كل من: د. خالد المذكور، ود. مطلق القراوي، ود. عصام الفليج، ممثلي “جمعية المنابر القرآنية” بدولة الكويت، والشيخ حسن الحسيني، عضو “رابطة علماء الخليج” من البحرين، والشيخ محمد طه مدير مسجد “دار السلام” في برلين، والشيخ طلال هادي رئيس اللجنة الإشرافية لجائزة الفرقان ونائب رئيس الإفتاء في ألمانيا.
بدأ الحديث الشيخ محمد طه مرحباً بالحضور من خارج برلين، وبالأخص من الكويت والبحرين والسعودية وعمان، وشكرهم على تكبد عناء السفر لحضور هذه الاحتفالية السنوية، مشيداً بالمسابقة السنوية للقرآن الكريم التي تنظمها “جمعية الفرقان لتعليم وتحفيظ القرآن” في برلين، والتي تقام على مستوى أوروبا.
وبين الشيخ طلال هادي أن كل من يريد التعايش يقف أمام تحديات قيمية وأخلاقية ودينية وثقافية وفكرية؛ وبالتالي ينبغي أن يكون حذراً وحريصاً في ذلك التعايش الضرورة.
وبين الشيخ هادي أن الهجرة أمر طبيعي في حياة الإنسان، لأسباب عديدة معروفة، ولعل ذلك يحقق الآية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات: 13)، فالتعايش سبب لذلك التعارف بين الشعوب والقبائل، مع تذكر باقي الآية (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13)، فلا يعني الاختلاط والتعايش ضياع الهوية أو الدين.
واستهل د. خالد المذكور كلمته بشكر الدول الأوروبية لاستيعابهم المسلمين المهجرين، ومنحهم الحريّة التي يعيشونها، في عبادتهم وحقوقهم وتحقيق مطالبهم، وكما تذكر إحدى المسؤولات الغربيات عن استقبال المهجرين الجدد: أتينا بهم هنا لنجد لهم مكاناً آمناً وعيشة رغيدة، فنحن بحاجة لأن نطمئن عليهم، وهذه إنسانية تستحق الثناء.
وطالب د. المذكور من المسلمين ضرورة اندماج المسلمين في المجتمعات التي يهاجرون إليها، والتعايش مع أفرادها ومؤسساتها، وأكد عدم الذوبان في المجتمعات الغربية قائلاً: ينبغي عدم ذوبان هويتنا الإسلامية وضياعها، فمنهجنا هو القرآن، ومن كان خلقه القرآن أمن وسلم.
وأشار د. مطلق القراوي إلى أن أمة الإسلام أمة وسط، ووسط هنا تعني الخيرية والاعتدال والوسطية، وهذا الذي ميزها بين أمم العالم.
وعدد القراوي أسباب استقرار الأسرة أنه لا بد من 3 أمور وهي التقوى والمودة والرحمة وقيادة الوالدين.
من جانبه، أكد الشيخ حسن الحسيني ممن مملكة البحرين أن الأخلاق عند المسلمين دين وليس “إتيكيت” كما يحلو للبعض، مستشهداً بالحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِن أَحَبِّكُم إِلَيَّ وَأَقرَبِكُم مِنِّي مَجلِسًا يَومَ القِيامَةِ؛ أَحَاسِنَكُم أَخلَاقًا”، وبين الحسيني أهمية المساجد والمراكز الإسلامية، فإنها تحفظ أبناءنا من الانحراف والزلل بحفظ الله عز وجل.
وبين د. عصام الفليج أن الاندماج والتعايش أمر لا مفر منه، لأنه أفضل من التقوقع على الذات، فالمسلمون لديهم كفاءات عديدة في مجالات مختلفة، بإمكانهم التميز والتفوق فيها، مع التميز بأخلاقهم،
وقال د. الفليج: يخالط الناس ويصبر على أذاهم؛ خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولو استذكر كل واحد منا موقفاً واحداً لحسن التعامل مع الآخرين وحسن الخلق.
وذكر حادثة قريبة وبين حُسن الخلق قائلاً: اشتهر عن اللاعب زيدان أنه كان باراً بأمه، وسبب طرده الشهير أن اللاعب الآخر شتم أمه فضربه زيدان برأسه، وأعتقد أنه لو كان يعلم أنه سيطرد لضربه بيده ورجله، وانظروا من استقبله عندما عاد إلى بلاده، استقبله رئيس الدولة، أرأيتم ماذا فعل البر، وكيف احترم الناس أخلاقه دفاعاً عن أمه!
وبين أن سبب وصول المسلمين المهاجرين إلى مناصب عليا في أوروبا بسبب اندماجهم مع المجتمع، وتمثلهم بالخلق الحسن.
(المصدر: مجلة المجتمع)