الأمة تنزف في أكثر من بقعة في صفقة القرن في قضية كشمير وسوريا وليبيا واليمن والصين وغيرها، هل نحن أمام موجة جديدة من الاستعمار؟
س:جروح الأمة تنزف في أكثر من بقعة في صفقة القرن في قضية كشمير وسوريا وليبيا واليمن والصين وغيرها، هل نحن أمام موجة جديدة من الاستعمار؟
فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو
الاستعمار لم يذهب قط، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه: ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين))
وهذه الامة لن تزال عرضت لهذا الذي نراه من تكالب أعدائها عليها، وقد أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قال أو من قلة يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل”.
وهذا الحاصل غزو لجيوش الاستكبار العالمي للبلدان الإسلامية سواء كان ذلك مباشرا كما حصل في أفغانستان وفي العراق وفي سوريا أو ما كان غير مباشر كتحرك بعض الجيوش التابعة لها للغزو كما حصل في اليمن ونحو ذلك.
هذا كله من هذا الاستعمار بوسائل جديدة وتحت عناوين جديدة، منها العنوان الأبرز محاربة الإرهاب ولكن المقصود به هو محاربة الإسلام، والأخرى جزئية مثل القضية الإنسانية ووجود مناطق آمنة ونحو ذلك. وهذه عرف كذبُها وأنها ما حققت شيئا ولذلك أهل إدلب الآن وهم في منطقة آمنة حسب اتفاقية يتعرضون الآن للإبادة ليل نهار، القصف دائم عليهم لا يتوقف.
كذلك الآن وعلى منظر من العالم غزو الجيش الهندي لكشمير المسلمة وقطع الاتصالات والكهرباء وكل وسائل الحياة عن أهلها غزو كبير وجيش هائل التعداد يؤذون الناس أشد الإيذاء ويشردونهم ضربا وسحبا إلى غير ذلك مما نشاهده، والعالم ساكت عن هذا لا يتدخل فيه. مثل هذا حبس الملايين من الإيغور في الصين والعالم ساكت في أغلبه عن ذلك.
بل الأيدي المتلطخة بدماء المسلمين هي التي تُكرَّم وتطعم في البلدان الإسلامية.
وقد شاهدنا رئيس وزراء الهند وهو يكرم في السعودية والإمارات.
شاهدنا كذلك تأييد عدد من الدول العربية لما قامت به الهند في كشمير ولما قامت به الصين فى الإيغور.
وأيضا ما يحصل فى المسلمين من إسلام إخوانهم كما شاهدنا في الروهينغا، فأقرب الناس إليهم مع الأسف في بنغلاديش حكامها ضد الإسلام ويقتلون خيرة أهلها.
ذبحوا عددا كبيرا من العلماء والدعاة
بتهم باطلة وكاذبة ملفقة.
ومع ذلك يغلقون الحدود عن هؤلاء المستضعفين الذين تُحرَق عليهم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ويعذبون بأنواع العذاب.
كل هذا يدلنا على التخطيط العالمي وأن العالم كله مشترك فيه وأن الأمريكان الأوروبيين حتى دول الاستكبار في الشرق والغرب كلها متفقة على هذا وتتبادل فيه الأدوار.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)