بقلم د. وليد الطباطبائي
سالم الكندري لم يكن شخصاً عابراً بل كانت شخصيته الرائعة تترك محلها آثاراً جميلة لا تمحيها الذاكرة.
لقد عرفناه صديقاً مخلصاً لإخوانه ، محباً جامعاً لهم كريماً .. صادقاً مخلصاً لله في دعوته .. نشهد له بذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله .. له عشرات المواقف الطيبة المضيئة مع الشباب وعموم الناس في النصح والتوجيه والعمل الدعوي وإصلاح ذات البين .. نرجو الله أن يكتبه في عباده الصالحين .. يشهد له الشباب والمقربين له وجيرانه بالخير والصلاح منذ نعومة أظفاره .. و حب الخير للناس .. مجلسه وحديثه ممتع لا يمل .. فجعنا بخبر وفاته اليوم الجمعة ..
رثاه الشباب بعبارات وكلمات جميلة صادقة في قروباتهم وأحاديثهم .. مستذكرين الماضي الجميل معه .. تأثروا وبكوا لخبر وفاته .. وقد أحسنوا بمبادراتهم الخيرية تجاهه .. وهو أقل ما يمكن عمله تجاهه .. فقد أقترح ووجه أخونا الفاضل عبدالله العساكر ببناء مسجد له وبأسمه .. كما اقترح اخونا الفاضل وائل العبيد بمثل ذلك أيضاً .. و مبادرة طيبة من أخينا الفاضل محمد الشايع بمشروع بناء مركز لتحفيظ القرآن و حفر بئر ماء في قرغيزيا .. بل وباشروا العمل به .. وأيضا قام عميد كلية الشريعة الدكتور فهد دبيس بالإعلان عن عمل مشروع إسلامي باسم الدكتور سالم الكندري فلهم جميعاً كل الشكر والأجر والثواب من الله تعالى ..
كان أخونا الفاضل أبو حسن د. سالم الكندري يدرس في العقيدة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة الكويت يحبه طلبته ولايذكرونه إلا بكل خير لطيب معشره وتواضعه الجم وإخلاصه في عمله .. وكان نشيطاً مبادراً لمشاريع الخير ..
لقد كان سالم الكندري زميلاً لي في الصف الثاني في مدرسة الخليل بن أحمد المتوسطة في كيفان عام ١٩٧٥م ومنذ ذلك التاريخ بدأت الصداقة ثم تعمقت أكثر وأكثر عندما جمعنا الإلتزام بالدعوة إلى الله في مسجد سعد بن أبي وقاص في كيفان وخاصة فترة اعتكاف العشر الأواخر من رمضان مع الشيخ هشام العصفور رحمة الله عليه .. وقد كان بوحسن يخدم الشباب ويساهم في إعداد الفطور والسحور للشباب المعتكفين .. وله صولات وجولات مع الشباب في رحلات الحج والعمرة وطلعات البر في الصليبية و العبدلي ..
لقد عرفناه طيب القلب لا يحمل على الناس إلا كل خير .. يشاركهم أفراحهم وأحزانهم .. يحبه من يصادقه ويعاشره .. معشره ماتع .. يحب جمع الناس وإدخال السرور في قلوبهم .. عرفناه يصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .. له فضل في دعوة الشباب للالتزام والتدين نرجو الله أن يثيبه عليه .. كان يجمع الشباب في بيته وديوانه في المناسبات الاجتماعية وللدروس الشرعية ..
رحمة الله ومغفرته عليه، وألهم أهله وأبناءه وأحبابه الصبر والسلوان .. ونرجو الله أن نلقاه في جنات النعيم.
(المصدر: مجلة المجتمع)