إعداد منذر الأسعد – موقع المسلم
من الناحية الشكلية، ليس هناك علاقة بين تصريحات مسؤول فتحاوي كبير عن منحه حائط البراق للاحتلال الصهيوني، وتصريحات مخلوع اليمن عن مخزونات صواريخه وتأييده للمجوس الجدد في تمزيق سوريا والعراق، واستمرار وسائل الإعلام العالمية لأسوأ طاغية عرفه التاريخ الإنساني كله: مختار حي المهاجرين بشار حافظ “إسرائيل” برعاية سيدَيْه المحتلين: ملك ملوك المافيا فلاديمير بوتن وملك ملوك الدجل الثيوقراطي: خامنئي!!
لكن نظرة عميقة تحت السطح، تؤكد ما لا يحتاج إلى تأكيد، وهو أن مشروع تمزيق المشرق الإسلامي وإخضاع المسلمين وتشريدهم من ديارهم، ما زال مستمراً؛ بالرغم من الكلام المتداول الذي يوحي بغير ذلك!
مَزَارِع لا دول
أساس المؤامرة يعتمد على مؤازرة الطغاة العملاء، الذين يستطيعون ارتكاب جرائم لم يستطع الاحتلال الغربي المباشر ارتكابها.
هؤلاء الخونة أحالوا الأوطان مَزَارع للظلم والنهب والعدوان على المواطنين وعلى الدول الشقيقة فقط!!
فالمخلوع صالح يتحدث عن مخزونات الصواريخ على أنها من أملاكه الشخصية، وكأنها لم تكن -نظرياً- سلاحاً للجيش اليمني دفع ثمنه الشعب اليمني الفقير لتصبح أدوات لقتله وللاعتداء على السعودية خدمةً للسرطان الصفوي المعلن!!
لا بأس في أن يتاجر المخلوع بالعداء اللفظي للصهاينة، ما دام سيده خامنئي صاحب أكبر متجر للتضليل باسم فلسطين والقدس!! خامنئي الذي يعلن أزلامه وأنصابه أن باستطاعتهم محو “إسرائيل” من الوجود في سبع دقائق ونصف دقيقة!! سنفترض -جدلاً فقط- أنهم يستطيعون حقاً، فما بالهم لا يفعلون؟ أليس هذا منتهى الخيانة؟
“بلفور” الرجوب
جبريل الرجوب رمز من رموز حركة فتح المنتكسة عن تاريخها، وأحد أبرز المتصارعين على خلافة محمود عباس على رأس سلطة أوسلو، فجَّر مفاجأة من العيار الثقيل في حديث مع قناة صهيونية بالتنازل عن أحد ثوابت الحكومات العربية والفلسطينية، وهي أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، زاعما أن حائط البراق “المبكى” فى القدس الشرقية المحتلة يجب أن يكون “تحت السيادة اليهودية” فى مقابل بقاء المسجد الأقصى المبارك وساحاته حقاً خالصاً للمسلمين وللشعب الفلسطيني.
وظهور الرجوب في المقابلة مع القناة الثانية “الإسرائيلية”، وتحدثه خلالها بالعبرية، ليس سوى محاولة مكشوفللتقرب من سادته في تل أبيب لكي يساندوا طمعه في وراثة كرسي عباس..
ويقع حائط البراق فى القدس الشرقية التياحتلها العدوفي نكبة 1967 وأعلن عن ضمها إلى الكيان الغاصب، وهو ضم مرفوض دولياً، ومصير الأماكن المقدسة فى القدس الشرقية المحتلة أحد أكثر القضايا حساسية وتعقيداًفىمهرجانات التسوية الفاشلة.
وارتبط اسم جبريل الرجوب بالتعاون الأمني مع الاحتلال، وخاصة حينما كان رئيسًا لجهاز الأمن الوقائيالفلسطيني، وهو أول من قامبمحاولة تمرد على السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها الراحل ياسر عرفات فى مارس/آذار 1996، فضلاً عن تورطه في اغتيال 8 قادة من كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية وإلصاق التهمة بياسر عرفات.
أكبر قاتل عاد سيداً
لم يتفق الإعلام العالمي كله-ما عدا بعض العربي منه- على موقف موحد من قضية، اتفاقه على معاداة ثورة الشعب السوري، حتى في مرحلتها السلمية وشبه العلمانية!!
في السنوات الأولى من الثورة اقتصر الإعلام الغربي على تزييف هوية الثورة، والترويج لأكاذيب العصابة الأسدية المتوحشة؛ لكنه في السنوات الثلاث الأخيرة، بدأ في تلميع الطاغية بشار لإعادة تأهيله، بعد أن عجز الصهاينة عن العثور على عميل بكفاءته في حماية الجولان الذي باعه أبوه.. بالرغم من وفرة العملاء في صفوف عصابته الخائنة.
تولى كبر التلميع في البداية إعلام بوتن وسائر النظم القمعية الشمولية..
ثم دخل الإعلام الغربي وراءهم، وانتهت أشهر شبكة عالمية بالوقوع في هو سحيقة، حتى إنها باتت تقلِّد “وكالة سانا” الأسدية في إضفاء ألقاب تفخيم مرفوضة في الإعلام المحترم.
فقد نشرت قناة “سي إن إن” الأمريكية الناطقة بالعربية على موقعها خبراً، نعتت في مستهله بشار الأسد بـ”السيد الرئيس”!!
فالإعلام الذي يحترم نفسه يكتفي بذكر اللقب المهني للشخص دون ألفاظ تبجيلية، وسي إن إن نفسها لا تصف الرئيس الأمريكي بأنه: السيد الرئيس!! فهذه لغة خشبية كانت تسود الإعلام في الكتلة الشيوعية، ولم يبقَ له وجود إلا في مستحاثات النظم الدموية مثل: إيران وكوريا الشمالية والمزرعة الأسدية..
هذه ليست زلة عابرة إذا أخذنا في الحسبان تاريخ سي إن إن وهوية المجرم الذي تبجله بعد جرائمه الوحشية كما تصفها تقارير أممية وحقوقية غربية!!