بقلم منذر الأسعد – موقع المسلم
إذا كان الداعية المسالم الوديع: ذاكر نايك إرهابياً، وكذلك شيخ أزهري من أنصار النظام القائم، ومعهما عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز… فهل هناك مسلم يمكنه أن ينجو من هذه الفرية؟
مرجئ داعشي!!
أعلم أن حلف استئصال الإسلام عالمياً،يتربص بالداعية الهندي الشهير منذ سنوات؛ لكن عقلي كان يكبح مشاعري مؤكداً أن المافيا التي تدير القرار الفعلي من وراء ستار،أشد دهاء وخبثاً من الوقوع في هوة شديدة الفجاجة كهذه!!
لكن الصدمة جاءتني من أكبر بلد عربي،حيث أقيمت الدنيا على شيخ أزهري -من أتباع النظام الحاكم!!- في معرض تفسيره آية قرآنية كريمة، ذكر فيه أن القائلين بألوهية المسيح كفار!! كما تنص على ذلك نصوص قطعية الدلالة وقطعية الثبوت!! فسارع المرتزقة إلى شتمه حتى اتهامه بأنه داعشي!! (كما فعل أحد السفهاء في صحيفة مشتهرة بصفاقتها(1):إرساء
لست هنا لأناقش القضية وأبعادها، ولا التوظيف السياسي الفاقع لها لأغراض بائسة ومكاسب دنيئة،وإنما وقفتُ عند هياج غلاة القبط على الموضوع نفسه.. فهم يدركون أن هراء المشايخ المدجنين عن أن عبيد الصليب “مؤمنون” لن يقنع طفلاً مسلماً!! فما الغرض من وراء التصعيد ومجاراة الساسة المتربحين من إثارة الموضوع؟
إنه ليس سوى إذلال رموز الإسلام الرسميين بخنوعهم لتحريف قطعيات الإسلام إرضاء للحاكم، وبهذا يتم إسقاطهم من عيون المسلمين في مصر..
وأما من تشبث منهم بعقيدته فالمحاكمات المعلبة والمحددة النتائج مسبقاً تنتظره، لكي يغدو أمثولة لردع الآخرين!!
وعبثاً،حاول عبد الجليل أن يبيِّن الفرق بين الحكم الشرعي الثابت بكفر النصارى، وبين معاملة غير الحربيين منهم بالإقساط كما أمر الله سبحانه..
ولم تنجح استكانته لمصطلحات القوم: “إخوتنا في الوطن” ” نحترم عقائدهم”!!
وسرعان ما رضخ الأزهر ومجمع بحوثه للزفة الفاجرة التي يتولى كبرها وزير الأوقاف الذي أبى من قبل أن يعلِّق على فضيحة تعيين ابنته المتخرجة حديثاً في شركة نفط حكومية- وهي خريجة آداب!!- بينما تمتد منذ سنوات طوابير حملة الشهادات العليا العاطلين عن العمل!!
الهندوس والمجوس والصليبيون معاً
يتجه الإنتربول الدولي لإصدار مذكرة اعتقال بحق الداعية الهندي الشهير “ذاكر نايك” بعدما تلقى طلباً رسمياً من وكالة التحقيقات الهندية بإصدار مذكرة اعتقال “حمراء” تطالب بتسليمه فور اعتقاله في أي بلد.
وذكرت الهند في طلبها المقدم للإنتربول أن “نايك” (51 عاماً) متهم بالتورط في قضايا “غسيل أموال” و”كسب غير مشروع” عن طريق مؤسساته وقنوات فضائية دينية يديرها وتهم تتعلق بالإرهاب.
وكانت السلطات الهندية اتهمت “ذاكر نايك” في شهر أغسطس/آب الماضي بالتحريض على الإرهاب ونشر الطائفية عن طريق قنوات فضائية ومحاضرات دينية، وطالبت بإيقافه لإخضاعه للتحقيقات، إلا أن الرجل لم يعد إلى الهند منذ شهر رمضان الماضي بعد أداء العمرة.
وقد نشرت صحيفة “The Daily Star” البنغالية الحاقدة على الإسلام تقارير تُفيد أن الدكتور ذاكر ينشر الفِكر المُتطرف ويُشجع على الإرهاب.
و قد أبدى نايك إدانته لجميع الهجمات الإرهابية، وتحدى أن يثبت أحد أنه دعا في يوم من الأيام إلى قتل الابرياء، غير أن ذلك لم يمنع الصحف المناوئة والجماعات التحريضية من مواصلة حملاتها التي تهدف لتشويه الرجل ووقف مسيرته الدعوية التي تؤذي غلاة عباد البقر والصليب وأبي لؤلؤة المجوسي.
وقال نايك في مُقابلة له مع وسائل إعلامية هندية عبر “سكايب” إنه سيقاضي هذه الصحيفة التي تسببت له في الأزمة، فما كان منها إلا أن نشرت بيانًا صحفيًّا نفت فيه توجيه أي اتهامات للداعية الهندي بالحث على الأعمال إرهابية.
التحريض على قتل ذاكر!!
يُذكر أن الدُكتور ذاكر نايك يتعرض لحملة شرسة الآن ضده، فقد تم حظره من دخول انجلترا وهو مُعرَّض للسجن في مومباي بالهند وقد اُغلقت قناته الفضائية.
وعلى صعيدٍ آخر عرضت زعيمة حزب “هندوتفا”الهندوسية المتطرفة “سادفيبارتشي” مُكافآة قدرها 5 ملايين روبية هندية لمن يتمكن من قطع رأس الداعية الهندي وتعليقه على أعلى شجرة، واصفةً إياه بالإرهابي وليس بالواعظ الديني.
كما ذكرت جماعة “نمور الحُسيني” الشيعية على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك عن مُكافآة قدرها 15 مليون روبية لمن يأتي برأس نايك؛ وذلك لأنه قام بإهانة النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم بحسب افترائها.
هذا ويُدير دُكتور ذاكر نايك مؤسسة البحث الإسلامية في الهِند Islamic Research Foundation أو المعروفة إختصارًاIRF، وهو داعية وخطيب ومُنظر إسلامي هندي لديه مُحاضرات عِدة في مُقارنة الأديان والرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام وتنطلي على الذين يجهلونه..
وتتعامى حكومة الهند ومثيلاتها في أنحاء العالم عن هذا التحريض السافر على القتل خارج نطاق القانون (ليس مصادفة أن سويسرا برَّأت قبل أيام ملاحدة الكرد الذين رفعوا شعارات مكتوبة تحض على اغتيال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)!!
إنه الهوان!!
لقد وقفت الكلمات في حلقي فعجزت أن أعبِّر عما يجيش في صدري.. فوجدت كلمات قريبة من مشاعري سطَّرها الأستاذ محمود ناجي الكيلاني فرأيتها أفضل خاتمة لهذا الموضوع:
هو إرهابي بلا أدنى شك؛ في حواراته ومناظراته العلمية الهادئة والمقنعة للقساوسة والجماهير والطلبة، وقد اختطَّ لنفسه منهج سلفه الشيخ #أحمد_ديدات، فلا بد من اعتقاله، وحتى إعدامه، فهو يمثل خطرا داهما على العقول التي تبحث عن الحقيقة.
الهند التي تعاقب فيها قرية بأكملها لدهس بقرة، وتغتصب فيها مسلمة جماعيا لأجل أكل لحمها، وتؤمن الحماية لمتطرفي السيخ والهندوس، والتي تسير جيشها وقواتها للأمر العسكري البريطاني والأمريكي، تنادي بمحاربة الإرهاب، ويزعجها حديث ذاكر نايك وتلفق له التهم.
ذاكر نايك؛ رجل بهمة أمة، ولكنها أمة نائمة، وأغلبها لا تعرفه، فهو ليس بفنان ولا لاعب كرة، ويعيش في عالم يدعي الحرية بلا عدالة في توزيعها، فيصرف تهمة الإرهاب حتى لمسلم سلاحه الكلمة والحجة، وإذا كان القاضي دجاجة لمن تشتكي حبة القمح؟