مقالاتمقالات مختارة

خطوات جديدة نحو صفقة القرن

خطوات جديدة نحو صفقة القرن

بقلم د. إبراهيم حمّامي

خمسة مواقف جديدة تم رصدها هذا الأسبوع، قد يبدو للوهلة الأولى أنه لا علاقة بينها، لكنها جميعاً تصب في اتجاه واحد، فرض معادلة جديدة وبالقوة نحو صفقة القرن.

الموقف الأول: انكشاف تفاصيل الحملة السعودية الشرسة ضد الفلسطينيين في المملكة والتي طالت عشرات من الأكاديميين والمهنيين والمقيمين والمسئولين، إخفاء قسري بلا تهمة وبلا أي حقوق من أي نوع، ودون معرفة أي شيء عنهم، وهي حملة تتوازى مع حملة أخرى يقوم بها “الذباب الالكتروني” التابع لبن سلمان في شيطنة وتشويه الفلسطيني.

الموقف الثاني: التصريحات التي صدرت من وزراء رسميين تأييداً للاحتلال وإجرامه واعتبار ذلك دفاعاً عن النفس – تصريحات وزير الخارجية البحريني مثالاً – بل وتعدى الأمر للدعاء للاحتلال وقادته بالنصر والتمكين.

الموقف الثالث: تصريحات قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بيير كرينبول خلال كلمته في اجتماع أعمال الدورة 152 العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، بمقر الجامعة العربية في القاهرة والتي قال فيها أن ” هناك حملة غير مسبوقة ضد الوكالة لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين (…) وأن كافة الوسائل والسبل تم توظيفها في هذه الحملة”، مضيفاً ” لم نشهد هذا الاستهداف الشرس من قبل لأي منظمة إنسانية، وإنكار حقوق مجتمع اللاجئين بأكمله (..) البعض يحاول تفكيك قضية اللاجئين الفلسطينيين”.

الموقف الرابع: التحريض المباشر لسفير واشنطن لدى الاحتلال دانييل فريدمان خلال زيارة قام بها لمستوطنة “سديروت” القريبة من قطاع غزة حيث اشتكى المستوطنون من سوء الوضع الأمني فأجابهم “هذا واقع أمني مستحيل، قلبي معكم ولكنني لست العنوان فعليكم التوجه لحكومتكم”، مضيفاً “نحن في الولايات المتحدة لا نعرقل أو نمنع قيام حكومتكم بالعمل ضد غزة”.

الموقف الخامس: تصريحات نتنياهو والتي أعلن فيها نيته فرض “السيادة الإسرائيلية” على غور الأردن وشمال البحر الميت في حال تشكيله الحكومة القادمة، والتي قال فيها “ضم غور الأردن لإسرائيل سيكون خطوة أولى إذا فزت بالانتخابات”، وأنه سيحول “منطقتي أريحا والعوجة وبعض القرى الفلسطينية لجيوب” وأنه “يجب أن نصل إلى حدود ثابتة لدولة إسرائيل لضمان عدم تحول الضفة الغربية إلى مناطق كقطاع غزة”، مشدداً على أن “الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يكون في كل مناطق غور الأردن”.

هذه هي المواقف الخمسة: تحريض على غزة، قضم للضفة، حرب على اللاجئين عربية وعالمية، وتضامن “عربي رسمي” مع خطوات الاحتلال…

أما سلطة رام الله، شريك السلام الموهوم، فكأن الأمر لا يعنيها، تختطف وتعتقل أبناء الضفة بشكل يومي، تواصل التنسيق الأمني، يصرح مسئولها بأنهم جاهزون للسلام، بينما يحاصرهم الاحتلال ميدانياً وسياسياً ومالياً…

ما جرى ويجري هو تطبيق حرفي لخطة شارون التي أعدها قبل موته، والتي سبق ونشرت دراسة تفصيلية حولها في العام 2005 تحت عنوان ” صفقة شارون: لكم غزة بلا سيادة أو عبور، ولي القدس والضفة والغور”…

وما كان لنتنياهو أو غيره أن يصل لهذه الدرجة من الصلف لولا التواطؤ العربي الرسمي خاصة من دول محور الشر التي تقف في وجه كل الشعوب المتطلعة للحرية والانعتاق…

لكن يخطئ من يظن أن هذه الأمة تستكين أو تستسلم…

قد يصيبها الوهن…

قد تمرض…

قد تغفو…

قد يطول سباتها…

لكنها حتماً لا تموت…

لا نامت أعين الجبناء

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى