
رجال الله في غزة..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلّح ( خاص بالمنتدى)
( مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا ).. النص هنا من سورة الأحزاب.. وقيل أنه نزل في أنس بن النضر، حينما لم يحضر معركة بدر.. فقال لئن شهدت مشهداً مع رسول الله، ليَرَينّ الله ما أصنع.. فكانت معركة أحد، وحضرها أنس رضى الله عنه.. وقاتل قتالاً منقطع النظير.. تقول أخته، كان به ما يقرب من ثمانين ضربة ورمية وطعنة.. ولم نعرفه إلا من علامة في إبهامه.. كم أنس، ومصعب وحمزة، رأينا في معركة غزة.. وهم تتناثر أشلاؤهم، لا يعرفهم أهلهم.. وصل الأمر في غزة يا سادة، أن الناس يستلمون جثث أبنائهم الشهداء، عبارة عن عدد من الكيلو جرامات من اللحم المقطع..!! وما كان هذا ليثني غزة عن مقاومتها.. أو تحيد عن دربها..
النص هذا، يحمل معاني مهمة، في مفاهيم الانتماء والعقيدة، والثبات على الحق والموقف، مهما كانت فاتورة التضحية عالية ومرتفعة..
فالمؤمن الذي نذر وعاهد الله أن يبقى على دينه، وأن يقدم الغالي والنفيس في سبيل الله.. حينما تشتد المحنة، نجده يوفي بعهده ويقضى نحبه ” ونحبه تعني نذره الذي نذره سابقاً ” والذي أخذه على عاتقه.. فإما أن يمضي شهيداً في سبيل الله، أو يبقى على ذات الدين، لا يغيّر ولا يبدّل، حتى يلقى الله سبحانه.. هؤلاء الصنف من الناس المؤمنين، وصفهم القرآن بأنهم رجال..!! لأنه يبدو أن هناك أشباه رجال، وأنصاف رجال وأرباع رجال..
هؤلاء الرجال، في غزة نراهم رأي العين.. لا يقيلون ولا يستقيلون.. أرواحهم على أكفهم.. ووصاياهم في جيوب بنادقهم.. ” لا تتركوا الساح.. ولا تلقوا السلاح..”!!
رجال الله هؤلاء، هم ليسوا صحابة، أو أنبياء.. ولكنهم حفظوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحد ” من يثبت وله الجنة..”..
رجال الله هؤلاء، أوفوا بعهدهم حينما جاء النداء.. يا خيل الله اركبي.. وإلى الله ارغبي..
رجال الله هؤلاء، رغم فقدهم لأعز أحبابهم، إلا أنهم ما زالوا ينتظرون.. سلاحهم في أحضانهم.. وأيديهم على الزناد.. لعل الله يكرمهم بالنصر والتمكين.. أو بشهادةٍ تُرضي رب العالمين.. ربما أخطر ما في النص، رغم أهمية الوفاء بالنذر فيه، إلا أن مسألة الثبات على ذات الطريق، وعدم التبديل، هو الأخطر في صفات رجال الله.. لأنهم عصابة الله في أرضه، فإن هلكت، سندخل في الزمن الصهيوني القبيح، حتى يصبح كل شئ، عليه علامة إسرائيل، كما يقول أحدهم في قصيدة عبدالله الإرهابي..
بالترغيب أو بالترهيب.. فهم ” ما بدلوا تبديلاً “..
رجال الله هؤلاء، لم يثبتوا لولا أنّ الله أراد لهم الثبات والتثبيت ” فثبتوا الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب “.. والثبات على الحق، هو قمة الانتصار.. خاصة في ظل اختلال الموازين، وتكالب الغرب والعرب على رجال الله في غزة.. ولكن أمر الله نافذ، سواء بعز عزيز.. أو بذل ذليل.. فلله الأمر من قبل، ومن بعد..!!
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح رجال الله في الثبات.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا:رسالة بشأن مطالب وقف الحرب