أخبار ومتابعاتمتابعات

تقرير دعوات وجهود لإطلاق إضراب عالمي نصرة لغزة في ظل ما تتعرض له من إبادة جماعية

تقرير دعوات وجهود لإطلاق إضراب عالمي نصرة لغزة في ظل ما تتعرض له من إبادة جماعية

مسيرة حاشدة في الأردن رفضًا لحرب غزة

في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، تتعالى الأصوات من مختلف أنحاء العالم للدعوة إلى إضراب عالمي شامل، في خطوة رمزية تعكس التضامن الشعبي والإنساني مع معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت نيران القصف والحصار.

انطلقت الدعوة لإطلاق إضراب عالمي، يوم الإثنين الموافق 7 أبريل 2025، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحملات شعبية ومجتمعية تقودها منظمات حقوقية ونشطاء من مختلف البلدان، تحت شعارات مثل “أوقفوا الإبادة في غزة”، و”صوت واحد من أجل فلسطين”.

وتتمثل هذه المبادرة في حث الأفراد والمؤسسات، في مختلف القطاعات، على التوقف عن العمل لمدة يوم واحد على الأقل، تعبيرًا عن الرفض الجماعي للعنف والدعوة إلى العدالة والسلام.

أبعاد ورسائل الإضراب

يهدف الإضراب إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث يتعرض أكثر من مليوني إنسان للحصار والقصف المستمر، مع تدهور حاد في الأوضاع الصحية والمعيشية، كما تسعى الحملة إلى الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للتحرك العاجل من أجل وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

وأوضحت السياسية الفلسطينية نفين أبو رحمون، أن الفعل الاحتجاجي العالمي يعود بقوة إلى الواجهة، دعمًا ونصرةً لقطاع غزة، في ظلّ استمرار العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع.

وأكدت أبو رحمون أن “هذا الإضراب العالمي هو فعل سياسي واجتماعي هام لوقف الإبادة”، مشيرة إلى أهمية تحرّك المنظّمات والنقابات واللجان العُمّالية والطلابيّة، بالإضافة إلى اللجان الشعبية، لجنة المتابعة، السلطات المحليّة القطريّة، ومؤسّسات المجتمع المدني، من أجل تبنّي هذا القرار والانضمام إلى الجهود الدولية المتنامية لوقف الجرائم في غزة.

ودعت أبو رحمون الجميع إلى أن يكونوا جزءًا من “التحالف الدولي لوقف الإبادة في قطاع غزة”، الذي أطلقته الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة، معتبرة أن المشاركة في هذا الحراك تمثّل موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا عاجلًا لا يحتمل التأجيل.

تفاعل عالمي واسع

وشهدت الدعوة للإضراب تفاعلاً واسعاً، حيث انضمت لها نقابات عمالية، جامعات، متاجر، وشخصيات عامة مؤثرة من مختلف الدول، معلنين تضامنهم ووقف أنشطتهم التجارية أو المهنية ليوم واحد. كما تم تنظيم وقفات ومسيرات في مدن كبرى حول العالم، حاملة لافتات تندد بالعدوان وتطالب بحماية المدنيين.

من جانبه، أكد الإعلامي الفلسطيني علي أبو رزق أن “إيصال رسالة للجميع بأن الشعوب العربية تغلي بشكل كبير بسبب استمرار حرب الإبادة في غزة أمر بالغ الأهمية”، مشيرًا إلى أن “شعوب المنطقة قد تنفجر في أي لحظة، وفي أي مكان”.

وأضاف أبو رزق أن “العصيان المدني ليس مجرد تعبير سياسي، بل هو فعل عاطفي وتضامني من الدرجة الأولى”، معتبرًا أن تعطيل الأفراد لحياتهم اليومية من أجل غزة هو “رسالة عظيمة لأهل القطاع، مفادها أن دمهم ليس رخيصًا وأن العالم يقف معهم”.

وحول الإضراب العام الذي يشهده كل من الضفة الغربية والمناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر، أشار أبو رزق إلى أن “هذا الإضراب يمس المصالح “الإسرائيلية” بشكل مباشر، نظرًا للتداخل الإجباري في شؤون الاقتصاد والبنية التحتية”.

كما حذّر أبو رزق من أن الإضرابات والتحركات الشعبية في دول الجوار العربية ترسل رسالة “خطيرة وواضحة” إلى الولايات المتحدة، وخصوصًا إلى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي عبّر مؤخرًا عن أمله في ألا تتأثر دول الجوار بما يجري في غزة.

واختتم الإعلامي الفلسطيني تصريحاته بالتأكيد على أن “التضامن العربي اليوم لم يعد رفاهية، بل بات ضرورة إنسانية وسياسية تعكس نبض الشارع وتعيد رسم معادلات جديدة في المنطقة”.

منصة للنضال السلمي

الإضراب العالمي لا يحمل فقط رسالة احتجاج، بل يؤكد أيضاً على أهمية النضال السلمي والضغط الشعبي كوسائل للتغيير، في وقت تتجاهل فيه العديد من المؤسسات الدولية معاناة الشعب الفلسطيني، وهو بمثابة صرخة ضمير جماعية، تعيد التذكير بالقيم الإنسانية التي يجب أن تسود في وجه الظلم والقتل والتدمير.

يُعدّ العصيان العالمي نصرة لغزة تجسيدًا حيًّا لوحدة الضمير الإنساني أمام الظلم والعدوان، فقد عبّرت الشعوب من مختلف الجنسيات والخلفيات عن رفضها للصمت والتواطؤ، مستخدمة أدوات العصيان المدني، والمقاطعة، والتظاهر، لبعث رسالة قوية مفادها أن القضية الفلسطينية ليست قضية محلية أو إقليمية، بل قضية إنسانية بامتياز.

المصدر : شهاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى