
وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١٨ )
بقلم د. عمر عبدالله شلّح( خاص بالمنتدى)
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. مع صباح غزة الدامي، سنجمّد الكتابة عن بقية أنواع الصدق.. ونكتب عن غزة المظلومة والمستضعفة..
صباح دموي بامتياز، تصنعه طائرات الإحتلال من دم الأطفال والنساء والشيوخ.. يا وجع القلب.. وقلة النصير..
غزة تعود من جديد، لتَلَقّي المزيد من الشهداء والجرحى.. فبينما مسلمو العالم يصومون في فجر اليوم على موائد سحورهم.. كانت غزة تنوي الصيام على عطر الشهادة.. وحمم الموت التي توزعها قنابل الطائرات القاتلة..
الشئ الأكيد حتى اللحظة.. أن غزة يُعاد ذبحها من جديد.. في ظل صمت وتواطؤ غربي وعربي وإسلامي..!!
الشئ الأكيد حتى الآن، أن الاحتلال يدوس بحذائه على رؤوس العرب.. ويطلق العنان لجنون طائراته، لتمارس القتل تلو القتل من شمال غزة إلى جنوبها..
الشئ الأكيد حتى اللحظة.. أن أفواج الشهداء في تزايد.. والعالم يغطّ في نومه لا يأبه لهذا الدم المتدفق، ويملأ كل الأماكن في غزة..
الشئ الأكيد حتى اللحظة.. أنه لن يحرك العرب شيئاً من بقايا كرامتهم ونخوتهم.. وينصروا غزة المظلومة..
الشئ الذي نعرفه عن غزة وأهلها.. أنهم أهل عزة.. وشجاعة وثبات.. وحينما وضعهم الله في هذه البقعة.. لأنه سبحانه يعرف خصائص أهلها.. بل هو الذي ” صنعها على عينه.. وألقىٰ عليها محبة منه..”
لهذا، فالشئ الأكيد، أن غزة لن ترفع الراية.. وقد عادت رحلة الاستنزاف من جديد.. وإن لم يكن موقف على قدر التحدي.. فنحن على موعد مع مزيد من الشهداء والشهداء.. حتى يملأ الدم الأفق.. ويلوّن الأرض.. شهيّة القتل عالية لدى القاتل.. وإن لم يُكْبَح جماحها، فهذا يعنى، أن دائرة الموت ستتسع.. ومساحة القصف من الطائرات ستزيد.. فقذائف الموت الجديدة لدى العدو، ستمزق لحم الأطفال إلى أصغر مما هو حاصل حتى الآن.. وقد تغوص في الأرض أكثر من المألوف.. فهذا هو السلام المفخخ، الذي يتحدث عنه الشيطان الأكبر.. كبير القتلة.. الذي بارك هذا القتل.. بل شجعه ودعا إليه..
غزة الدامية.. لسان حالها الآن يقول ” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل “..
غزة الآن تصرخ من وجع الخذلان.. فالأمة للأسف، لم يعد عندها لا نخوة العرب.. ولا أخلاق الإسلام..!!
غزة في ذكرى معركة بدر الكبرى.. تمسح بيدها على قلبها.. لعلها تهدأ.. وتطمئن روحها بقوله تعالى “واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، تخافون أن يتخطفكم الناس.. فآواكم.. وأيدكم بنصره.. ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ”
يا غزة الصابرة.. هي محطة جديدة من محطات الابتلاء.. تمر عليك بهذه الجولة من الحرب.. وكما عرفناك من قبل.. سنعرفك من بعد.. عصيّة عنيدة.. صلبة شجاعة.. لا يضرك من خذلك.. حتى يأتي أمر الله إليك..
بيننا وبينك موعداً لا نظنك تخلفيه.. موعدنا معك بالنصر مرة أخرى.. فكوني على قدر التحدي.. يا بقية الله من أرضه المباركة.. في مواجهة أحفاد القردة والخنازير.. وكفك المتعبة.. ستكسر مخرزهم القاتل.. اللهم بردا وسلاماً على غزة.. حتى يطمئن قلبها.. فتهدأ.. وتنتصر من جديد.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثبات والدعاء لغزة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا:منتدى العلماء يعزي الأمة الإسلامية في وفاة الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني -رحمه الله تعالى-