مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٦ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ١٦ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. من جديد، نلتقي في صباح آخر من صباحات شهر الله المبارك.. لنكمل هذه الوقفات.. على أمل الفائدة والاستفادة..
واليوم، سنكتب عن صدق جديد، من أنواع الصدق التي ذكرناها سابقاً..
وصدق اليوم، هو ” صدق العزم “..
والسؤال البديهي، ما المقصود بهذا الصدق ؟؟
صدق العزم، هو عزم القلب على إمضاء الأمر.. كأن يقول الرجل على سبيل المثال عازماً على فعل الخير، كأن يقول ” لو أعطاني الله مالاً، سأتصدق بنصفه على الفقراء.. أو لأن فتح الله علىّ في العلم، لأعلمن الناس هذا العلم مجاناً.. أو لأن بقيت حيّاً ولقيت العدو، لأقاتلنه حتى لو بأسناني..
وقد جاء عن أنس بن مالك رضى الله عنه، يتحدث عن عمه أنس بن النضر، حينما غاب عن معركة بدر فقال عن عمه ” أنَّ عَمَّهُ غَابَ عن بَدْرٍ، فَقالَ: غِبْتُ عن أوَّلِ قِتَالِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَئِنْ أشْهَدَنِي اللَّهُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أُجِدُّ..” إلى هنا في الحديث، هو صدق العزم..
والنقطة المهمة في صدق العزم، هي أن يعزم على الأمر قبل وقوعه..
وقد قيل ” إن الصادق يعطيه الله عز وجل حلاوة العمل قبل الشروع فيه..”
وقد جاء في قصة الأعرابي الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعد رفضه أخذ نصيبه من الغنائم ” إن تصدق الله يصدقك “.. وهذا يعنى في صدق اليوم، أن تكون صادقاً فيما عزمت.. وقال الأعرابي في رده، بايعتك على أن أقتل بسهم ها هنا، وأشار إلى حلقه..
إن صدق العزم، هو بدايات التوكل، حيث يقول الله سبحانه ” فإذا عزمت فتوكل على الله..” فمن صدق في عزمه، صدقه الله في جميع أموره.. فهذا ما يقوله ابن القيم في قوله تعالى ” فإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيْراً لَهُم “..
وصدق العزم، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذي بعده، وهو صدق الوفاء بالعزم.. وهذا ما سنكتب عنه في صباح الغد إن شاء الله..
اللهم صدقاً في القلب.. وثباتاً في العزيمة..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود..
صباحكم صباح صادقي العزائم.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:سمحاويات …. تأملية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى