(اغتنام الأجر في صلاة الوتر)! (٣)

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

هل تجوز الزّيادة على ما ورد في دعاءي الوتر سأل أحد الإخوة الأعزّاء: هل يجوز للمصلّي أن يضيف في قنوت صلاة الوتر أدعية غير واردة عن رسول ﷺ والخلفاء الرّاشدين؟ والجواب وباللّه ﷻ التّوفيق: هذه مسألة خلافيّة بين العلماء والرّاجح: جواز ذلك لأنّ القرّاء الذين عيّنهم الخليفة عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أئمّة في صلاة التّراويح حين جمع النّاس على صلاة عشرين ركعة في المسجد كانوا يدعون على الكفّار في النّصف الأخير من رمضان ولم ينكر ذلك أحد من الصّحابة الكرام فكان إجماعًا! بشرط: عدم إطالة القنوت وعدم تكلّف السّجع في الدّعاء وعدم صراخ الإمام أو المأمومين وألّا يقرأ الإمام فيه سورًا وآيات من القرآن الكريم وألّا يكون دعاء القنوت خطبة سياسيّة بامتياز لا تقلّ مدّته عن خطبة وصلاة الجمعة؟! ويجوز القنوت قبل الرّكوع وبعده ومن السّنّة أن يدعو المصلّي بدعاء القنوت بعد الرّفع من الرّكوع ولكنّه يجوز أحيانًا قبل الرّكوع لحديث أنس رضي اللّه عنه: (إنّ الرّسول ﷺ قنت قبل الرّكوع) .

ومن السّنّة أن يقول المصلّي بعد الفراغ من صلاة الوتر: (سبحان الملك القدّوس) ثلاث مرّات يجهر في الثّالثة ويمدّ بها صوته: لحديث أبيّ بن كعب رضي اللّه عنه: كان رسول اللّه ﷺ إذا سلّم في الوتر قال: (سبحان الملك القدّوس) ويرفع صوته في الثّالثة وفي رواية: ثلاث مرّات يمدّ بها صَوته في الآخرة ويقول: (ربّ الملائكة والرّوح) وثبت في حديث عليّ رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ ﷺ: كان يقول في آخر وتره: (اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) ومن صلّى الوتر وأراد أن يتطوّع بعد ذلك فلا يجوز له أن يوتر من جديد لقوله ﷺ: (لا وتران في ليلة) ومن فاتته صلاة الوتر ليلًا قضاها في النّهار وصلّاها شفعًا لحديث عائشة رضي اللّه عنها: (كان النّبيّ ﷺ يوتر بإحدى عشرة فإذا شغله مرض أو نوم صلّاها من النّهار ثنتي عشرة ركعة) ومن كان من عادته صلاة ركعة وتر واحدة في الليل وصلّاها في النّهار: أضاف إليها ركعة ثانية ومن كانت عادته أن يصلّيها ثلاثًا: قضاها في النّهار أربعًا وهكذا يضيف إليها ركعة ويصلّيها شفعًا واللّه تعالی أعلم!

إقرأ أيضا:حكم الخميس على حماس