
الجماعات الدينية
بقلم الأستاذ أنور الخضري ( خاص بالمنتدى)
بدأت في كتابة سلسلة أوراق بحثية عن الجماعات الدينية في اليمن، ستصدر تباعا بإذن الله تعالى.
هي نظرات وتأملات -شخصية- لأدوار ومواقف وسياسات وتنظيرات هذه الجماعات الدينية في اليمن إزاء عدة قضايا اخترتها.
والجماعات الدينية هنا هي كل كيانات ذات رابطة ووظيفة تستند لبعد ديني، فهي جماعات تحمل رسالة ومضامين دينية تقوم على أساسها.
الأوراق هي حصيلة تجربة، ومشاهدات، وقراءات، ومقارنات ومقاربات، وتقييم ونقد، وسوف تنشر في مجلات محكمة ما استطعت لذلك سبيلا.
هدفي منها هو تقديم رؤية لتاريخ وأثر هذه الجماعات الدينية، وآلية تجاوبها مع الواقع المحلي والإقليمي والدولي، وتأثير العوامل المختلفة عليها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.
هذه الأوراق تتناول “الإخوان المسلمون” والسلفيين والصوفية وجماعة الحوثي والقاعدة، وسوف تكون مادة أولية لكتاب يجمعها مع توسيع مباحثها وتعزيز شواهدها وتحرير مفاهيمها ومضامينها بشكل أدق، خصوصا مع وجود تغذية راجعة من المعنيين والمهتمين بالموضوع، من الجماعات الدينية ذاتها أو الخبراء والمختصين والباحثين.
الأوراق تميل للحيادية وتعزز التناول الموضوعي بعيدا عن الشخصانية والانحيازات المسبقة.
وهي تهم كل شاب وعامل ضمن هذه الجماعات كي ما يسترشد في طريقه وهو يعمل لصالح دينه الإسلامي الجامع، وشعبه اليمني (مجتمعه الحاضن الأكبر له)، ووطنه الحضاري (بتاريخه وحاضره ومستقبله). ذلك أن من إشكالية الجماعات الدينية أحيانا اختزال الدين في مذهبها وطريقتها ونهجها، واختزال الشعب في أتباعها وأعضائها، واختزال الوطن في جغرافيتها، ما يخلق لدى العضو المنتسب انفكاكا من المحيط الأكبر إلى الزوايا الضيقة.
هذا لا يعني أنني ضد هذه الجماعات الدينية، وأنا ابن مرابعها وربيعها، بل أنا معها على أن تعزز المشتركات وتفتح آفاق التعاون والتحالف والتفاهم والتآلف، لتكون أفضل رافعة للمجتمع اليمني المتدين فطرة ووعيا.
مع أهمية أن يعلي الجميع كليات وأصول ومقاصد وقواعد وقيم وأخلاق الدين التي حفظها لنا القرآن الكريم غضة طرية.
إقرأ أيضا:(مناشدة المحسنين دفع زكاة أموالهم للمنكوبين في فلسطين)