مقالاتمقالات المنتدى

الشرع_وحمدان

الشرع_وحمدان

بقلم الأستاذ أنور الخضري( خاص بالمنتدى)

النظام الجديد بسوريا سيكون معنيًّا بترتيب وضعه، والحفاظ على مكتسباته، وبناء سوريا الجديدة، بعد إسقاط نظام الأسد النصيري الفاشي المجرم، وإصلاح البيت الداخلي قبل الانخراط في إيِّ صراع خارجي. فهناك جيوب داخلية تحتاج إلى حسم، وهناك قوى متربِّصة بالأداء الخارجي لسوريا ومِن المحتمل في حال تورُّط النظام الجديد في تحالفات، أو نزاعات، غير مهيَّئٍ لها أن تعمل ضدَّه بل وأن تنخرط في حرب معه. بما في ذلك إيران التي لا تزال ترى أنَّها خسرت سوريا.
وعليه، فمِن المنطقي أنَّه لن يكون مِن أولويات النظام السوري الجديد، وقد خرج مِن معركة مكلفة مع نظام الأسد النصيري الفاشي المجرم، منذ عام 2011م، تسبَّبت في هجرة ونزوح ما يزيد عن (8) مليون سوري، ومقتل واختفاء ما يزيد عن مليون سوري، واعتقال ما يزيد عن واحد مليون سوريا (بعضهم محصون الآن في عداد الموتى ضمن الرقم السابق)، وهي أرقام تقريبية، في معركة خارجية، فليس لديه مؤهِّلات تمنحه الاشتراك في إمداد أو إسناد المقاومين في فلسطين.
وطبيعي جدًّا، في ظلِّ وضع كهذا، أن يرى بعض الفلسطينيين أن ما كان مصلحة للسوريين كان مفسدة لهم، لأنَّ منطق الأمور المترابطة أنَّ (مصائب قوم عند قوم فوائد)، والعكس صحيح أنَّ (فوائد قوم عند قوم مصائب). وعندما تحدَّث القيادي الحمساوي عن خسارة نظام سوريا السابق فهو مِن هذا المنطق، لأنَّه مِن المعلوم أنَّ سوريا كانت ضمن خطوط الإمداد والإسناد بشكل أو بآخر. كما يرى الفلسطينيون.
زاوية النظر تحدِّد الوجهة التي تنظر لها، وهذا بالطبع يجعلنا نطلق أحكامًا مختلفة على الشيء ذاته. وتركيا الداعمة للمقاومين الحمساويين ترى في إسقاط نظام الأسد وانتصار الثوَّار المتَّصلين بها مصلحة لها، لأنَّ هذا مِن شأنه خدمة مصالحها في ملفِّ الأكراد الذين يهددون أمنها وحدودها.
لهذا فأنا لست مع الخطاب الحدِّي الذي يحسن رؤية المشهد بأبعاده المختلفة، أو ذلك الذي يرغب في الاصطياد في المياه العكرة.
انتصرَّ ثوَّار سوريا وسقط نظام الأسد المجرم وكسب شعب سوريا المعركة، وخسر الحمساويون حليفًا -لا ينتمي لمذهبهم وعقيدتهم- لكنَّه قام بما لم تقم به شعوب ودول وجماعات تنتمي لذات العقيدة والمذهب لكنها تجيد الكلام أكثر مِن الفعال!

إقرأ أيضا:حمدان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى