مقالاتمقالات المنتدى

العبث الدعوي

العبث الدعوي

بقلم أ.د.فؤاد البنا

من صور العبث أن يضيع المرء وقته وطاقته أمام قلوب موصدة وأبواب مغلقة، مع وجود أبواب يمكن أن تنفتح ومساحات يمكن أن يتم ارتيادها.
ومن ثم فإن الداعية أو الناصح إذا كان قد بذل محاولات متعددة الأساليب والأوقات، من دون أي فائدة، فمن العبث الاستمرار في هذا الأمر، ويعتبر نوعا من تضييع الوقت والجهد في ما لا طائل من ورائه.
ويبدو لي أن هذا المعنى يدخل ضمن ظلال قوله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكرى}، فما معنى أن تربط الآية بين التذكير وبين النفع في الذكرى؟
إن الآية هنا تحث على البحث عن كل ما هو أنفع من الأساليب والوسائل، وبعد ثبات عدم الاستجابة مع تنويع الوسائل والأساليب والأوقات ينبغي الكف والبحث عن ميدان آخر!
ويؤيد ذلك قوله تعالى: {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، والحكمة هي وضع الشيء في محله، وبالطبع فإن تضييع الوقت والطاقة مع من لا يملك الاستعداد للسماع ولا القابلية للاستجابة، ليس من الحكمة في شيء!
وفي هذا الشأن يقول الإمام الشافعي:

ولا تعطين الرأي من لا يريده
فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى