![](https://www.msf-online.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-11-at-11.13.56-PM-780x470.jpeg)
تذكير المسلمة التقيّة بصبر الصّحابيّة سميّة
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
لقد قامت المرأة في الإسلام بالمهمّة الملقاة علی عاتقها في الدّعوة إلی اللّه خير قيام فنالت كلّ تقدير واحترام رغم أنوف السّيداويّين اليساريّين الأقزام وضربت أروع الأمثلة في الصّبر وفي احتساب الأجر وخير مثال علی ذلك: الصّحابيّة سميّة بنت خيّاط أوّل من سبق إلی اعتناق الإسلام من النّساء بعد خديجة رضي اللّه عنها زوج خير الأنبياء ﷺ لقد كانت سميّة كبيرة السّنّ ضعيفة ولما هلك أبو جهل في غزوة بدر قال ﷺ لولدها عمّار: {قتلَ اللّه قاتل أمّك} نعم أخي المحترم لقد استعذبت سميّة العذاب في سبيل العزيز الوهّاب
ومن مناقبها أنّها كانت سابع من دخل في هذا الدّين وأنّ دمها رضي اللّه عنها أول دم أريق في سبيل اللّه فقد كان سفهاء بنو مخزوم إذا اشتدّ حرّ الرّمضاء خرجوا بآل عمّار الضّعفاء سميّة وزوجها ياسر وابنها عمّار إلى البيداء وألبسوهم دروع الحديد الثّقال وأهالوا عليهم الرّمال وأخذوا يرجمونهم بالحجارة دون شفقة وكان نبيّ الرّحمة ﷺ يمرّ بهم وهم يعذّبون فيقول مواسيًا لهم: {صَبرًا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة}
لقد ربح البيع هؤلاء الأولياء النّجباء جنّة عرضها كعرض الأرض والسّماء وفي ذلك فليتنافس الأتقياء ومع أنّ ابنها أخذ بالرّخصة فكفر بلسانه لشدّة ما قاسی من آلام إلا أنّ الرّحيم الرّحمن عذره حين جرى على لسانه كلمة الكفر وهو مضطر قال تعالی: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾
أمّا سميّة التي امتلأت إيمانًا من مفرق رأسها إلی أخمص قدمها فإنّها لم تأخذ بهذه الرّخصة وصبرت على العذاب في سبيل منزل الكتاب وأبت أن تعطي القوم ما طلبوه من الكفر بالحيّ القيّوم فقام المجرم النّذل فرعون هذه الأمّة أبو جهل فأنفذ حربته في موضع العفّة منها فماتت رضي اللّه عنها فكانت أول شهيدة في الإسلام ماتت ولكنّ سيرتها العطرة ستظلّ باقية في ذاكرة المسلمين إلی يوم الدّين!
اقرأ أيضا: تهديدات ترمب.. بين الفرعنة والهزيمة..!!