مقالاتمقالات المنتدى

سمحاويات … تأملية

سمحاويات … تأملية

بقلم الدكتور: عبد السلام أحمد أبو سمحة

منهجية الرضى وعدم الاستحواذ على أوجه الخير.
وقال مالك: رضيت بما فتح الله لي فيه من ذلك:
“كتب الْعُمَرِيُّ الْعَابِدُ كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ إِلَى الِانْفِرَادِ وَالْعَمَلِ ، وَيَرْغَبُ بِهِ عَنِ الِاجْتِمَاعِ إِلَيْهِ فِي الْعِلْمِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ :
️ إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَّمَ الْأَعْمَالَ ، كَمَا قَسَّمَ الْأَرْزَاقَ،
فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلَاةِ ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ ،
وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصِّيَامِ ،
وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّلَاةِ .
وَنَشْرُ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمُهُ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ الْبِرِّ ، وَقَدْ رَضِيتُ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ لِي فِيهِ مِنْ ذَلِكَ.
وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيهِ بِدُونِ مَا أَنْتَ فِيهِ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلَانَا عَلَى خَيْرٍ ، وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَرْضَى بِمَا قُسِّمَ لَهُ ، وَالسَّلَامُ . (التمهيد لابن عبدالبر).
قلت(عبدالسلام):
الله الله على هذا الفهم العميق والفهم السديد.
لو أن كل صاحب دعوة عرف أن دعوته وجه من أوجه الخير، ورزق من أرزاق الله، فلا يشملها كلها، ولا يستحوذ عليها كلها… ويقنع بما قسمه الله له … وبما قسمه لغيره … لوسعنا ما وسع سلفنا الصالح من التنوع والاختلاف في كل شأننا … ولكان لسان حالنا ومقالنا قول مالك:
(( وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلَانَا عَلَى خَيْرٍ ، وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَرْضَى بِمَا قُسِّمَ لَهُ))
لكن حال بعضهم: رضيت بما فتح الله لي … وليس من دونه فتح ومن بعده فتح فعليكم اتباعي وإلا فأنت أهل ضلال وبدعة وانحراف عن التوحيد …
استقيموا يرحمكم الله

اقرأ أيضا: سمحاويات … تأملية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى