مقالاتمقالات المنتدى

تذكير الإخوة المرابطين في الثّغر بسجدة الشّكر (١)

تذكير الإخوة المرابطين في الثّغر بسجدة الشّكر (١)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ وقال اللّه تعالی: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ وقال ﷺ: {{أطْعِمُوا الجَائِعَ وَعُودُوا المَرِيضَ وَفُكُّوا العَانِيَ}} فيجب السّعي في فكاكه وتخليصه من الأسر بكلّ الطّرق المتاحة سواء بالمال أو بغير ذلك! قال الإمام القرطبيّ: إنّ تخليص الأسارى واجب على المسلمين إمّا بالقتال وإمّا بالأموال وقال الإمام مالك: واجب على المسلمين أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه!

وحين وقع بعض المسلمين في الأسر بعث إليهم الخليفة عمر بن عبد العزيز بعبد الرّحمن بن عمرة لفكّ أسرهم وقال له: أعطهم في فداء كلّ مسلم ما سألوك فوا اللّه لرجل من المسلمين أحبّ إليّ من كلّ مشرك عندي إنّك ما فاديت به المسلم فقد ظفرت به لأنّك إنّما تشتري دين الإسلام!

لقد ضربت أمّة الإسلام علی مدار التّاريخ الأمثلة الرّائعة في استنقاذ أيّ أسير مسلم فعندما رجع الخليفة المنصور بن أبي عامر من إحدى غزواته في شمال الأندلس قابلته امرأة مسلمة على أبواب قرطبة ثمّ قالت له: إنّ ولدي أسير عند النّصارى ويجب عليك أن تفديه أو تأتي به فلم يدخل المنصور قرطبة ثمّ عاد بجيشه حتّى فكّ الأسير من قيوده! وحينما سمع الحكم بن هشام -أمير الأندلس- أنّ امرأة مسلمة قد أخذت سبيّة ونادت (واغوثاه يا حكم)! عظم الأمر عليه وجمع عساكره وسار إلى الأعداء وقصد النّاحية التي كانت بها تلك المرأة وخلّصها من الأسر وعاد إلى قرطبة منتصرًا! وكان صاحب عمّورية من ملوك الرّومان عنده أسيرة مسلمة في خلافة المعتصم فصاحت حين عذّبها: (وامعتصماه)! فبلغ ذلك المعتصم ففتح عمّورية وخلّص المرأة الحرّة من الأسر هكذا كان أولياء أمور المسلمين يفعلون لا يسمعون صرخة من أيّ مظلوم إلا ويبادرون بإغاثته بل بنصرته مهما كلّفهم ذلك من جهد أو ثمن!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى