مقالاتمقالات المنتدى

كيف نقنع من يقولُ إن ما حدث في غزة ليس نصراً على الصهاينة؟

كيف نقنع من يقولُ إن ما حدث في غزة ليس نصراً على الصهاينة؟

الجواب بقلم:
عارف بن أحمد الصبري.
نائب رئيس هيئة علماء اليمن. (خاص بالمنتدى)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن توضيح الواضح من المشكلات.
وكما قال الشاعر:

وليس يصحُ في الأذهان شيءٌ
إذا احتاج النهار إلى دليل.

فلا تلتفتوا لمن يشكك بما تحقق من النصر مهما كانت مبرراتهم، ولا تتعبوا أنفسكم في إقناعهم، فلن تكون حجتكم أعظم من المُشَاهَدِ المحسوس، من الصبر والثبات والتصدي لأعتى قوةٍ في العالم، خلال أكثر من خمسة عشر شهراً من الحرب.

ولن تجدوا دليلاً على هذا النصر أبلغ من نواح الصهاينة، وإقراراهم بالهزيمة، في كل المستويات.

ولا تضيعوا وقتكم مع من أعمى الله بصره وبصيرته؛ فلن تكون حجتكم أعظم من حجج الأنبياء، ومعجزاتهم، فالله تعالى يقول: (وما تغني الآيات والنذر عن قومٍ لا يؤمنون).

واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقام الحجة على كفار قريش على أكمل صورة،
وأن الله قد شق القمر لكفار قريش فقالوا سحرٌ مستمر.

واعلموا أن الفرح بنصر غزة نعمة وقربة وعبادة لا يستحقها كل الناس، إنها فرحةٌ لا يستحقها من كان في قلبه مرضٌ، ونعمةٌ لا يشعرون بها، وشرفٌ ليسوا من أهله.
والله يقول: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله).

يقول ابن تيمية رحمه الله: (ومن لم يَسرُّه ما يسرُّ المؤمنين، ويسوؤه ما يسوء المؤمنين فليس منهم).

والمأمول بمشيئة الله:
أن نشارك إخواننا في غزة فرحة النصر، وأن نعترف لهم بالفضل، ونشيد بجهدهم وجهادهم، وصبرهم وثباتهم وتضحياتهم.

الاقتداء بأهل غزة، والسير على نفس النهج، والاستفادة من مدرسة غزة في كل الجوانب.

واسوهم بأموالكم، ودافعوا عنهم في كل موطنٍ، وتحدثوا عنهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي دروسكم، وخطبكم ومحاضراتكم.

استنبطوا الدروس والعبر من طوفان الأقصى، وربوا مجتمعاتكم وأبناءكم التربية الإيمانية الصحيحة.

ولا تنسوا أن تُذكِّروا العالم بوحشية الصهاينة وداعميهم، وجرائمهم، ونازيتهم.

افضحوا الدول والهيئات والكيانات التي تكيل بمكيالين.
وقولوا بصوتٍ واحدٍ لكل العالم إن ترتيب الوضع في غزة شأنٌ داخليٌ يخص أهل غزة.

وإياكم أن تحرموا أنفسكم من استحقاقات هذا النصر المبين، واعلموا أن ما بعد الأقصى ليس كما قبله، ولا يُحرَمُ إلا محرومٌ، ولا يهلك على الله إلا هالك.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى