المعجزة الخالدة
بقلم الشيخ: أنور قاسم الخضري (خاص بالمنتدى)
تأملت في هؤلاء الرجال الأبطال الأحرار الشرفاء بغزة، وتفكرت في أمرهم، فكم أنا مدهوش بهم،
فهم رغم أنهم امتداد لحركة الإخوان في المنطقة إلا أنهم وحدهم نسيج مختلف تماما.
فالتربية الإيمانية والأخلاقية والقيمية والفدائية والعلمية والتعبدية والنضالية والقتالية والفدائية، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، شيوخا وطلابا، فوق ما تراه هنا وهناك.
فئة منضبطة في وجهتها، في حركتها، في اهتماماتها وإعدادها، في خطابها ولغتها، في تنظيمها وطاعتها، فأي جماعة تلك يمكن أن تواجه ما وجهته غزة خلال قرابة ١٤ شهرا وهي على العهد وحسن التربية والأداء والسير نحو الغاية. (لا شك أن هناك جانب مختلف عن هذا لكنه يسير ليس طاغيا بل ولا ظاهرا).
إن هذه الفئة المؤمنة (ح. م. ا. س.) جديرة بأن تستلهم تجربتها في جوانب الإعداد والتربية، لا على صعيد الفرد بل وزوجته وأبنائه وأسرته.
صدقوني أن هذه الفئة فئة ملهمة، فئة أسوة، فئة مثالية، يبرز في وجوه أتباعها الصدق والإخلاص وإرادة الدار الآخرة، فبيوت قياداتهم خارج فلسطين في الدول العربية لو جمعت أثاثها لوجدته حمل بعير، إلا من فتح الله عليه بأمور خارج ما أراده هو، خصوصا ممن تتم استضافتهم وإكرامهم رسميا أو شعبيا.
التعليم والتربية ركيزة في حياتهم منذ الصغر، موزعين على أدوار ومشاريع وأعمال ومهام واختصاصات كأنما حيكوا بيد ماهرة وروح متقنة.
رحم الله الياسين وأنزل على قبره شآبيب المغفرة والرحمة والرضوان فإن الرجل كان البذرة التي أخرجت الشجرة وآتت ثمارها منذ حين.
اللهم.. تمم لهم فضلك وأنجز لهم وعدك وتقبلهم وتقبل منهم وأنزل عليهم بركتك وعافيتك ورضاك.