حوار هادئ مع اليساريّين
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
اليساريّون أقلّيّة فلسطينيّة لا يؤمنون كعلمانيّين بالدّين وهم قسمان: قسم مناضل محترم تؤدّى له التّحيّة لأنّه لا يطعن في الشّريعة الإسلاميّة ويحافظ على بعض الشّعائر التّعبديّة وقسم آخر تغلغل في بعض الوزارات ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئيّة ويجاهر بما يعتقد ويتدخّل في شؤون الدّول والأفراد والأسر ويعترض علی الأحكام الشّرعيّة وسبق أن شنّ هجومًا على الرّئيس أردوغان لأنّه أعاد متحف أيا صوفيا مسجدًا كما كان ودافع بشراسة عن السّيداويّة التي تخالف الفطرة والنّقل والحياء والعقل! والعجيب الغريب غضّ السّلطة الطّرف عنهم مع أنّهم ينتقدون دول الخليج وتركيّا وغزّة الأبيّة والثّورة السّوريّة والحركات الإسلاميّة والسّلطة الوطنيّة! ويتّهمون من يدافع عن الأحكام الشّرعيّة بأنّه ظلاميّ داعشيّ رجعيّ سلفيّ وكأنّ التّمسّك بالدّين تهمة تعاقب عليها القوانين؟!
واللافت للنّظر أنّ اليسار لا يتدخّل في شؤون الرّاهبات والفاتيكان والطّائفة السّامريّة ولكنّه يتدخّل في الأحكام الشّرعيّة ويعترض علی القصاص من الخونة والبلطجيّة وكأنّ الدّين كلأ مباح لكلّ مأفون نبّاح أفّاك صيّاح! نقول لمن يهدّدنا بقرارات منظّمة التّحرير الفلسطينيّة: لا المنظّمة ولا الفصائل اليساريّة المدعومة من الرّأسماليّة ولا أيّة قوّة في الكرة الأرضيّة تستطيع أن تفرض علينا السّيداويّة ولو اتّفق على ذلك اليمين واليسار ومنحت الشّيوعيّة التي زالت من ديارها كلّ مسلم ألف دولار! وبما أنّكم خسرتم الآخرة بتبنّيكم غير دين ربّكم فمن مصلحتكم أن لا تخسروا شعبيّة مواطنيكم! وما دمتم تعشقون السّيداويّة لهذه الدّرجة فطبّقوها على الرّفيقات!