مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين بأنّ الوطنيّة ليست بديلًا عن الدّين!

تذكير المسلمين بأنّ الوطنيّة ليست بديلًا عن الدّين!

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ﴾ وقال تعالی: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ وقال تعالی: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ وقال ﷺ: {مَن قُتِلَ دُون مالِه فهو شهِيدٌ ومَن قُتِلَ دُون أهلِه فهو شهِيدٌ ومَن قُتِلَ دُون دينِه فهو شهِيدٌ ومَن قُتِلَ دُون نفسِه فهو شهِيدٌ} وقال ﷺ: {اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ دِيَارِنَا} وقال ﷺ: {اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ} وعن عبد اللّه بن عديّ رضي اللّه عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: {وَاللّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللّهِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ} وفي رواية: {وَأَحَبُّ أَرْضِ اللّهِ إِليَّ} وصدق من قال: إنّ محبّة الأوطان من الإيمان! وعن أنَس رضي اللّه عنه: (كَانَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ المَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ -أَيْ أَسْرَعَ بِهَا- وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا) وهذا الحبّ الفطريّ تفاعل في نفس خير نبيّ ﷺ فأحبّ المدينة بجميع من فيها من صحابة وما فيها من جماد حتّی قال عن جبل أحد وهو صخر أصمّ: {هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ}

وللّه درّ العلّامة محمّد شاكر حيث يقول: (إِيَّاكَ أَنْ تَظُنَّ أَنَّ تَقْوَى اللّهِ هِيَ الصَّلَاةُ والصِّيَامُ وَنَحْوُهُمَا مِنَ الْعِبَادَاتِ فَقَطْ إِنَّ تَقْوَى اللّهِ تَدْخُلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَاتَّقِ اللّهَ فِي عِبَادَةِ مَوْلَاكَ لَا تُفَرِّطْ فِيهَا وَاتَّقِ اللّهَ فِي إِخْوَانِكَ لَا تُؤْذِ أَحَدًا مِنْهُمْ وَاتَّقِ اللّهَ فِي بَلَدِكَ لَا تَخُنْهُ وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْهِ عَدُوًّا وَاتَّقِ اللّهَ فِي نَفْسِكَ وَلَا تُهْمِلْ فِي صِحَّتِكَ وَلَا تَتَخَلَّقْ بِسِوَى الْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ)

إنّ كلّ مسلم وطنيّ وليس كلّ وطنيّ مسلما ولا يجوز أن تكون الوطنيّة بديلًا عن حكم الشّريعة الإسلامية! والمسلم مؤتمن علی الدّين والعرض والمال والأرض! أمّا أدعياء الوطنيّة ممّن يتبنّون العلمانيّة والسّيداويّة ويطعنون في الأحكام الشّرعيّة: فخسروا -إن لم يتوبوا- سعادة الدّارين! وهذا وربّي هو الخسران المبين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى