طالب العلم بالنسبة لمجتمعه وأمته،كالوتد بالنسبة للخيمة….
بقلم د. أبو البراء وائل أحمد الهمص (خاص بالمنتدى)
والتشبيه هنا من وجهين، الأول: أن الوتد لا يظهر منه إلا رأسه، وأما باقيه فهو مدفون في باطن الأرض، وهكذا طالب العلم الأصل ألا يظهر للعامة إلا كما يظهر رأس الوتد، فهذا أثبت له.
الوجه الثاني: أن الوتد يجذبه حبل يشد الخيمة، والهدف من الوتد تثبيت الخيمة، ولذا كان الوتد أهم عنصر في الخيمةمن ناحية شدها وتثبيتها، ولذا فالوتد يُسيِر الحبل وفق ما يراد من الوتد لا وفق ما يريده الحبل، ولو سار الوتد مع الحبل لسقطت الخيمة ولما أدى الوتد مراده والمطلوب منه، ولذا كلما كان الوتد أعمق في الأرض كلما كان أثبت له وأشد للحبل وأثبت للخيمة والعكس بالعكس، وهكذا طالب العلم يجب عليه أن يُسيِر الناس وفق ما يفقهه من دين الله لا أن يجاري أهواءهم وما يريدون، فطالب العلم كالوتد والحاكم أو المسؤول كعمود الخيمة والناس كالحبل والأمة والمجتمع كالخيمة والعلم والفقه كالأرض، وكل هؤلاء تبع للوتد، فكلما كان طالب العلم أعلم وأفقه كلما كان أثبت وأشد للحبل وأقوى لمجتمعه وأمته، فطالب العلم هنا صمام أمان وحارس حدود لا تخترق الحصون من قبله ولا يفعل ما يريده الناس منه ولا ما يريده الحاكم أو المسؤول منه وفقا لأهوائهم وعواطفهم، ولو كان ذلك باسم الدين، فإن هذه مزلة قدم يتهاوى فيها الكثير -عصمنا الله والمسلمين- فإذا سار طالب العلم مع ما يطلبه الجمهور منه أو الرئيس والحاكم كان تابعا لا متبوعا ومعول هدم لا بناء حتى ولو كانت نيته سليمة فإن ذلك يكون نابعا من قلة فقهه وعلمه..
فالأصل في طالب العلم أن يكون كالوتد الضارب في الأرض يجر الناس جرا إلى دين الله دون مجاملة أو مسايرة لأنه متى ما سمح بذلك فقد زاغ وأزاغ، فطالب العلم هو الحَكَم والحاكم بعلمه وعليه أن يكون متبوعا لا تابعا، يقود الناس إلى حكم الله وشرعه لا ينجر ولا ينشد لعواطف ولا لأهواء ولو كانت باسم الدين إلا ما يعلمه بعقله وما يهديه إليه قلبه الذي لا يستقي شيئا سوى نصوص الوحي من الكتاب والسنة وما فقهه من دين الله عز وجل وفق الطريقة التي ارتضاها أهل العلم الثقات….
فيا طالب العلم أنت وتد الأمة فحذار من أن يكون الوتد مجرورا…