مختصرات في المشاريع (السياسية الفكرية) التاريخية والمعاصرة رقم (٥)
(إلماحات ونقاط تركيز في قواعد الاشتباك مع العدوان الإيراني المتحالف مع النظام السوري المجرم ؟ )
بقلم الشيخ: حسن الدغيم (خاص بالمنتدى)
مقدمة :
منذ أن نجح الخميني باختطاف الثورة الإيرانية ضد الشاه وتحويلها من ثورة تستهدف الطغيان والاستبداد وتبني المجتمع الديمقراطي الإيراني،
إلى ثورة شيعية تكفيرية متزمتة تستهدف الخصوم سواءً كانوا من المعارضين الشيعة لمشروع الخميني أو للسنة في المنطقة العربية
ومنذ ذلك الحين ونحن في حالة إشتباك مع الثورة الإيرانية الشيعية مرة بشكل رسمي كالحرب العراقية الإيرانية ومرات على شكل مقاومة وثورة كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن الآن ..
١- كان أهم هدفٍ لنظام الملالي الإيراني هو جرنا إلى الحرب الطائفية أي بين (شيعي وسني ) وكانت الرغبة واضحة في استدعاء الذاكرة التاريخية لمظلومية الشيعة السياسية المدعاة وأنهم وكلاء أهل البيت وأولياء دمهم وأنهم نواب المهدي في غيبته وكل هذا من أجل حشد الأ تباع وجمع الاخماس وتجنيد الميلشيات
وفعلاً ملأت ميلشيات صاحب الزمان المزعوم أرض العراق وسوريا واليمن ولبنان هاتفة بالثأر للحسين وزينب ورافعة صور الخميني وخامنئي، راسمة خرائط من الجرائم الوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً بحق شعوب المنطقة
٢ – للأسف استفادت إيران كثيراً إن لم نقل خططت له من الخطاب الذي يضع الشيعة كلهم في خانة (الخونة والمجوس وعبدة النار وأبناء المتعة ) وغير ذلك من الألقاب الناتجة عن ظهور (الأنا السنية) كردة فعل جمعية جراء تسلط الميلشيات الشيعية على أهل السنة وتعذيبهم وتهجيرهم ،
٣- إلا أن هذا الخطاب لاسيما الصادرعن (أهل النزق المؤدلج ) يزيد نار الطائفية سعاراً وحرب التكفير التهاباً ويعطي أوراق القوة لنظام الملالي ليستمر في تجنيد أبناء الشيعة لقتالنا ،
والحقيقة حتى في قلب المعركة لابد من إدارة الرؤية السياسية للصراع والخطاب الإعلامي بطريقة تنسجم مع المعايير الأخلاقية أولا ً ومع مصلحة الجهاد ثانياً ومع معطيات الواقع ثالثاً ،
٤- فليس من الجائز إصدار الأحكام التعميمية الاستيعابية على طائفةٍ ما بمجرد رابط الانتماء لمذهب وتوزير أقليته وزر عمومه إن أمكن التمييز والاستثناء ، ونقصد هنا مايظهر بدون جهدٍ من تيارات رافضةٍ للعدوان في جهة العدو الاجتماعية والعلمية وليس المتوهم الذي يندر،
– وليس من مصلحة الجهاد تذعير وتكثير الأعداء إن أمكن تقليلهم ، فالصدح دائماً أن الشيعة كلهم من يوم ابن العلقمي لليوم طائفة خيانة لاتنفك الواحدة عن الأخرى ، سيوفر مساحات تجنيد واسعة للملالي من الشيعة للدفاع عن أنفسهم إذ حكم عليهم جميعاً بالخيانة ،
– ولا حتى بمعطيات الواقع أن العدوان الإيراني هو عدوانٌ مجوسي ، فالمجوس القدماء دخلوا الإسلام بعمومهم منذ 1400 عام وتركوا عبادة الناروبقيت من المجوس أعدادٌ قليلة اليوم في إيران وبعض المناحي ، و هي بالمناسبة طائفة مظلومة ومهمشة في إيران ،
– ومايقال عن المجوس يقال عن الفرس فوصف العدوان الإيراني بأنه عدوانٌ فارسي يساعد نظام الملالي في استفزازهم وتجنيدهم ، فالفرس عرق من الأعراق لاعيب فيه وحتى الفرس كانوا من السنة ومن أكابر علماء الإسلام من كانوا منهم ، قبل أن يتشيع الفرس على يد الصفويين ،
٥- وعلى هذا أميل لأن نتعامل مع العدوان الإيراني على أنه عدوانٌ من مشروعٍ هجين ومركب (تيار تكفيري خارجي دينياً وعنصري قومياً واستعماري سياسياً ) نرد صيالهم وندفع عاديتهم ونلجم بغيهم عن الأمة ونجاهدهم ونحرر الأرض من طغيان هذه الفئة التكفيرية المارقة ،
مع الإنتباه أن يكون صراعنا محصوراً ضد التشكيلات السياسية والعسكرية والتبشيرية الغازية ولاينتقل إلى صراع هوياتي مطلق ، ففيهم من ليس منهم وفيهم المعتدل وفيهم الثائر عليهم وإن قلوا ، وبإدخال هذه القلة مع قواتنا الصديقة ننقل صراعنا مع الملالي التكفيريين إلى صراع معقلن لايكون كل شيعي في الدنيا عدوٌ لكل سنيٍ في الدنيا ، ونخفف سعار الطائفية ،
٦- هذا لايعني الاقتناع المنهجي والتقارب المذهبي ، تبقى المنازلة الفكرية والعلمية وتعرية خطاب التشييع الذي يحشد به العامة منهم بخطابات الباطل الكربلائية والمظلومية وتحميل أهل السنة مسؤولية الحوادث التاريخية والخلاف على الخلافة والإمامة والتي نزفت منها الأمة طويلاً طويلاً ..تبقى فريضة العلم والبيان بحقهم قائمة
٧- لابد مع هذا من سياسية خطابية وفكرية تحييدية لمن إلتزم مواقف الحق والعدل من علماء الشيعة وعامتهم وثوارهم ورفض أن يكون مطية لهم بل ونازلهم بسلاحه وفكره وهؤلاء لابد أن يكونوا سنداً للمظلومين في لجم العدوان الإيراني والتخطيط معهم لمستقبل آمن على السنة والشيعة يتدافعون سياسياً ويتسالمون عسكرياً ويتحاورون فكرياً بدون عداوت صفرية وصراعات مذهبية حالقة ومدمرة