مختصرات في المشاريع (السياسية الفكرية) التاريخية والمعاصرة (٤)
بقلم الشيخ: حسن الدغيم (خاص بالمنتدى)
(صعود العلويين المعاصر )
ذكرنا في المختصر رقم (٣) أن العلويين وبعد انقضاء زمن الدولة الحمدانية والتي كانت في حالة تداخل وتحالفٍ معهم قد اتجهوا للعزلة الجغرافية والسياسية واصطدموا مع جميع الدول المعاصرة لهم كالسلاجقة والمماليك ثم العثمانيين
– مع الاحتلال الفرنسي لسوريا استغل الفرنسيون النزعات الطائفية وقاموا بتقسيم سوريا لأربع دويلات وجعلوا الساحل دويلة علوية وتعاملوا معها على هذا الأساس من عام ١٩٢٢ إلى ١٩٣٦ ثم تخلت فرنسا عن المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الثانية ثم انسحبت من سوريا فاصلة لبنان فقط دون غيره عن مركز دمشق
– أثناء الاحتلال الفرنسي شكلت فرنسا نواة الجيش السوري وماكان يعرف بجيش الشرق ولسمعته السيئة بارتباطه بالاحتلال الفرنسي عزفت غالب المكونات الوطنية عن الانخراط به، فكثر فيه العلويون محاولة للاستظهار به وتحقيق مكاسب طائفية خاصة
– مع رحيل فرنسا بدأت سلسلة من الانقلابات العسكرية (حسني الزعيم ، سامي الحناوي ، أديب الشيشكلي ) وكل انقلاب كان يزيح الجناح المناوئ وغالبهم من الضباط “السنة” حتى فسح المجال لوصول الضباط العلويين لمناصب حساسة وقيادية
تحت ستار البعث شكل حافظ الاسد وصلاح جديد والبعثيين اللجنة العسكرية البعثية التي نفذت انقلاب ١٩٦٣ ، وأعلنت حالة الطوارئ في البلاد تمهيداً لدفن الحياة السياسية والديمقراطية في سوريا
عام ١٩٧٠ أكمل الانقلابي حافظ الأسد انقلابه ووصل لرئاسة الجمهورية جاعلاً رفقاء دربه في البعث واللجنة العسكرية بمن فيهم صلاح جديد بين قتيل وسجين ومطرود
– بدأ آل الأسد بتطييف الجيش السوري عن طريق تسريح الآلاف من الضباط من المحافظات الداخلية وتطويع عدد كبير من الضباط العلويين بما لايتناسب مع التعداد السكاني في سوريا
و إحداث تشكيلات عسكرية طائفية مثل الحرس الجمهوري وسرايا الدفاع وقادها رفعت الأسد وبعدها سرايا الصراع وقادها ماهر الأسد ، وتثقيل العلويين في الوحدات الخاصة وأجهزة المخابرات لاسيما الجوية والعسكرية
-نفذ المجرم حافظ الأسد وشقيقه السفاح رفعت الأسد مجزرة سجن تدمر ١٩٨٠ وتدمير مدينة حماه ١٩٨٢ واستغلال أحداث الاخوان المسلمين لاستكمال ترسيم الهيمنة العلوية على الحكم بثوب حزب البعث
– توريث الحكم للمجرم بشار الأسد في تجاهل سافر للحكم الجمهوري وإرادة الشعب السوري والعدوان على الدستور
– دعم حافظ وبشار الأسد حزب الله في لبنان والتعاون الاستراتيجي مع إيران ودفعت هذه الأسباب لقيام ثورة الكرامة السورية في إطار الربيع العربي عام 2011 .م ،
والتي لاتزال مستمرة حتى إسقاط نظام الأسد المجرم وطرد الميلشيات الإيرانية من بلدنا سوريا
بعون الله القدير ثم بجهاد وثورة كل السوريين