الثّبات الثّبات.. يا أهل الرّباط
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ وقال ﷺ: {إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ} وقال ﷺ: {اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ..}
والثّبات أيّها الإخوة والأخوات! دليل علی كمال الإيمان وحسن التّوكّل على الرّحمن وعلامة علی قوّة النّفس ورباطة الجأش والتّمسّك بالعروة الوثقی حتّی الممات..
والثّبات هو الاستمرار في طريق الإيمان في أيّ زمان ومكان والالتزام بمقتضيات الإسلام ثمّ المضي في عمل الخير ابتغاء وجه العليّ القدير! والثّبات يؤدّي حتمًا للاستقامة على الهدى والتّمسك بسنّة خير الوری ﷺ في الأفعال والأقوال بجميع الظّروف والأحوال واجتناب كلّ المحرّمات والشّبهات والشّهوات! ولا جرم أنّ الالتزام بالإِسلام هو الحياة الطّيّبة التي يعيشها المؤمن بفؤاده حتّی ولو ابتلي في جسده!
والثّبات هو النّعيم الذي يملأ الفؤاد بالسّكينة والرّضا ويؤدّي للسّعادة التي تغمر الجوانح بحالتي السّرّاء والضّرّاء مهما ساءت الأوضاع.. أو تكالبت الضّباع إنّ أيّ مؤمن يعيش حياته كلّها بطمأنينة نفس وانشراح صدر فرحًا بإيمانه وعبادته وطاعة ربّه عزّ وجلّ القائل: ﴿قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ والتّمسّك بالشّريعة الإسلاميّة خير -وربّ البريّة- ممّا يجمعون من حطام الدّنيا الفانية!
الثّبات علی الإيمان إخوتي الكرام في هذه الأيّام زمن غربة الإسلام هو قمّة البطولة بل الفوز العظيم في معركة الانتصار علی الشّهوات وأداء الواجبات للنّجاة من النّيران ودخول الجنان والنّظر لوجه ربّنا الرّحمن قال النّبيّ ﷺ: {وَإنَّ أفضلَ جهادِكم الرِّباطُ وَإنَّ أفضلَ رباطِكم عَسْقلانُ}!
فطوبی لكلّ المحتسبين المرابطين والصّابرين المصابرين!