مقالاتمقالات المنتدى

‏البدايات التاريخية لظهور التيار الشيعي السياسي باختصار

‏البدايات التاريخية لظهور التيار الشيعي السياسي باختصار:

بقلم أ. حسن الدغيم (خاص بالمنتدى)

ساهمت العديد من العوامل السياسية والاجتماعية المرتبطة بإسناد السلطة وإدارة الدولة بعد انتهاء الخلافة الراشدة في نشوء تيار معارض للسلطة. هذا التيار كان يثور أحياناً ويعمل في السر أحياناً أخرى، وتمركز حول أئمة من أهل البيت بعد موقعة كربلاء المريرة. وقد اختلفت مواقف هؤلاء الأئمة في التعامل مع الدولة الأموية.

في ظل أجواء من التكتم والسرية، وغياب تشكيل معارضة علنية داخل الدولة، بدأت أفكار مستمدة من الثقافات الفارسية واليهودية تتسرب إلى هذا التيار، مثل مفاهيم العصمة، والغيبة، واختفاء المهدي وعودته. كما انتشرت أفكار تبشّر بزوال حكم بني أمية وعودة الأمر إلى أهل البيت. وهكذا بدأ الناس يطلقون على أنصار هذا التوجه لقب “الشيعة”.

التيار الشيعي والثورة العباسية:
لم يستفد التيار الشيعي من الثورة العباسية التي أنهت حكم بني أمية، حيث استأثر العباسيون بالخلافة دون العلويين، على الرغم من أن الدعوة العباسية كانت تنادي في البداية بالرضا من آل محمد.

النقمة والفشل السياسي:
عبر تاريخ طويل من النقمة وفشل الثورات والتحالفات، لجأ الشيعة إلى تأصيل فلسفي يدعم فكرة تيار موازٍ يقوم على نظرية الإمامة. تقول هذه النظرية إن الإمامة ليست مسألة مصلحية تُناط باختيار العامة، بل هي قضية أصولية تُعدّ من أركان الدين، لا يجوز للرسل إغفالها أو تفويضها إلى الناس.

النص على الإمامة:
بناءً على هذه النظرية، لا يمكن للنبي ﷺ أن يرحل دون تحديد الإمام من بعده. ويؤمن الشيعة بأن النبي نصّ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليكون الإمام بعده، وأن علياً نصّ على ولده الحسن، والحسن نصّ على أخيه الحسين، والحسين نصّ على ولده علي زين العابدين، وأن زين العابدين نص على محمد الباقر ثم الصادق ثم الكاظم ثم الرضا ثم الجواد ثم الهادي ثم العسكري حتى وصلت إلى الإمام الثاني عشر، محمد المهدي.

تقول النظرية إن المهدي غاب غيبته الصغرى لعشرين عاماً، كان خلالها يتواصل مع أربعة سفراء فقط، ثم غاب غيبته الكبرى في سرداب بمدينة سامراء عام 329 هـ، ولم يعد يُرى من الناس. ويعتقد الشيعة الإمامية أنه سيعود في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً.

نظرية العصمة:
أضاف الشيعة إلى نظرية الإمامة مفهوم العصمة، إذ يعتبرون أن الإمام معصوم من الخطأ والذنوب كونه منصوباً من الله ورسوله.

الغيبة وتأثيرها:
ظهرت فكرة الغيبة أيضاً بين الكيسانية وهم من أقدم فرق الشيعة، الذين كانوا ينسبون أنفسهم إلى محمد بن الحنفية، حيث قالوا إن الإمام يغيب لفترة ثم يظهر ليملأ الأرض عدلاً. وتبنّت الإسماعيلية فكرة مشابهة، حيث قالوا إن إسماعيل بن جعفر الصادق لم يمت، بل غاب وسيعود بينما استمر الشيعة الإمامية في تتبع خط الإمامة حتى الإمام الثاني عشر. لكن الخلاف ظهر حوله؛ فمنهم من قال بموته، ومنهم من قال إنه غاب في سامراء وسيعود آخر الزمان، وأن الفقهاء هم نوابه في فترة غيبته.

التوجه السياسي بعد الغيبة:
بعد غيبة المهدي، انكفأ الشيعة الإمامية عن العمل السياسي، سواء في السلطة أو المعارضة، واعتبروا أن ذلك من اختصاص المهدي، وأن عليهم انتظار ظهوره ، حتى ظهور الدولة الصفوية عام ١٥٠١ إيران

بينما واصلت الإسماعيلية دعوتها السياسية حتى تمكنوا من تأسيس دول عدة ، أبرزها الدولة الفاطمية في المغرب ومصر، والقرامطة في الشام، والبويهيون في العراق، و”دولة” الحشاشين الباطنية بقيادة الحسن بن الصباح.

الفرق الشيعية الأخرى:
استمرت الزيدية والأدارسة في ثوراتهم، وتمكنوا من تأسيس حكم في بعض الفترات، خاصة في اليمن وعسير والمغرب العربي.
أما الطائفة النصيرية (العلوية) في سوريا ، فاتخذت نمطاً باطنياً خاصاً بها، اتسم بالعزلة والخمول السياسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى