فلسطين بين وعد بلفور ووعد أحكم الحاكمين (3)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
لقد تحقّق للمحتلّين الغاصبين ما خطّطوا له مع الأسف الشّديد من إقامة كيان لهم غريب وذلك بعد أن نجحوا في عزل السّلطان المسلم عبد الحميد وزوال الخلافة العثمانيّة وابتعادنا عن الشّريعة الإسلاميّة مصدر عزّتنا الدّنيويّة وسعادتنا الأبديّة! ومعلوم أيّها الإخوَة المسلمون: أنّ الإسلام فتح بلادنا فلسطين ثمّ حرّرها من الفرنجة الصّليبيّين ولن تعود لأصحابها الحقيقيّين إلّا بِهذا الدّين! يقول مولانا ربّ العالَمين: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ لقد بيّنت لنا آيات الذّكر الحكيم طبيعة الصّراع بيننا وبين حثالة المحتلّين المعتدين! والحقّ يقال: لا فرق بين بلفور اللئيم الذي وعد المحتلّين بوطن قوميّ لهم في فلسطين درّة بلاد الشّام قبل أكثر من مائة عام! وبين من تنازل لهم عن أربعة أخماس فلسطين من أقزام السّلام في اتّفاقيّات ما أنزل اللّه بها من سلطان؟! إنّ فلسطين وقف إسلاميّ شاء من شاء وأبى من أبى من الصّعاليك اللئام! ولا يملك أن يتنازل عن ذرّة تراب منها في يوم من الأيّام أيّ زعيم أو حاكم أو إمام كما صرّح بذلك عبد الحميد الثّاني السّلطان! وستكون مدينة القدس العربيّة عاصمتنا الأبديّة هي ذاتها عاصمة الخلافة الإسلاميّة بإذن مولانا ربّ البريّة! ولا جرم أخي المسلم أنّ الأيّام دول وأنّ دولة الباطل ساعة ولكنّ دولة الحقّ إلی قيام السّاعة وأنّ العاقبة للمتّقين ولا عدوان إلا علی الظّالمين المجرمين! ونقول في الختام لكم أيّها المرابطون الكرام ولكلّ أخ مسلم حبيب: أبشروا عباد اللّه وأبشر أيّها الصّابر اللّبيب بنصر وفتح قريب من مولانا العزيز الحميد: (وإنَّ غَدًا لِناظِرِهِ قَريبٌ)!