فلسطين بين وعد بلفور ووعد أحكم الحاكمين (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
اليوم السّبت الثّاني من نوفمبر هو الذّكری 107 لوعد بلفور الصّليبيّ وقد صار شعبنا الفلسطينيّ الأبيّ في زمن لا يدري أيّ المآسي يتابع وأيّ الأحداث ينازع لكن مع تعدّد النّكبات والفواجع تظلّ فلسطيننا الحبيبة قضيّتنا الكبری ومأساتنا العظمی التي لا ينبغي لفلسطينيّ أو مسلم أو عربيّ أن يتجاهلها إنّ أرض المحشر والمنشر قد رخصت من أجلها المنون وذرفت بسببها العيون ولا عجب في ذلك يا قوم فبلادنا أولى القبلتين وفيها ثاني مسجد وضع في الأرض للمصلّين وفيها ثالث المسجدين الشّريفين ومسرى الصّادق الأمين ﷺ ومن أجلها والحقّ يقال: قد شدّ الرّجال عزائم الأبطال وأحيوا في نفوسهم الحميّة والنّضال! معشر المؤمنين إنّ شعب فلسطين يعاني الأمرّين منذ عشرات السّنين وهو يعيش تحت وطأة المحتلّين في خوف وتعذيب واعتقال وتهديد وقتل وتشريد! ضاعت بلادنا فلسطين يا عباد اللّه يوم فرّط المسلمون في تحكيم شريعة ربّ العالمين ويوم أن سكتت الأمّة عن مآسي المرابطين! وظنّ العدوّ والقريب والصّديق والبعيد أنّ كبار السّنّ يموتون والصّبيان ينسون ولكنّ شعبنا المناضل المجيد نهض من جديد رغم أنف كلّ طاغية عنيد نهض من بين الرّكام ليقول للعالم: نحن في أرض الإسراء مرابطون وصامدون وباقون ما بقي الزّعتر والليمون والتّين والزّيتون! لا جرم أخي المحترم المسلم أنّ علی هذا البلد ما يستحقّ الحياة الطّيّبة وأنّ فلسطين بوصلة العالم الإسلاميّ إلی يوم الدّين! ونقول في الختام لكلّ الأحبّة الكرام شتّان شتّان بين وعد رويبضة حقير وبين وعد ربّنا العليّ الكبير القائل بمحكم التّنزيل: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ واللّه أكبر اللّه أكبر كبيرًا!