مقالاتمقالات المنتدى

طوبی لكلّ من صبر ولم يضجر!

طوبی لكلّ من صبر ولم يضجر!

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ وقال ﷺ: {كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ} وقال ﷺ: {لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ} ليكن معلوما لديك أيّها المبتلی المحتسب الصّابر أنّ انتشار الظّلام الدّامس في الأفق وتأخّر طلوع الفجر لا يعني ذلك مطلقًا أنّ الشّمس لا تشرق! وتلك هي حال أمّتنا الإسلاميّة الماجدة تضعف لكنّها لا تستسلم تمرض ولا تموت! أين المرتدّون من الأعراب بزعامة مسيلمة الكذّاب؟ وأين هم الصّليبيّون -الفرنجة- الأغراب من الذين ساموا المسلمين في أولی القبلتين سوء العذاب؟ وأين هم المغول التّتار الذين دمّروا عاصمة الخلافة الإسلاميّة العبّاسيّة بغداد وعاثوا في الأرض الفساد؟ باؤوا جميعا بالخيبة والخسران وانقطع ذكرهم سوی بالشّرّ! وبقيت أصوات المؤذّنين تصدح في الظّهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر: ((اللّه أكبر اللّه أكبر))! فأبشروا وتفاءلوا وبشّروا ولا تيأسوا لأنّ الابتلاءات أمور طبيعيّة والمحن سنن كونيّة! ولكنّ اليأس والاستسلام ليس من صفات أهل الإسلام معشر الإخوة الكرام! أذكر حينما كنت طالبا في ثانويّة نابلس الشّرعيّة عام 1969 كان عدد مساجد نابلس لا يزيد عن عشرين مسجدا ولا يرتادها إلا كبار السّنّ؟! ومساجدها اليوم تصل إلی المائة والخمسين مسجدا! وروّادها من خيرة الشّباب المثقّف المؤمن!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى