مقالاتمقالات المنتدى

وداعا أقمار نابلس عاصمة جبل النّار!

وداعا أقمار نابلس عاصمة جبل النّار!

بقلم  أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

بمزيد من الحزن والأسی ننعی إلی شعبنا الفلسطينيّ المرابط كوكبة جديدة من أقمار نابلس عاصمة جبل النّار الذين ارتقوا مساء أمس بعد أن خضّبوا بدمائهم الزّكيّة ثری بلادنا فلسطين الأبيّة! ولا نملك إلّا أن نقول: إنّا علی فراقكم شباب الإسلام الأطهار ونشامی الوطن حماة الدّيار لمحزونون وَإنّا للّهِ وَإنّا إليهِ راجِعون! إنّ ما يخفّف من مصابنا هو قول نبيّنا ﷺ: {لَمَّا أُصيبَ إخوانُكم بِأُحُدٍ جَعَل اللّهُ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ ترِدُ أنهارَ الجنَّة وَتأكُلُ مِن ثمارِها وَتَأوي إلى قَناديلَ مِن ذَهبٍ معلَّقٍة في ظِلِّ العَرشِ فَلمَّا وَجَدوا طِيبَ مَأكلِهم وَمَشرَبِهم وَمَقيلِهم قالوا: مَن يُبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا في الجَنَّةِ نُرزَقُ لئلَّا يَزهَدوا في الجِهَاد وَلا يَنكُلوا في الحَربِ؟ فَقالَ اللّهُ عزَّ وَجلَّ: أنا أُبلِّغُهم عَنكم فَأَنزَلَ اللّهُ تعالى ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ وقال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه حين سئل عن هذه الآية الكريمة: أما إنّا سألنا عن ذلك فقال: {أرواحُهم في جَوفِ طَيرٍ خُضْرٍ لها قَناديلُ مُعلَّقةٌ بِالعَرشِ تَسرَحُ مِن الجَنَّةِ حيثُ شاءَتْ ثمَّ تَأوي إلى تلكَ القناديلِ فَاطَّلَع إليهِم رَبُّهم اطِّلاعةً فَقال: هَل تَشتَهونَ شَيئًا؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نَشتهي وَنَحن نَسرَحُ مِن الجنَّةِ حيثُ شِئْنا؟ فَفعَل ذلكَ بِهم ثلاثَ مَرّاتٍ فَلمَّا رأَوْا أنَّهم لن يُترَكوا مِن أن يُسأَلوا قالوا: يا رَبِّ نُريدُ أن ترُدَّ أرواحَنا في أجسادِنا حتَّى نُقتَلَ في سَبيلِك مَرّةً أخرى فَلمَّا رأى أن ليسَ لهم حاجَةٌ تُرِكوا} وقال ﷺ: {لِلشّهيد عِند اللّهِ سِتُّ خِصالٍ: يُغفَر لهُ في أوَّل دَفعَةٍ وَيَرى مَقعدَه مِن الجَنَّة وَيُجارُ مِن عَذابِ القَبر وَيأمَن مِن الفَزَع الأكبَر وَيُوضَع على رَأسهِ تاجُ الوَقار الياقوتَة مِنها خَيرٌ مِن الدّنيا وَما فيها وَيُزوَّج اثنَتين وَسَبعين زَوجِةً مِن الحُور العِين وَيَشفَعُ في سَبعين مِن أقارِبهِ} رحم اللّه شهداءنا الأبرار الأبطال رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنّاته وألهمنا جميعا الصّبر والسّلوان!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى