قراءة في بيان قادة مجموعة الدول الصناعية السبع
بشأن التطورات الأخيرة في “الشرق الأوسط“
بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)
القارة العربية الإسلامية والتي تشمل مختلف الدول العربية وإيران وتركيا على شفا جرف هار يكاد ينهار بها في حرب شاملة تؤدي لإعادة هيكلتها بالكامل من جديد وتقسيمها بين أصحاب المصالح من الاستعمار القديم والجديد؛ لو لا قدر الله هزمت الثلة المجاهدة في فلسطين ومحور الممانعة الذي يسندها في إيران ولبنان واليمن والعراق والمدعومة من كل عربي ومسلم يعرف عدوه من صديقه.
فعلى مدى عام كامل قلبت غزوة طوفان الأقصى معادلة الصراع رأسا على عقب، بعد أن انتشى العدو الصهيوني بانتصاراته طوال عقود ونجاحه في تحويل الصراع العربي الصهيوني إلى شراكة كاملة مع الحكومات العربية، وبعدما كادت قائمة التطبيع تكتمل بالتطبيع السعودي الذي كان سيجرف معه باقي الدول العربية والإسلامية ليظن العدو الصهيوني أنه قد فاز بسلام شامل مع كافة الحكومات العربية والإسلامية يمنحه فرصة تاريخية لا تعوض لبناء امبراطوريته الجديدة وهيمنته الشاملة على المنطقة برعاية أمريكية غربية تحقق عملية إعادة استعمار تامة على الأمة العربية لبقية هذا القرن على أقل تقدير كما كانوا يظنون.
أفسدت غزوة الطوفان كل ذلك إلى حين، وبدأت معركة جديدة بين فسطاطين : فسطاط المقاومة المدعومة بالشرفاء من أبناء الأمة، وفسطاط الكفر والخيانة بقيادة أمريكا والغرب والحكومات العربية الداعمة للكيان الصهيوني والمشتركين جميعا في صفقة القرن الهادفة لتقسيم جديد للأمة العربية وإنهاء قضية فلسطين وتدجين الشعب العربي كله وتأهيله لعصر الاستسلام والميوعة العقدية المسمى زورا بالسلام والنمو والازدهار.
وعلى مدى عام كامل مازالت الحرب سجال؛ وعلى الرغم من الحرب المسعورة التي يخوضها الكيان الصهيوني نيابة عن الغرب الغاصب والحكومات العربية العميلة، إلا أن المعركة ما زالت تدور رحاها والنصر لم يحسم فيها بعد ولن يحسم قبل وقت ليس بالقليل، وإن كانت نتائج المعركة الحربية قد لاحت بشائرها الكثيرة في السياسة والاجتماع العربي ومن أهمها: عودة الوعي المفقود لكثير من أبناء الأمة، وعودة تمييز العدو من الصديق، وعودة الوعي بقيمة الجهاد، وانكشاف تزييف الوعي عن ما يسمى بالسلام، وولادة وعي الأجيال الجديدة التي كادت هموم المعيشة أو ترف الاستهلاك تنسيها قضية الأمة الرئيسية في فلسطين وتعيدها لمعاني العزة والكرامة وتفتح أعينها على أعداءها الحقيقيين في الداخل والخارج.
لذلك نجد الاستعمار القديم المتمثل في أمريكا ودول أوروبا الغربية لا يتوقفون عن السعي المحموم من أجل تقويض كل آثار غزوة الطوفان المباركة بكل ما أوتوا من قوة وحيلة ودهاء، مستعينين في ذلك بكل الأدوات المتاحة لهم.
ويظهر البيان الأخير الذي جمع قادة الاستعمار القديم المتمثل فيما يسمى بقادة الدول الصناعية السبع: أمريكا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا وكندا، واليابان، بالإضافة للمثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، هذه الروح الاستعمارية المتأصلة التي لم تغادر هذه الدول التي أذاقت العرب والمسلمين وغالب العالمين ويلات النهب والاستعمار والقتل والوحشية والعنصرية على مدى القرون الثلاثة الماضية.
ويلقي هذا المقال الضوء على البيان الأخير لقادة هذه الدول الذي صدر بمناسبة مرور عام على غزوة طوفان الأقصى ليقف القارئ الكريم على وجه هذه الدول المستعمرة القبيح وعنصريتها الفجة وكراهيتها الشديدة للعرب المسلمين ووقوفهم في وجه أي محاولة لتحقيق حلم الأمة الواحدة المستقلة المتحررة من نير استعمارهم وقيود استغلالهم وتطهير بلادنا من العدو الصهيوني الذي زرعوه في بلادنا وتعاهدوا على حمايته وتقويته ليظل شوكة في ظهر الأمة تعيقها عن النهوض والبعث المنشود.
فقدأصدرقادةمجموعةالدولالصناعيةالسبعبيانا،حسبماجاءعلىموقعالبيتالأبيضالأمريكيمنذبضعةأيام؛تحديدافي 3 أكتوبر 2024م، بخصوص الحرب الدائرة في بلادنا العربية بين المجاهدين والكيان الصهيوني وداعميه من الغرب والعرب. وحسب ما أعلن البيت الأبيض فقد جاء في البيان ما يلي (قمنا بترتيب نقاط البيان بشكل مختلف عما جاء فيه دون الإخلال بجوهره ونصه لبيان كيف يفكر هؤلاء في قارتنا العربية ونظرتهم الاستعمارية إليها:
دار الجزء الأهم من اجتماع تلك الدول حسب ما جاء في البيان على إعادة الاعلان المتكررة عن ضمانهم أمن الكيان المستعمر الذي زرعوه في بلدان ليمنع توحدها وقوتها وبعثها دونما خوف من ردة فعل عربية لما رأوه من خيانات الحكومات العربية لأمانة الحكم التي اؤتمنت عليها وتماهيها مع هؤلاء ومع العدو الصهيوني في جبهة واحدة ضد مصالح الأمة وأمنها القومي وتاريخها وعقيدتها في سابقة لا نجد لها مثيلا في التاريخ بهذا الشكل الفج من الخيانة. حيث جاء في هذا الجزء من البيان ما يلي:
أولا: الاعراب عن القلق البالغ إزاء الوضع المتدهور في الشرق الأوسط. وهم يعنون بذلك تلك الحرب الجهادية المقدسة التي شنها المجاهدون في فلسطين وساندتهم فيها قوى المقاومة في إيران ولبنان واليمن والعراق ودعمتهم فيها غالبية ابناء الأمة للنيل من العدو الصهيوني وهزيمته في مكامنه وجدره التي يحتمي فيها اعدادا ليوم النصر الكبير وتحرير الأرض المقدسة من دنسهم. وهنا نجد اللغة المراوغة هي ديدن هذه القوى المستعمرة ومن يعود للتاريخ القريب والبعيد سيجد نفس اللغة الملتبسة التي تلبس الزور ثوب الحق وتتلاعب المفاهيم لتقلبها. والملاحظة الثانية هي المداومة على مصطلح الشرق الأوسط الذي يجد فيه الكيان الصهيوني جزءا من أرضنا ومجتمعاتنا وهو مفهوم مزور لا حقيقة له ولا وجود فالصراع هو على الأرض العربية وليس الشرق أوسطية لكنهم يؤكدون على ذلك لعقود مضت واليوم من أجل إكمال مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي حلموا طويلا باكتماله وكادوا يحققوه لولا غزوة الطوفان المباركة التي أوقفت عجلاته النجسة مؤقتا عن الدوران.
ثانيا: ثم ولجوا إلى هدفهم الاساسي من البيان وهو أعادة إدانة غزوة طوفان الأقصى؛ والتي يسمونها “هجمات حماس يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023″، كما أدانوها من عام مضى، وهم اليوم يدينونها بأشد العبارات الممكنة ، باعتبارها أعمال غير مبررة من العنف المتعمد، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب أسر الضحايا والرهائن الذين أخذتهم حماس. وهم هنا يعيدون الكشف عن وجوههم القبيحة المستعمرة، فهم يغضون الطرف عن مئات الألوف من الشهداء والجرحى والمهجرين الذين قتلهم العدو وأصابهم وهجرهم على مدى وجوده الغاصب في بلادنا لأكثر من قرن، ويستنكرون على رجال فلسطين أن يدافعوا عن وجودهم وأرضهم وأرضنا ضد هذا العدو المستعمر الذي جلبوه إلى بلادنا ليظلوا ينهبوا خيراتها ويسيطروا على قرارها ومقدراتها، ويعلنون بكل صفاقة وقوفهم إلى جانب أسر الضحايا والرهائن القتلة المحتلين المستعمرين الذين اغتصبوا الأرض وقتلوا الأهل يسمونهم ضحايا ورهائن بئس ما يصفون.
ثالثا: ثم يوجهوا الرسالة واضحة لجميع العرب والمسلمين ب“تجديد التزامهم بأمن إسرائيل بشكل لا لبس فيه“، حتى لا يظن ظان أنهم تاركوا صنيعتهم لنا نفتك بها ونطرد هؤلاء اللصوص إلى حيث جاءوا، وهم يوجهون رسالة لا لبس فيها لكل عربي مسلم، لا يستوي الصهاينة والعرب أبدا في عقول وقلوب ومصالح هؤلاء المستعمرون، وهم يوجهون رسالة لنا جميعا الحرب بيننا ستظل قائمة حتى تسلموا دينكم ومعتقدكم وتاريخكم وأرضكم وثرواتكم، وساعتها فقط يمكن أن ينظروا كيف سيعاملوننا وساعتها أيضا لن نستوي معهم.
ثم يعيدوا خطاب الإنسانية البائس الذي انكشف عواره للعالمين ولمواطنيهم الأحرار قبل غيرهم، ف“اعتبروا أن الوضع في غزة كارثي، وأن فقدان عشرات الآلاف من الأرواح البريئة أمر مؤلم. وأكدوا على ضرورة حماية السكان المدنيين وإتاحة الوصول الإنساني الكامل والسريع والآمن وبدون عوائق كأولوية مطلقة. هذا كل ما يمكن أن يحصل عليه أهل غزة أو لبنان أو أي بلد عربي يفكر في مجاهدة العدوان الصهيوني أو يقف في وجه التطبيع والتتبيع والتركيع العربي لصالح هذا المستعمر وداعميه” التعبير عن الألم، توفير ما يقيم الأود، تجنيب الموت لمن يرفع راية الاستسلام” لبئس الإنسانية تلك وبئس العدالة وبئس القانون الدولي الإنساني.
ثم يعيدوا التأكيد على أهدافهم الرئيسية وأولوياتهم مقابل تلك الرحمة المزعومة والحماية الكاذبة فنجدهم في بيانهم “يكرروا دعوتهم إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن كافة الرهائن” مقابل ماذا؟ مقابل “زيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير ومستدام، وإنهاء الصراع“.
وكيف سينتهي الصراع إذن؟ يجيب البيان الوثيقة: من خلال “التأييد بشكل كامل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى اتفاق شامل مماثل يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735. وأنهم سيواصلون العمل على تهيئة الظروف للسلام الدائم، مما يؤدي إلى حل الدولتين، حيث تتعايش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمان. وهو نص ما اتفق عليه الصهاينة فيما بينهم ومع عصابة الدول الصناعية والحكومات العربية: السلام الدائم بين الكيان وكافة الدول العربية حيث يهيمن الكيان الصهيوني على المنطقة اقتصاديا ويتغلغل فيها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، أما حل الدولتين فهو الحل الصهيوني، فلا وجود للفلسطينيين الضفة، ومن سيتبقى منهم في غزة وجزء من الضفة سينالوا حكما بلديا كأي بلدية في فلسطين المحتلة، أما البقية الغالبة من أهل الضفة وغزة ومن يريد من عرب 48 فهناك متسع في الأردن وسيناء لهم أو في الدول العربية أو كندا أو غيرها من المهاجر يمكنهم التوجه إليها، ففلسطين لليهود خالصة، هذا هو حل الدولتين، وهكذا سينتهي الصراع.
ثم يتناول البيان الوضع في لبنان، حيث نجده يسير على نفس الخطى والمبادئ التي لا تتغير والقواعد في التعامل مع العرب التي لا تتخلف: فتبدأ الفقرة المتعلقة بلبنان بنفس الديباجة الكاذبة: حيث أعلن المجتمعون “عن شعورهم بقلق بالغ إزاء الوضع في لبنان، ودعوا ضرورة وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن لإتاحة فسحة للحل الدبلوماسي على طول الخط الأزرق وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. باعتبار أن هذا القرار هو أفضل سبيل للتخفيف من تصعيد التوترات بشكل دائم“.
ليعلنوا بعد تلك الديباجة الكاذبة التي في ظاهرها دعوة لوقف الحرب على لبنان وتحقيق العدل وانفاذ القانون، ليعلنوا عن حقيقة تلك الدعوة وهدفها الرئيسي، والمتمثل في: “تحقيق الاستقرار عند الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، واستعادة السيادة والاستقرار، وعودة النازحين من الجانبين بالسلامة إلى منازلهم. ونحث كافة الجهات الفاعلة على حماية السكان المدنيين“ فالأمر إذن ليس متعلقا بسيادة لبنان ولا الحرب الجائرة عليه من منظور القانون الدولي، ولا من أجل القتل المجاني والجرح لآلاف من أبنائه من العرب، لا، الأمر أكبر من ذلك فالدماء العربية ليس لها وزن ولا لها قيمة، فلو كانت لها قيمة لكانت في فلسطين أولى، وإنما المهم والملح والأولوية هي الدماء الصهيونية وأمن لصوص المستوطنات الصهيونية على الحدود اللبنانية وكفالة عودتهم آمنين مطمئنين إلى المستوطنات المسروقة ليهنئوا بالعيش فيها بدلا من العرب الذين قتلوا أو هجروا، وفي حالة تم ذلك سينعم اللبنانيون برحمة الدول الصناعية وعطفها السابغ وكرمها البالغ، فهم ساعتها كما يقول البيان“ونحن ملتزمون بتوفير المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين في لبنان“. انظروا يا عرب قدركم عند هؤلاء لو استسلمتم” مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين“. بئس العرب نحن لو لم نفق مما نحن فيه ونعرف عدونا ونصوب سلاحنا إلى سويداء قلبه ومصالحه في بلادنا.
ثم يستمر البيان المجرم للقادة المجرمين في فضح مواقف تلك الدول من الأمة العربية ممثلة في لبنان، والدعوة للحلول التي تخرج من الأمم المتحدة على غصب حقوق العرب وأرضهم وتهوين قتل نفوسهم، والتي لا تعني سوى ضياع حقوقنا العربية في أروقة تلك الأمم، حيث: “أكدوا على أهمية الأمم المتحدة لحل النزاعات المسلحة والتخفيف من آثارها الإنسانية في الشرق الأوسط. وأهمية الدور الذي تلعبه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لاستعادة السلام والأمن، وأنهم ملتزمون بتعزيز دعمهم لهذه البعثة، بموجب قرارات الأمم المتحدة المعمول بها. وأنهم سنواصل المشاركة الوثيقة مع كافة الأطراف لهذا الغرض“.
فما جعلوا الأمم المتحدة ولا دعموا وجودها إلا من أجل هضم حقوق الأمم الضعيفة وفي مقدمتها الأمة العربية، فالأمم المتحدة تقدم لأمتنا العربية: القرارات لحل النزاعات المسلحة التي لو ترجمناها للغة الحقيقة العدوان الصهيوني على لبنان تقدم له الأمم المتحدة قرارات لا تلبي إلا احتياجات أمن العدو، وقرارات لا تعطي اللبنانيين العرب سوى “التخفيف من الآثار الإنسانية” للعدوان الصهيوني، تلك الآثار المتمثلة في الدم العربي المستباح والجريح والمهجر والمشرد العربي والخراب الذي يحيط به من ك جانب يسمونه “آثارا إنسانية” كم هم رحماء بنا هؤلاء القتلة؟؟؟ والدليل على ذلك أنهم يساوون شهداءنا في غزة ولبنان بقتلاهم الصهاينة كما جاء في البيان الإنساني العادل، حيث “أعربوا أيضا عن أحر التعازي لأسر الضحايا المدنيين في إسرائيل وغزة ولبنان“
ثم ينتقل البيان إلى إيران ليوجه رسائله للقيادة والشعب الإيراني كما هي موجهة للمجاهدين العرب والمسلمين في كل مكان، فيبدأ البيان ب” الإدانة بشديد العبارة لهجوم إيران العسكري المباشر على إسرائيل، والذي يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي“، دون أي إشارة لأسباب هذا الهجوم؛ لا نقول الأسباب الجذرية التي لو شنت إيران هجوما على الكيان لكان حقا من حقوقنا كمسلمين لتحرير فلسطين، ولكن إيران شنت هجومها ردا على هجوم الكيان المحتل عليها وقتل قادتها في سوريا واغتيال الشهيد أبو العبد في قلب إيران، لكن البيان يتناسى السبب الرئيسي ليقفز إلى الهجوم ذاته يدينه لأنه لا يحق لشعب عربي أو مسلم أن يرد هجمات الكيان عليه، فذلك خط أحمر اجتمع هؤلاء على حرب كل من يقترب منه وهذا هو قانونهم الإنساني وهذا هو عدلهم المقرر.
ولم يكتف البيان بإدانة هجوم إيران وفقط حتى لا تستهين بذلك فتتمادى في الهجوم على الكيان أو مساندة المجاهدين، فيطالب البيان بإجراءات واضحة تتمثل في“ضرورة توقف أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط من خلال وكلائها الإرهابيين والمجموعات المسلحة، أي الحوثيين وحزب الله وحركة حماس، والميليشيات الشيعية المتواجدة في العراق والموالية لإيران“، فحتى تأمن إيران على حدودها ومشروعها النووي ومقدراتها وثرواتها عليها أن تكون مثل دول الاتفاقات الابراهيمية والكامب ديفيدية من قبل أن تكف أيديها وأذرعها المقاومة في كل مكان وترفع دعمها عن المجاهدين في فلسطين، لتنعم بالسلام والأمن وإلا فالدمار نصيبها المؤكد هكذا يؤكد سدنة القانون الدولي وأعضاء مجلس “الأمن” الدولي ومصدرو إعلان حقوق الإنسان.
وفي نهاية البيان كما هي العادة يشيروا بشكل غامض إلى ما يقومون به من إجراءات لتحقيق كل ما سبق بالتنسيق والشراكة مع كل من يمد لهم يد الخيانة لأمته وكل من له مصلحة معهم في بلادنا يريد اقتسامها، فيقول البيان باقتضاب شديد أن المجتمعون أو المؤتمرون: “قد ناقشوا موضوع الجهود والتدابير المنسقة لتجنب التصعيد في المنطقة. لذا دعوا كافة الجهات الإقليمية المعنية إلى التصرف بمسؤولية وضبط النفس. وأنهم يشجعون كافة الأطراف على المشاركة بشكل بناء لتهدئة التوترات الحالية واحترام القانون الإنساني الدولي. حتى لا تشعل دورة الهجمات والانتقام الخطيرة هذه نار تصعيد غير قابل للسيطرة في الشرق الأوسط، والتي لا تصب لا تصب في مصلحة أحد“.
وهي الاجراءات التي سنرى آثار خرابها في بلادنا ومجتمعاتنا في الأيام القادمة إن لم نجاهد هؤلاء حق الجهاد ونجاهد قبلهم أنفسنا فتتغير أولوياتنا كلها وأنماط حياتنا وطرائق تعاملنا مع بعضنا البعض ونكف عن التشاتم والتخاصم والتدابر والاختلاف الذي نهينا عنه ونعتصم بحبل ربنا ونستمسك بالذي أنزل إلينا وعلى رسولنا من النور المبين وحبل الله المتين القرآن الكريم فنكون بهدايته وبنعمة الله اخوانا متآلفين كالبنيان المرصوص في وجه الرصاص المصبوب على أنفيس وعقوق وقلوب ومقدرات وثروات الأمة.
إن بيانات تلك الدول مجتمعة أو منفردة أو بيانات التي تصدرها مع مجموعات الدول العربية مجتمعة أو منفردة يجب أن تكون في صلب مناهج الدراسة لطلبة العلوم السياسية والشرعية في بلادنا لتخضع للدرس والتحليل والبيان، ويجب أن تكون على موائد الحوارات واللقاءات والمنتديات على وسائل الإعلام ووسائطه المختلفة ييبنها قوم مؤمنون علماء لقومنا من العرب المسلمين ليقر في عقولهم وقلوبهم حقيقة هؤلاء وأنهم عدونا الدائم وكل من يدعو لشراكتهم حتى يأذن الله بالنصر المبين.
.