مقالاتمقالات المنتدى

ماذا تبقى من كلمة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عام (5)

ماذا تبقى من كلمة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عام (5)

بقلم: أ. عماد الدين عشماوي

تمثل إيران أزمة نفسية كبيرة بالنسبة لقيادات الكيان الصهيوني؛ لنتنياهو خاصة، لدرجة أنه  لا يستطيع أن يمر يوم دون أن يذكرها بسوء، ويذكر العالم بخطرها على وجود إسرائيل من ناحية، وعلى حضارة العالم الغربي من ناحية أخرى، وعلى السلام الإسرائيلي المزعوم مع الحكومات العربية من جهة ثالثة.

وتشغل إيران في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي مكانة كبيرة وحيزا واسعا، فالدراسات التي يقوم بها الكيان الصهيوني لدراسة إيران أو تشويهها عبر الإعلام بكافة أشكاله، أو التنديد بخطرها في كل المحافل الدولية لا تعد، وهي مستمرة متوالية ليل نهار يمكن لأي متابع للعلاقات بينهما ملاحظتها بسهولة. ويكفي للتدليل على ذلك نظرة في وثائق مؤتمر هرتسيليا الذي يعقد منذ عام 2000م، وهو من أهم مراكز البحث الاستراتيجي في الكيان الصهيوني.

حيث أكد المشاركون فيه مرارا؛ وفي مقدمتهم نتنياهو، أن: حصول الإيرانيين على السلاح النووي سوف يغير العالم النووي بكامله.

وأن إيران كذلك خطر في حالة نجاحها في تكوين محور ما بات يسمىمحور المقاومةستهدد الكيان خاصة في حالة الٌإقرار بقيام دولة فلسطينية إسلامية في الضفة الغربية وغزة أولا ومن ثم في الأردن لأن مثل هذا التطور سيجعل إيران إلى مشارف تل أبيب، ويمنحها إمكانية الاقتراب من سوريا من جهة الجنوب، وشبه الجزيرة العربية من الشمال، وإلى مصر من الشرق، ومعنى هذا التطور واضح بالنسبة لإسرائيل. الدخول في مجابهة خطر شديد يهدد وجودها: من خلال قيام جبهة إسلامية متطرفة بزعامة إيران، كما يزعم نتنياهو في كتابهمكان تحت الشمس“.

لذلك نجد نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة في العام الماضي؛ حيث كان وجهه يتلألأ بالفرح والغرور وهو يزف البشرى ويعد بالنعمالكبيرة لاتفاقات آبراهام والأمن الأمان للكيان، يعيد تكرار نغمة خطر إيران على الكيان وعلى اتفاقات السلام مع العرب وعلى العالم أجمع، فوجدناه يقول موجها العالم للخطر الحقيقي عليه والمتمثل في دولة إيران:

عندما تحدثت آخر مرة على هذه المنصة قبل خمس سنوات، حذرت من طغاة طهران. لم تكن سوى لعنة. لعنة لشعوبهم، لمنطقتنا، للعالم بأسره..

إليكم ما قلته وأنا أقتبس: التهديد المشترك الذي تشكله إيران جعل إسرائيل والعديد من الدول العربية أقرب من أي وقت مضى في صداقة لم أرَها في حياتي“. كما تعلمون، قبل بضع سنوات وقفت هنا مع ماركر أحمر لإظهار لعنة، لعنة كبيرة، لعنة إيران النووية.

خطر إيران على السلام الصهيوني

الآن تعلمون، أيها السيدات والسادة، تعلمون أن هناك أمر سيء هنا، لأنه المتعصبين الذين يحكمون إيران سيفعلون بدون أدنى شك كل ما في وسعهم لإحباط هذا السلام التاريخي. إيران تواصل إنفاق المليارات لتسليح أتباعها الإرهابيين. إنها تواصل توسيع مخالبها الإرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية وحتى أمريكا الشمالية“. ثم يدلل على ذلك بعدة وقائع توضح وجهة نظره في إرهاب إيران الذي يمثل خطرا على العالم كله؛ وفي القلب منه حامية الكيان: أمريكا، فأخذ يعدد جرائم إيران في حق العالم، حيث يقول:

-“أنهم حاولوا حتى اغتيال وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية. وأنهم حاولوا اغتيال مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية“. هذا يخبركم بكل ما تحتاجون لمعرفته حول نوايا إيران القاتلة وطبيعة إيران القاتلة.

تواصل إيران تهديد ممرات الشحن الدولية، واحتجاز الرعايا الأجانب للحصول على فدية والانخراط في الابتزاز النووي.

خلال العام الماضي، قتل مجرموها القتلة المئات واعتقلوا الآلاف من المواطنين الإيرانيين الشجعان.

تهدد الطائرات بدون طيار الإيرانية وبرنامج الصواريخ الإيراني إسرائيل وجيراننا العرب. وقد جلبت الطائرات بدون طيار الإيرانية وتجلب الموت والدمار للأبرياء في أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن عدوان النظام الإيراني يقابله إلى حد كبير اللامبالاة في المجتمع الدولي كما قال .

ثم يعيد اتهام دول العالم بأنها تتوانى في معاقبة إيران، ويسعديها عليها،قائلا: “قبل ثماني سنوات، وعدت القوى الغربية أنه إذا انتهكت إيران الاتفاق النووي، فسيتم إعادة فرض العقوبات.إذن، إيران تنتهك الاتفاق لكن العقوبات لم يعد فرضها لوقف طموحاتها النووية، يجب أن تتغير هذه السياسة. ويجب إعادة فرض العقوبات، وقبل كل شيء، يجب أن تواجه إيران تهديدًا عسكريًا عالي المصداقية“.

ثم يدعو دول الأمم المتحدة للعمل معا من أجل تسخير عزمهم وشجاعتهم لوقف لعنة إيران النووية ودحر تعصبها وعدوانها.

سياسة نتنياهو تجاه لمواجهة خطر إيران:

تقوم سياسة نتنياهو في مواجهة إيران على عنصرين أوضحهما في خطابه، هما:

طالما أنني أتولى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سأفعل كل ما في وسعي: لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وبالمثل، يجب أن ندعم النساء والرجال الشجعان في إيران الذين يحتقرون هذا النظام ويتوقون إلى الحرية، والذين نزلوا بشجاعة إلى شوارع طهران ومدن إيران الأخرى وواجهوا الموت.إن أبناء الشعب الإيراني، وليس مضطهديه، هم شركاؤنا الحقيقيون من أجل مستقبل أفضل.

ولم تزل تلك سياسة نتنياهو تجاه إيران بعد عام من خطابه، وإن ازدادت حدة وكراهية ورغبة في تدميرها وإعادتها لما قبل الدخول في العصر الزراعي وليس النووي بعد عملية طوفان الأقصى، وهو ما رأيناه من اعتداءات في عمق إيران واغتيال شخصيات نافذة في الدولة في سوريا ولبنان ثم الحرب الوحشية على جنوب لبنان وقتل قيادات حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله بعد اغتيال أبو العبد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس. وسنناقش في مقال تال إن شاء الله رؤية نتنياهو لإيران بعد عام من طوفان الأقصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى