مقالاتمقالات المنتدى

التوكّل علی الله (٣)

التوكّل علی الله (٣)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ وقال تعالی: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ وقال ﷺ: {لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا}

وقال أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه: قلت للنّبيّ ﷺ وأنا في الغار: لو أنّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال: {مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللّهُ ثَالِثُهُمَا}؟ وقال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قالها إبراهيم ﷺ حين ألقي في النّار

وقالها محمّد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ وقال تعالی: ﴿وَلِلَّه غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ وقال الإمام ابن القيّم: على قدر حسن ظنّك بربّك ورجائك يكون توكّلك عليه فتعتقد أنّ تدبير اللّه لك خير من تدبيرك لنفسك واليقين بأنّ اللّه سيحقّق للعبد ما يتوكّل عليه فيه إذا أخلص نيّته وعلّق قلبه باللّه يقول تعالی: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾

وقال الإمام ابن رجب: إنّ من لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أنّ الكرب إذا اشتدّ وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلّق قلبه باللّه وحده فهذا من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج واللّه يكفي من توكّل عليه قال تعالی: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ وللّه درّ القائل: (توكّلت في رزقي على اللّه خالقي: وأيقنت أنّ اللّه لا شكّ رازقي! وما يك من رزقي فليس يفوتني: ولو كان في قاع البحار الغوامق)!

ونقول في الختام للإخوة الكرام: توكّلوا أيّها المؤمنون باللّه واليوم الآخر علی من بيده الخلق والأمر فالحياة والموت والرّزق وكلّ شيء بقضاء وقدر لقد حفظ ربّنا ذو العزّة والجبروت موسی الكليم ﷺ من كيد فرعون في التّابوت وحفظ يونس ذا النّون ﷺ في ظلمة البحر وظلمة اللّيل وظلمة بطن الحوت فتوكّلوا أحبّتي في اللّه علی مولاكم الحيّ القيّوم الذي لا يموت!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى