فضائل بيت المقدس والشّام (٢)
بقلم أ. د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ أقسم اللّه تعالی بهذه الثّلاثة لأنّ الأوّل ﴿التِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ أرضُ فلسطين التي فيها الأنبياء عليهم السّلام وآخر أنبياء بني إسرائيل هو عيسى ابن مريم ﷺ وبطور سينين لأنّه الجبل الذي أوحى اللّه ﷻ إلى موسى ﷺ حوله وأمّا البلد الأمين فهو مكّة المكرّمة الذي بعث اللّه منه خاتم النّبيّين ﷺ قال الصّادق الأمين ﷺ: {اللَّهُمَّ بارِكْ لنَا في شامِنَا وفي يَمَنِنَا} قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ فقالَ: {اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا في شامِنَا وفي يَمَنِنَا} قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: هُنَاكَ الزَّلَازِلُ والفِتَنُ وبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ} وقال ﷺ: {يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ} وقال ﷺ: {ۜإِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلاَ خَيْرَ فِيكُمْ لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ} وقال ﷺ: {طُوبَى لِلشَّامِ} قالوا: لأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقَالَ: {لأَنَّ مَلاَئِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا} وقال ﷺ: {سَتَخرُجُ نارٌ في آخِرِ الزّمانِ مِن حَضرَموت قَبلَ يَوْمِ القِيامَةِ تَحشُر النّاسَ} قالوا: يا رَسولَ اللّهِ: فما تأمُرنا؟ فَقال: {عَليكُم بِالشّام} وقال ﷺ: {عقرُ دارِ المُؤمنينَ: الشّام} وقال ﷺ: {لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أُمّتي قائمَة بِأمْرِ اللّهِ لا يَضُرّهُم مَن خَذلَهم أوْ خالفَهُم حتّى يَأتِيَ أمْرُ اللّه وَهُم ظاهِرونَ على النّاسِ} قال معاذ بن جبل رضي اللّه عنه: (هم بالشّام) وقال ﷺ: {لا تَزالُ عِصابَة مِن أُمّتي قائمَة على أمْرِ اللّه لا يَضُرّها مَن خالفَها تُقاتِلُ أعداءها كلّما ذَهبَت حَربٌ نَشبَت حَربُ قومٍ آخَرين يَرفَع اللّه قَوْما وَيَرزقهُم مِنهُ حتّى تأتِيَهم السّاعة} ثمّ قال ﷺ: {هُم أهْلُ الشّام} فطوبی للمرابطين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر!