مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين باستشهاد الإمام الحسين (٢)

تذكير المسلمين باستشهاد الإمام الحسين (٢)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قالت أمّ سلمة رضي اللّه عنها حين جاءها نعي الحسين: {قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللّهُ وَغَرُّوهُ وَذَلُّوهُ لَعَنَهُمْ اللّهُ}! وعن عبد الرّحمن بن أبي نعم البجليّ: أنّ رجلا من أهل العراق سأل عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: هل يجوز للرّجل إذا كان محرما بحجّ أو عمرة أن يقتل الذّباب أم لا؟ فقال متعجّبا مستغربا من حرص أهل العراق على السّؤال عن الشّيء اليسير وتفريطهم في الشّيء الكبير: يسألون عن الذّباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول اللّه ﷺ؟! أي: يرتكبون الكبائر والموبقات ويجرؤون على قتل الحسين حفيد الصّادق الأمين ﷺ ويظهرون كمال التّقوى والورع في نسكهم فيسألون عن قتل الذّباب؟! ثمّ قال: قال رسول اللّه ﷺ: {هُما رَيْحانَتايَ مِنَ الدُّنْيا} أي الحسن والحسين! وعلى أرض كربلاء في العاشر من شهر اللّه محرّم الحرام يوم عاشوراء سنة إِحدى وستّين من الهجرة النّبويّة الغرّاء التقى إمام أهل السّنّة التّقيّ الهاشميّ الحسين بن عليّ قدوة الشّهداء ومعه سبعون من أهل بيته النّجباء مع جيش ابن زياد وعددهم خمسة آلاف رجل وحينما رأى الحسين عدم التّكافؤ بينه وبين خصومه الألدّاء عرض عليهم ثلاثة أشياء: إِمّا أَن يتركوه يرجع من حيث أتى وإمّا أن ينطلق إِلى ثغر من ثغور المسلمين للجهاد وإمّا أن يتركوه يذهب إِلى خليفة المسلمين يزيد بالشّام لكنّهم عليهم من اللّه ما يستحقّون أبوا عليه إلا أن يؤسر وينزل على حكم الطّاغية المجرم عبيد اللّه بن زياد أو يقاتلوه! لكنّه أبى الاستسلام والذّلّ والهوان واصطفّ الفريقان وتجهّز الجميع للقتال ثمّ دعا الحسين رضي اللّه عنه على شيعته من أهل الكوفة قائلا: {اللَّهُمَّ إِن مَتَّعتَهُم إِلى حِينٍ فَفَرِّقهُم فِرَقًا وَاجعَلهُم طَرَائِقَ قِدَدًا وَلا تُرضِ الوُلَاةَ عَنهُم أَبَدًا فَإِنَّهُم دَعَونَا لِيَنصُرُونَا ثُمَّ عَدَوا عَلَينَا فَقَتَلُونَا} وقد استجاب ربّه العزيز الوهّاب دعاءه فسلّط اللّه عليهم فيما بعد من سامهم (كالحجّاج) سوء العذاب! ولا بدّ من التّأكيد في هذا المقام على أنّ الرّوافض الذين دعوه للخروج إليهم والقدوم إلى العراق وخدعوه وخذلوه هم والحقّ يقال: من أعدى أعداء آل البيت الكرام وهم من يتحمّل سفك الدّم الحرام لشهيد الإسلام البطل الهمام أبي عبد اللّه الحسين الإمام! ومن الأدلّة على ذلك أيّها الإخوان: أنّهم يضربون أنفسهم بالسّيوف خلال مئات الأعوام حتّى الآن عن طيب خاطر وتسيل دماؤهم ودماء أطفالهم أمام أعين النّاظر تكفيرا عن جريمتهم وخيانتهم وقتلهم الحسين حفيد خاتم النّبيّين ﷺ! وهناك أوجه تشابه بين الظّلم الذي وقع علی (الحسين)! والظّلم الذي وقع علی المرابطين الصّابرين بفلسطين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى